مهما علا شأن المدرب أو اللاعب أو الإداري، يجب أن يسود احترام المكان واللعبة ومتلقيها وقبل ذلك الكيان الذي ينتمون له. والأكيد أن من أمن العقوبة أساء الأدب، ولذا كرر البرازيلي (الفنان) برونو سيزار فعلته التي تبرهن تعاليه وغروره وكأنه فوق المدرب، وهذا ما حدث على الملأ وفي (الديربي) أمام المنافس الكبير الاتحاد، بصراخ وعدم احترام ونفور وربما تعمد خلق مشكلة!. وفي الأصل لعب متحاملاًَ على إصابته، ورأى المدرب فيتور بيريرا أنه توقف عند حد معين في بداية الشوط الثاني، وكي لا تتفاقم إصابته لجأ إلى تبديله، ولكنه ما إن شاهد رقمه في لوحة التبديل إلا وهاج وماج وأطلق عبارات الاعتراض بلغته التي صارت مفهومة لدينا (بوها). ثم مارس حدة الاعتراض بالإشارة ولغة الجسد، وأصر على عدم الخروج لو لم يرفض (الحكم) أي تراجع من الفريق الأهلاوي كونه أصبح أمراً قانونياً بعد أن تجاوز برونو خط التماس، وفي المقابل أصبح البديل (معتز الموسى) داخل الملعب، ومع ذلك واصل برونو اعتراضه أمام زملائه اللاعبين والإداريين والمدربين في بنك الاحتياط وغادر إلى الغرفة الداخلية وهو يخلع قميصه! وفي هذا المقام، لا أطالب بذبحه عقابياً، لكن وبما أن هذه الممارسة التصغيرية لناديه ومدربه، والتكبرية من قبله، فمن شأن النادي الأهلي الذي عودنا على (رقيه) أن يعاقبه بما يردعه ويحفظ انضباطية الفريق ككل، والواضح أن اللاعب يدرك (ربما) ضعف شخصية المدرب الذي لم يُظهر ما يثبت عدم قبوله بهذا التصرف خلال الحادثة، وحينما سئل في (المؤتمر الصحفي) عن اللاعب وتغييره تضجر وهدد بترك المكان "إذا سأل أي صحفي آخر عن لاعب بعينه"! وكان عليه أن يرد بما يثبت عدم قبوله بتصرف اللاعب وأهمية الانضباط والروح الرياضية. لكن المدرب الكبير في عمله أزبد وأرعد ضد الصحفيين وتهكم على أحدهم بقوله "أنت أفضل مدرب، تعال اجلس مكاني"!، وأبان أنه يؤدي عمله بقناعاته، وهذا حقه ولا أحد يصادره. وكل من شاهد المؤتمر يعرف باقي القصة، وشخصياً حضرت مئات المؤتمرات لمدربين أكبر منه كثيراً وأصغر، وفي بطولات عالمية، يتجاوبون مع مثل هذه الأسئلة عن لاعب بعينه أو قضية ما بنوع من الدبلوماسية أو بالاعتذار عن عدم الإجابة أو بقرار صريح وقوي، وقلة يثورون بنفس طريقة بيريرا، بل إن الداهية (مورينيو) يكيّف المؤتمر بالطريقة التي يريدها مرة بالهدوء التام مهما كانت الأسئلة استفزازية، وأخرى بلا مقدمات ينهي المؤتمر سريعا أو يرد على صحفي بعينه بأسلوب مضحك أو استهزائي. ولا أستبعد أن هذه عادة (برتغالية) أو أن بيريرا يقلد مورينيو. لا شك أن المدرب بيريرا (مضغوط) وهو يتعادل كثيراً في وقت يستحق فريقه أن يفوز، وهو الذي عانى وواجه مشاكل (ترفع الضغط) وتؤدي للقلق، لكن يجب عليه أن يكون أكثر هدوءا. وشخصياً أعتبره مكسبا للكرة السعودية مثلما قلت سابقا، والبوادر تشير إلى أنه سينقل الأهلي إلى مرحلة متقدمة ومختلفة، وخصوصا أن الفرصة سانحة لإصلاح الخلل العناصري في فترة الشتاء، بيد أن ردة فعله تجاه (طيشان) برونو وكذلك أسئلة الصحفيين غير لائقة به. لست من يوجه إدارة الأهلي ولا غيرها، لكننا ننشد في مسؤولينا مواجهة كل من يخرج عن النص أو يسيء، بما يكفل احترام الساحة الرياضية التي هي الأشهر لدى مختلف شرائح المجتمع وتتابع بنهم ودقة وتأويلات.