قتل 7 سوريين وأصيب ما لا يقل عن 25 آخرين نتيجة انفجار سيارة مفخخة في منطقة عكرمة التي تقطنها غالبية من المواطنين من الطائفة العلوية في محافظة حمص، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشيرا إلى سقوط نحو 400 قتيل وجريح، نصفهم في محافظة الحسكة، جراء قصف طائرات النظام الحربية والمروحية على عدة مناطق سورية خلال 24 ساعة. وفيما استمر تبادل إطلاق النار والاشتباكات المتقطعة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية وتنظيم داعش في عدة جبهات ومحاور بمدينة كوباني (عين العرب) الكردية، نفذت طائرات التحالف الدولي ضدّ الإرهاب أمس عدة ضربات استهدفت تمركزات للتنظيم في شرق المدينة وجنوبها، وفق المرصد. وقال المرصد إن 7 مواطنين بينهم 4 طلاب جامعيين قتلوا وأصيب ما لا يقل عن 25 آخرون بجراح، جراء انفجار سيارة مفخخة عند تقاطع شارع الحضارة مع شارع العشاق بمنطقة عكرمة، التي تقطنها غالبية من المواطنين من الطائفة العلوية، مشيرا إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود 8 جرحى على الأقل بحالة خطرة. من جهته، قال محافظ حمص طلال البرازي في تصريح لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن التفجير أسفر عن مقتل 5 مدنيين وإصابة 35 آخرين بجروح جراء التفجير الذي وصفه بـ«الإرهابي». يذكر أن سيارتين مفخختين انفجرتا في الحي نفسه في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي قرب مدرسة عكرمة المخزومية الابتدائية، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، معظمهم أطفال. ونقل «مكتب أخبار سوريا» عن ناشط معارض قوله إن سيارة من نوع شيفروليه بيضاء اللون، صغيرة الحجم، انفجرت أمام مطعم «نيو مان» بشارع الحضارة شرق المدينة وسط ازدحام المارة في المنطقة، في حين لم تتبن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير حتى اللحظة. في غضون ذلك، دان رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة المجزرة التي ارتكبها طيران النظام السوري أوّل من أمس في قرية الخنساء القريبة من بلدة تل حميس بريف القامشلي الجنوبي، بعد قصفه سوق «تيماء» المكتظة بالمدنيين، والتي أسفرت عن سقوط أكثر من 75 شهيدا وأكثر من 100 جريح، حسبما أفاد ناشطون من المدينة. وطالب خوجة التحالف الدولي بضرورة الإسراع في فرض مناطق آمنة شمال سوريا وجنوبها، وتقديم الدعم اللازم للجيش السوري الحر، عادًّا أنه بات «من غير المبرر الاستمرار في ترك المدنيين رازحين ما بين مطرقة النظام الإرهابي وسندان التنظيمات الإرهابية». وفي إدلب، قُتل 8 مدنيين على الأقل وأصيب العشرات، جراء قصف شنّته المقاتلات الجوية الحربية التابعة للجيش السوري النظامي بالصواريخ والبراميل المتفجّرة على مدينة سراقب الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف إدلب الشرقي. وقال «مكتب أخبار سوريا» إنّ الطيران الحربي استهدف مدينة سراقب بأكثر من 6 غارات جوية، تركزت على وسط المدينة وأطرافها الغربية، ما أسفر عن سقوط 8 قتلى وعدد «كبير» من الجرحى معظمهم بحالة حرجة، كما أدى القصف لأضرار مادية لحقت بالأبنية السكنية. وفي سياق متصل، قصف الطيران النظامي قرية «حزارين» بريف إدلب الجنوبي، ما أدى إلى مقتل شخصين بينهم طفل في العاشرة من العمر، جراء استهداف القرية بالصواريخ الفراغية. مع العلم أنّ القوات النظامية صعّدت في اليومين الماضيين قصفها على مناطق ريف إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، ما تسبب بسقوط عشرات القتلى والجرحى بصفوف المدنيين. وفي ريف دمشق، دارت اشتباكات بين فصائل المعارضة والقوات السورية النظامية، على أطراف حي جوبر بمدينة دمشق الخاضع لسيطرة المعارضة، وذلك إثر محاولة القوات النظامية التقدّم داخل الحي. وتزامنت المعارك بين الطرفين واستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، مع قصف مدفعي شنّته القوات النظامية على الحي، مما أدى إلى مقتل عنصر تابع للمعارضة. وأكد القائد الميداني في فيلق الرحمن المعارضة محمد عبد المقصود، لـ«مكتب أخبار سوريا»، أن قوات المعارضة في حي جوبر منعت القوات النظامية من التقدم في الحي صباح أمس، كما استهدفت آلياتها المتمركزة على أطرافه بالقذائف المضادة للدروع، ما أدى إلى إحراق رشاش ثقيل وإعطاب عربة عسكرية نوع BMP، وإصابة طاقمها إصابات «مباشرة». مع العلم أنّ قوات الجيش النظامي مستمرة منذ أكثر من 4 أشهر في محاولاتها التقدم نحو حي جوبر والسيطرة عليه، وذلك لتأمين خطوط دفاعها وحماية أحياء مدينة دمشق الخاضعة لسيطرتها من قذائف الهاون التي تقصفها فصائل المعارضة المتمركزة في حي جوبر. من جهة أخرى، أشار «مكتب أخبار سوريا» إلى استمرار المفاوضات بين النظام والمعارضة لفتح «معبر تجاري» بين عربين بريف دمشق والعاصمة. وأوضح أنّ المفاوضات بين الطرفين مستمرة منذ نحو أسبوع، وتهدف للاتفاق على وقف إطلاق النار بين الطرفين ونزع الألغام من الطريق وفتح معبر إنساني يصل عربين من الجهة الغربية بمدينة دمشق من جهة فرع المخابرات الجوية في حرستا. كما تضمّنت المفاوضات وضع حاجز تابع للقوات النظامية في مدخل مدينة عربين عند مديرية الري، وآخر قريب منه تابع لجيش المجاهدين المعارض عند مديرية النفوس في عربين، حسبما بيّن المصدر. وأشار إلى أنّ الاتفاق المبدئي بين الطرفين على بنود اتفاقية فتح المعبر، تعرّض أمس إلى خرق من قبل «جبهة النصرة» المعارضة التي استهدفت القوات النظامية من عربين بقذائف الهاون، وهو ما ردّت عليه الأخيرة بقصف سوق شعبية في المدينة، الأمر الذي أدّى إلى توتر المفاوضات بعض الشيء. وتحاصر القوات النظامية مدينة عربين منذ نحو سنتين، وتمنع إدخال المواد الغذائية والطبية إليها، حيث من المتوقع أن يسهم فتح المعبر التجاري، إن اتفق الطرفان على ذلك، في تبادل البضائع من دمشق إلى الغوطة وبالعكس، كما أوضح المصدر. يذكر أن لجنة المفاوضات التي تمثل مدينة عربين مؤلفة من تجار وعناصر من لواء أم القرى التابع للجيش السوري الحر. سوريون يعانيون آثار السيارة التي تم تفجيرها في منطقة عكرمة أمس (إ.ب.أ)