كشفت مصدر في الرئاسة اليمنية، عن وضع جماعة الحوثيين للرئيس اليمني عبدربه منصورهادي تحت الإقامة الجبرية في منزله الكائن بشارع الستين، غرب العاصمة صنعاء. فيما أعلنت السلطات الأمنية في ثلاث محافظات يمنية جنوبية أمس، إغلاق منافذها البحرية والجوية تضامنا مع الرئيس هادي، بعد يوم من سيطرة المسلحين الحوثيين على دار الرئاسة في صنعاء. وقالت المصادر إن المنزل الخاص بالرئيس هادي أصبح تحت سيطرة مسلحي جماعة الحوثي، أمس الأربعاء، وأن اللجان الشعبية التابعة لجماعة الحوثي أصبحت هي المتكفلة بحراسة المنزل الذي لا يزال يتواجد بداخله هادي حتى عصر أمس. وأشارت المصادر إلى أن مساعي قامت بها شخصيات يمنية يتقدمها نائب رئيس الوزراء الاسبق الدكتور محمد حسن مكي، والعمري وزعماء قبليون وشخصيات تجارية وسفارات عربية وغربية، لدى الرئيس هادي لإخراجه من منزله ونقله إلى مكان آخر خارج العاصمة صنعاء أو أية دولة يختارها، لكنه رفض أن يغادر منزله، خاصة بعد مغادرة حراسته الخاصة محيط المنزل واستلام اللجان الشعبية مهام حراسة المنزل مكانها. وأكدت المصادر أن الرئيس هادي أصبح تحت الإقامة الجبرية غير المعلنة من قبل جماعة الحوثي.. مشيرا إلى أن جماعة الحوثي قدمت للرئيس هادي مطالب وشروطًا جديدة ومشروع اتفاق يقضي بمنحها 50% من المناصب القيادية في الجهازين العسكري والمدني، وأن يكون هناك ملحق أضافي باتفاق السلم والشراكة، ويجب أن يوقعه الرئيس هادي بمفرده ودون مشاركة المكونات السياسية التي كانت قد وقعت اتفاق السلم والشراكة بعد ساعات من سيطرة الجماعة على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر الماضي، مبررة أن الرئيس هادي هو الوحيد الشريك لأنصار الله (الحوثي) وأن بقية هذه المكونات لم تعد شريكة بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها العاصمة اليمنية. وقالت مصادر وشهود عيان لـ»المدينة»: إن مسلحي جماعة الحوثي سيطروا أمس بالكامل على منزل اقامة الرئيس في شارع الستين، غرب العاصمة صنعاء، عقب مغادرة الحراسة الخاصة بالرئيس محيط المنزل على اثر مقُتل اثنين من حراسة منزل هادي. واتهم حراس الرئيس هادي بوجود خيانة تمارس ضدهم دون الإشارة إلى جهة الخيانة. وبدا شارع الستين خالياً من قوات الحماية الرئاسية، وشوهدت مواقع لتمركز الجنود (المتارس) خالية من أي تواجد عسكري، فيما يحرس جندي واحد مدرعة عسكرية وجهت فوهتها نحو الأسفل. وانخفض مؤشر التأهب العسكري للقوات التي تحرس المنزل، وهي أكثر القوات موالاة للرئيس هادي، الذي تتحدث المعلومات أن الرئيس موجود بداخله وبات ليلة أمس فيه. والغى الرئيس هادي اجتماعا كان مقررا ان يعقده امس الاربعاء مع مستشاريه والحكومة وقيادات المكونات السياسية اليمنية لتدارس الاوضاع واتخاذ القرارات السريعة منها توسيع الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار والبدء بتعديل مسودة الدستور، ومناقشة الاوضاع في مأرب. وعلمت» المدينة» أن المسلحين الحوثيين اعتقلوا أمس الأربعاء نجل شقيق الرئيس هادي، الدكتور منصور سالم منصور، دون ان توضح مكان وأسباب الاعتقال. كما اعتقلت رئيس التجمع اليمني للاصلاح محمد اليدومي، أمس أثناء مغادرته في مطار صنعاء الدولي.. وقالت مصادر حوثية لـ»المدينة»: أن اليدومي كان يعتزم الفرار إلى تركيا. وفي سياق متصل، القت التطورات المتسارعة في العاصمة صنعاء، بظلالها على المحافظات الجنوبية التي ينحدر منها الرئيس عبدربه منصور هادي، حيث شهدت احتجاجات على سيطرة جماعة الحوثي لدار الرئاسة ومحاصر الرئيس هادي في منزله ورئيس الحكومة خالد محفوظ بحاح بالقصر الجمهوري الواقع في حي التحرير، وسط صنعاء، واختطاف مدير مكتب الرئاسة الدكتور احمد عوض بن مبارك، منذ مطلع الاسبوع في محافظة صعدة، وجميعهم من المحافظات الجنوبية (ابين، حضرموت، شبوة). وقالت مصادر في محافظة عدن، جنوب اليمن لـ»المدينة»: إن اللجان الشعبية ارسلت من محافظتي ابين- محافظة الرئيس هادي- ومحافظة لحج جنوبي اليمن، تعزيزات من مقاتليها إلى مدينة عدن، كبرى مدن جنوب البلاد، وذلك تحسبا من أي تسلل لمسلحي جماعة الحوثي إلى المدينة بعد سقوط الرئاسة في العاصمة صنعاء. واضافت المصادر: أن السلطات الأمنية أغلقت مطار وميناء عدن في وجه الرحلات الجوية والنشاط البحري بقرار من اللجنة الأمنية للمحافظة ردا على الأحداث التي شهدتها العاصمة صنعاء. وقال بيان للجنة الأمنية في محافظات عدن ولحج وأبين الجنوبية أنه «تم اتخاذ قرار بإغلاق المنافذ البحرية والجوية إلى أجل غير مسمى تضامنا مع رئيس الجمهورية» معتبرا أن «ما حدث في صنعاء هو عملية انقلابية على شرعية» الرئيس. وشدد الموقعون على البيان على «التمسك بالشرعية الدستورية لهادي، والرفض القاطع لأي محاولة للمساس بهذه الشرعية» محملين «الحوثيين مسؤولية التعرض والمساس لكل رموز الشرعية الدستورية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي ودولة رئيس الوزراء (المحاصر في مقره) وسلامة مدير مكتب الرئيس أحمد عوض بن مبارك المختطف لديهم وكافة القيادات الشرعية عسكرية ومدنية». ودعت اللجنة الأمنية المجتمع الدولي والإقليمي «للقيام بواجبهم تجاه الشرعية الدستورية في اليمن والدفاع عنها». وشهدت مدينة تعز ليلة امس، تظاهرة حاشدة شارك فيها جموع من الشباب والمواطنين وجابت عدد من الشوارع المدينة للتنديد بانقلاب المليشيات الحوثية المسلحة واستهدفت منزل رئيس الجمهوري ودار الرئاسة ومحاصر رئيس الحكومة في القصر الجمهوري واختطاف مدير مكتب الرئيس. وأكد الشباب من خلال اللافتات التي رفعوها تدشين ثورة جديدة من المقرر انطلاقتها مع حلول ذكرى 11 فبراير القادم. المزيد من الصور :