نطلق اليوم مباريات دور ربع نهائي كأس اسيا حيث تلتقي استراليا مع الصين وكوريا الجنوبية مع اوزبكستان .وبدأ الاستراليون يفكرون بالمباراة النهائية ويحلمون باللقب منذ الآن إثر الفوزين الكبيرين اللذين حققاهما في مباراتيهما الأوليين على الكويت (4-1) وعمان (4-0)، أعادتهم كوريا الجنوبية إلى أرض الواقع وسقطتهم (صفر-1) في الجولة الثالثة الأخيرة من دور المجموعات وإزاحتهم عن الصدارة. ولقد غيرت كوريا الجنوبية بهذا الفوز مسار "سوكيروس" في البطولة ولا تكمن أهمية الخسارة بهوية الطرف الذي سيواجهه أصحاب الضيافة في الدور ربع النهائي وحسب بل أن ذيولها أبعد من ذلك. ويمكن القول أن المنتخب الأسترالي دفع غاليا ثمن خيارات مدربه انج بوستيكوجلو الذي سار في مباراة فريقه ضد كوريا الجنوبية بعكس تصريحاته ومواقفه. وكان المنتخبان قد ضمنا تأهلهما إلى الدور ربع النهائي بعد الفوزين الكبيرين للاستراليين ما جعل الجمهور المحلي يحلم باللقب منذ الآن، فيما خرج "محاربو تايجوك" بفوزين بشق الأنفس على عمان والكويت (1-0 في المباراتين)، ما جعل "سوكيروس" مرشحا لحسم هذه المواجهة لكنه اصطدم بعناد المدرب الألماني أولي شتيليكه الذين خرجوا فائزين للمرة الثالثة بهدف وحيد. وكان التعادل كافيا لأستراليا لضمان صدارة المجموعة بسبب فارق الأهداف الكبير بينها وبين كوريا الجنوبية، لكن سيضطر بوستيكوجلو الآن إلى مواجهة الصين بطلة المجموعة الثانية في الدور ربع النهائي، فيما تلتقي كوريا الجنوبية مع أوزبكستان. والمشكلة ليست في مواجهة الصين التي فازت في مبارياتها الثلاث في دور المجموعات لأول مرة في تاريخها، بل المشكلة أن استراليا ستضطر أولا للقاء رجال المدرب الفرنسي ألان بيران على ملعب بريزبن الذي تذمر منه الجميع بسبب عشبه السيء إضافة إلى الرطوبة العالية في المدينة. والمشكلة التي تواجهها أستراليا هي أن الخصم المحتمل جدا في نصف النهائي سيكون المنتخب الياباني وليس ذلك بسبب مواهب وخبرة "الساموراي الأزرق" وحسب، بل لأنه من المتوقع أن يسافر ألاف اليابانيين إلى أستراليا لكي ينضموا إلى المشجعين المتواجدين أصلا هناك من أجل مؤازرة حاملي اللقب، ما يعني أن على جمهور "سوكيروس" تشارك تذاكر المباراة مع نظيره الياباني خصوصا إذا ما علمنا بأن أكثر من 17 ألف مشجع تهافتوا لمتابعة المباراة الأولى لفريق المدرب المكسيكي خافيير أجويري ضد فلسطين (4-0) على الملعب ذاته. وكان الأستراليون يمنون النفس بتجنب اليابان حتى المباراة النهائية وخوض مباراة الدور ربع النهائي في ملبورن ضد أوزبكستان عوضا عن بريزبن في مواجهة الصين، ومباراة نصف النهائي في "ستاديوم أستراليا" في سيدني. لكن وبعد الخسارة أمام كوريا الجنوبية، بدأ الشك يشق طريقه إلى الأستراليين الذي يأملون أولا تجنب الفخ الصيني قبل التفكير باليابان والدور نصف النهائي، وذلك لان مهمتهم أمام رجال بيران ليست سهلة على الإطلاق خصوصا بعد أن خرج "التنين" فائزا من مبارياته الثلاث في دور المجموعات للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته التي بدأت عام 1976. وسيفتقد المنتخب الاسترالي في مباراته الرسمية الثالثة مع الصين بعد أن تواجها في الدور الثالث من تصفيات آسيا لكأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA حيث تعادلا ذهابا 0-0 وخسر "سوكيروس" إيابا في سيدني 0-1، إلى خدمات ماتيو سبيرانوفيتش الذي تلقى إنذارا ثانيا أمام كوريا الجنوبية وسيشارك بدلا منه المدافع المخضرم أليكس ويلكنسون. أما بالنسبة للمنتخب الصيني الذي سطر أولى المفاجآت بعد أن بلغ الدور ربع النهائي للمرة الأولى منذ 2004 وضمن أيضا صدارته لمجموعته الثانية بفوزه بمباراتيه الأوليين للمرة الأولى منذ 1988 قبل أن يضيف فوزه الثالث للمرة الأولى في تاريخه ويتأهل مع أوزبكستان على حساب السعودية، فهو سيعول على تألق سون كي الذي سجل ثنائية أمام كوريا الشمالية (2-1) بعد أن سبق ومنح بلاده الفوز على أوزبكستان في الجولة الثانية.وستكون مواجهة أستراليا والصين الثامنة بينهما بالمجمل وتتفوق الأخيرة بأربعة انتصارات مقابل فوزين للأولى وتعادل واحد. كوريا ج × وأوزبكستان تفوح رائحة الثأر من مواجهة كوريا الجنوبية وأوزبكستان في افتتاح ربع نهائي.وتبحث أوزبكستان عن الثأر من كوريا الجنوبية التي وقفت حائلا بينها وحلم التأهل إلى كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها بعد أن انتزعت نقطة منها في طشقند (2-2) وفازت عليها 1-0 في سيول في الدور النهائي من تصفيات البرازيل 2014. وتأهلت كوريا الجنوبية إلى النهائيات بصحبة إيران عن المجموعة الأولى وبنفس عدد نقاط أوزبكستان (14 لكل منهما) التي اضطرت لخوض الملحق مع الأردن حيث انتهى مشوارها بركلات الترجيح (تعادلا بنتيجة واحدة 1-1 ذهابا وإيابا) وفشلت بالتالي في خوض الملحق الآسيوي-الأميركي الجنوبي ضد الأوروجواي. ونجحت أوزبكستان بالتأهل إلى ربع النهائي لرابع مرة متتالية، إذ فرض هذا المنتخب نفسه من اللاعبين الأساسيين في القارة الآسيوية منذ استقلاله عن الإتحاد السوفياتي فتأهل إلى النهائيات منذ 1996 ويخوض في أستراليا مشاركته السادسة حيث يأمل البناء على النتيجة التي حققها عام 2011 في قطر حين وصل إلى دور الأربعة وحل رابعا.وفازت أوزبكستان افتتاحا على كوريا الشمالية 1-0 بهدف إيجور سيرجييف، ثم خسرت أمام الصين 1-2 بعدما تقدمت عبر عادل أحمدوف، قبل أن تقصي السعودية 3-1 بثنائية من ساردور رشيدوف وفوخيد شودييف. وسجل المنتخب الأوزبكي بداية مميزة على الصعيد القاري حيث توج بذهبية دورة الألعاب الآسيوية عام 1994 بعد أن حقق سبعة انتصارات متتالية، لكن في مشاركته الأولى على صعيد نهائيات كأس آسيا عام 1996 خسر أمام اليابان 0-4 وسوريا 1-2 ليخرج من الدور الأول رغم أنه استهل مشواره بالفوز على الصين (2-0) التي هزمته مجددا في الدور الأول من النسخة الحالية عندما حل وصيفا لها مجموعته. أما كوريا الجنوبية، فسجلت 3 أهداف فقط في ثلاث مباريات لكنها كانت كافية لمنحها 3 انتصارات بنتيجة واحدة 1-0 على عمان بهدف تشو يونج تشول، الكويت بهدف نام تاي هي، ثم أعادت أستراليا إلى أرض الواقع بهدف لي جونج هيوب بعد أن كانا قد ضمنا التأهل إلى ربع النهائي. وتصدرت كوريا الجنوبية الترتيب بتسع نقاط أمام أستراليا التي رافقتها إلى ربع النهائي وتلاقي الصين أيضا. تحتفل كوريا الجنوبية في استراليا 2015 بعلاقة أكثر من 55 عاما (58 بالتحديد) مع كأس آسيا التي توجت بلقب نسختيها الأوليين عامي 1956 و1960 لكنها فشلت منذ حينها في الارتقاء إلى الدرجة الأولى من منصة التتويج. وسقطت كوريا في المتر الأخير عام 1972 بالخسارة أمام إيران بعد التمديد، ثم عام 1980 أمام الكويت 0-3، وصولا إلى 1988 حين منيت بخسارة مؤلمة جاءت بركلات الترجيح أمام السعودية بعد حملة ناجحة دون هزيمة انطلاقا من التصفيات ووصولا إلى مباراة اللقب. وكانت ركلات الترجيح على الموعد القاسي مع الكوريين في النسخة الأخيرة عام 2011 حين أخرجتهم من الدور نصف النهائي على يد اليابان ما جعل الأهداف الخمسة التي سجلها كو جا-شيول في النهائيات تذهب هدرا. ومن المؤكد أن لكوريا الجنوبية مكانتها الكبيرة في آسيا خصوصا أنها مثلت القارة في نهائيات كأس العالم في النسخ الثماني الأخيرة ويبقى أفضل انجاز لها وصولها إلى الدور نصف النهائي عام 2002 حين استضافت النهائيات مشاركة مع اليابان التي يسعى الفريق الأحمر اللحاق بها بعد أن توج باللقب القاري في أربع مناسبات (رقم قياسي). وتمتلك كوريا الجنوبية أفضلية كبيرة أمام خصمتها التي فازت عليها مرة وحيدة كانت في نصف نهائي الألعاب الآسيوية 1994، مقابل 8 انتصارات كورية وتعادلين. والتقى الفريقان في مباراة تحديد المركز الثالث لنسخة 2011 عندما فازت كوريا الجنوبية 3-2 في الدوحة. لكن مشاكل الكوري تفاقمت إذ سيضطر المدرب الألماني أولي شتيليكه إلى إكمال البطولة من دون لاعب وسطه كو جا-تشيول لإصابته في كوعه، بعد أن سبق له وخسر جهود لي تشونج-يونج المصاب بكسر في ساقه، كما فقد الفريق الأحمر جهود بارك-جوو هو في المباراة الأخيرة لإصابة في أنفه