جنيف، بيروت أ ف ب، رويترز وفد المعارضة: وصلنا إلى طريق مسدود.. والنظام لم يبدِ أي تجاوب. أعلن وفد المعارضة السورية المشارك في مفاوضات «جنيف-2» أن الجولة الثانية من التفاوض وصلت إلى «طريق مسدود»، وذلك إثر لقاء منفصل عقده أمس الجمعة مع الموفد الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي. وقال عضو الوفد، لؤي صافي، في مؤتمر صحفي «وصلنا إلى هذا الطريق المسدود، أرجو أن لا يكون السد جداراً سميكاً ولكن عثرة أو عقبة يمكن أن نتجاوزها». وأضاف أن «المفاوضات تعثرت، هذا ليس سراً، وصلنا إلى نقطة لا يمكن تخطيها إلا بوجود فريق آخر يريد أن يتعاطى مع الحل السياسي»، معتبراً أن «الفريق الحالي الذي أرسله النظام لم يبد أي تجاوب، علماً أن الموضوع يمس كل السوريين». وأشار إلى أنه «إذا لم يتغير الأمر، فالاستمرار على هذا الحال يعني أن المفاوضات لا تسير بالطريق المرسوم لها من أجل تحقيق الحل السياسي» للأزمة المستمرة منذ نحو ثلاثة أعوام. وأوضح صافي أن وفد المعارضة لن يضع شروطاً لعقد جولة ثالثة من المحادثات في جنيف، ويُتوقَّع أن تنتهي الجولة الثانية اليوم السبت. ولم يتمكن الوفدان الحكومي والمعارض اللذان عقدا جلسة مشتركة واحدة خلال الجولة التي بدأت الإثنين في الاتفاق على جدول أعمال المفاوضات، وسط خلافات حول الأولويات بين «مكافحة الإرهاب» و»هيئة الحكم الانتقالي». من جانبه، اتهم نائب وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، من سمّاه «الطرف الآخر» بأنه «لا يعترف بوجود إرهاب وسيارات مفخخة وكل التنظيمات الإرهابية»، مشيراً إلى أنه «على الرغم من ذلك فإننا سنستمر في هذه العملية السياسية». وأضاف «سنواصل مناقشاتنا حتى التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن، وهذا أمر حاسم للشعب السوري». ويكمن الخلاف الأساسي القائم منذ بداية الجولة الأولى في يناير حول أولويات البحث، ففي حين تطالب المعارضة بالتركيز على مسألة هيئة الحكم الانتقالي التي تكون لها الصلاحيات التنفيذية الكاملة وتعمل على قيادة البلاد نحو الاستقرار والديموقراطية، يتمسك النظام بأن المطلوب أولاً التوصل إلى توافق على «مكافحة الارهاب» الذي يتهم به مجموعات المعارضة المسلحة. من جهته، أعلن المعارض السوري، عبيدة نحاس، أن وفد المعارضة إلى جنيف قدم خلال اجتماعه مع الأخضر الإبراهيمي أمس تقريراً مفصلاً عن قرية الزارة في ريف أدلب التي يحاصرها ويقصفها النظام السوري مع غيرها من المناطق. وأضاف نحاس، وهو عضو في وفد المعارضة، أن «الإبراهيمي سمع تأكيداً من وفدنا أننا نريد الاستمرارية ونحن جادون في حوار سياسي يفضي إلى هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات كي تدير البلاد وتعالج الإرهاب وغيرها من القضايا التي يحتاجها الشعب السوري وإيقاف دوامة العنف». وعُقِدَت جلستان منفصلتان لكل من وفدي النظام والمعارضة السورية بإدارة الإبراهيمي جدد فيها كل جانب مواقفه السابقة. إلى ذلك، أفادت مصادر دبلوماسية غربية بأن الأمم المتحدة ستدعو لدورة ثالثة من المفاوضات بين السلطة والمعارضة السورية. ميدانياً، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن سيارة ملغومة قتلت 18 شخصاً على الأقل في بلدة بجنوب سوريا أمس الجمعة. وبيَّن مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، أن الانفجار وقع بالقرب من مسجد في بلدة اليادودة بالقرب من الحدود مع الأردن. وتُستخدَم السيارات الملغومة كسلاح في الصراع السوري المستمر منذ ثلاث سنوات. وقال المرصد في وقتٍ سابق هذا الأسبوع إنه منذ بدء محادثات السلام بين الحكومة السورية وزعماء المعارضة في جنيف قبل نحو ثلاثة أسابيع ارتفعت معدلات سقوط قتلى بين السوريين إلى أعلى مستوياتها منذ اندلاع الصراع في البلاد.