هداية الكتابة حسن محمد شعيب في مرحلة الطَلَب بالمدرسة كنتُ من أبلد الطلاب في حصة التعبير والإنشاء ؛ كنتُ أستعيرُ الكلمات من هنا وهناك ، وألصق كلام الآخرين اقتباساً وتضميناً واختلاساً ؛ فلم يهتمّوا بتعليمنا - للأسف الشديد -أساسيات الكتابة ولا أساليب الإنشاء بشكل تطبيقي ، وكانتْ من أكثر الحصص إهمالاً بالجدول الدراسي زمناً وتدريساً . ولم أهتدِ إلى الكتابة حقاً إلا في مرحلة متأخّرة من الشباب ؛ بنصيحة ثمينة من أستاذٍ فاضلٍ لا أنسى فضْله وفضلها في انطلاقة قلمي وتغذية فِكْري ، وكانتْ نصيحتُه ترتكز على ثلاثة محاورٍ جوهرية .. قال أستاذي : أولاً : اقتنِ كرّاسَ يوميّاتٍ للكتابة الحُرّة ؛ اكتبُ فيه : ما مرّ بك ، وما شعرتُ به ، وما أسعدك ، وما تطمح له في كل يومٍ ينقضي من عمرك ؛ فسيجتمعُ لديك – مع مرور الوقت - مجلداتٌ من اليوميات هي عمرك الحقيقي . ثانياً : اتخذ كرّاساً آخر كشكول للمُختارات ؛ اكتبْ فيه كل ما يعجبك من : أبيات شعرية ، حكمة ، مثل ، قصة ، موقف ، مقولة ، تعريف ، اسم كتاب تتمنى قراءته أو اقتناءه وغيرها ؛ ومن هنا ستدلفُ لعالم القراءة والكتاب والمكتبات دون أن تشعُر ! ثالثاً : ألا يخلو جيب ثوبك أو قميصك من قلم ومفكّرة ورقية ؛ دوّنْ فيها ما يطرأ من أفكار تُولد مرةً واحدة وتُنسى سريعاً إذا لم تُدوّن ، إضافة إلى تسجيل الفوائد مما يطرحهُ الأفاضل في مختلف الأمكنة والوسائط ؛ فكم من كتابٍ أو مقال وُلد من إلهامٍ سُكبتْ حروفه في وُريقةٍ أشعلتْ بقية الأفكار . * آخر خَطْرَة : قال الملك ( بغلظة ) : ابدأ من البداية ، واستمر حتى تصل إلى النهاية ثم توقف ألِيسْ في بلاد العجائب – لويس كارول . Shuaib2002@gmail.com