×
محافظة الرياض

فُجعت الأمة .. رحل أبونا

صورة الخبر

باتا (غينيا الاستوائية): «الشرق الأوسط» نجا المنتخب الجزائري أحد المرشحين بقوة لإحراز اللقب من فخ السقوط أمام نظيره الجنوب أفريقي وقلب تخلفه بهدف إلى فوز دراماتيكي 3 - 1 في سيناريو أشبه بالمعجزة بالنظر إلى مجريات مباراة الجولة الأولى لمنافسات المجموعة الثالثة في بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم المقامة في غينيا الاستوائية حتى 8 فبراير (شباط) المقبل. وكانت السنغال انتزعت فوزا مثيرا أمام غانا 2 / 1 في الوقت بدل الضائع ضمن نفس المجموعة. وتدخل منافسات البطولة الجولة الثانية اليوم حيث تلتقي غينيا الاستوائية المضيفة مع بوركينا فاسو وتلعب الغابون مع الكونغو ضمن منافسات المجموعة الأولى. في مونغومو نجح منتخب الجزائر في فك عقدة استمرت نحو 25 عاما في المباراة الافتتاحية لكأس الأمم الأفريقية واجتاز عقبة جنوب أفريقيا بـ3 أهداف مقابل هدف في لقاء شهد متغيرات وأحداث غريبة. وبعد شوط أول سلبي تعملق فيه رايس مبولحي حارس الجزائر افتتح منتخب جنوب أفريقيا التسجيل عن طريق توسو فالا عقب مرور 6 دقائق من الشوط الثاني بعد تعاون جماعي رائع استغل فيه ضعف الدفاع الجزائري. وبعدها بدقيقتين فقط حصلت جنوب أفريقيا على ركلة جزاء احتسبت بعدما عرقل عيسى ماندي لاعب الجزائر منافسه توكيلو رانتي في المنطقة، لكن الأخير سددها في العارضة إلى خارج المرمى. ولم يقدم المنتخب الجزائري العرض المنتظر منه وعانى الأمرّين أمام جنوب أفريقيا، خصوصا في الشوط الثاني، ويدين بفوزه لحارس مرماه رايس مبولحي الذي أنقذ مرماه من أهداف محققة عدة. وكانت الجزائر في طريقها إلى تلقي الخسارة كون جنوب أفريقيا تقدمت بهدف ثوسو فالا في الدقيقة 51 وسنحت لها فرصة التعزيز من ركلة جزاء أهدرها ثوكيلو رانتي، بل كان بإمكان بطلة عام 1996 هز الشباك في مناسبات عدة بعد ذلك، بيد أن نقطة التحول في المباراة كانت هدف التعادل الذي سجله المدافع ثولاني هلاتشوايو في الدقيقة 67 خطأ في مرمى منتخب بلاده، حيث سجل بعده «محاربو الصحراء» هدفين آخرين عبر فوزي غلام في الدقيقة 72 وإسلام سليماني (82). وفكت الجزائر نحس المباريات الافتتاحية في العرس القاري، إذ لم تفُز منذ تغلبها على نيجيريا 5 - 1 في المباراة الافتتاحية لنسخة عام 1990 على أرضها عندما توجت باللقب القاري الأول والأخير لها وعلى حساب نيجيريا بالذات 1 - صفر في المباراة النهائية. كما هو الفوز الأول للجزائر على جنوب أفريقيا في العرس القاري بعد خسارة وتعادل. وتصدرت الجزائر المجموعة برصيد 3 نقاط بفارق الأهداف أمام السنغال، بينما تتقاسم جنوب أفريقيا المركز الأخير مع غانا. وتلتقي الجزائر مع غانا، والسنغال مع جنوب أفريقيا، يوم الجمعة المقبل في الجولة الثانية، وفوزها هي والسنغال سيمنحهما بطاقتي المجموعة قبل مواجهتهما في الجولة الثالثة الأخيرة في 27 يناير (كانون الثاني) الحالي. وعقب اللقاء أكد الفرنسي كريستيان جوركيف المدير الفني للمنتخب الجزائري على أن طريقة لعب جنوب أفريقيا المباشرة أعاقت كثيرا فريقه في المباراة، وقال: «المباراة كانت صعبة جدا رغم البداية الجيدة للمنتخب الجزائري في الدقائق العشر الأولى، لكن اللعب المباشر لمنتخب جنوب أفريقيا والتحركات السريعة للاعبيه أثرت على أداء اللاعبين الجزائريين». وأشار جوركيف إلى الانهيار البدني للاعبيه بسبب الظروف المناخية الصعبة وكذلك أرضية الميدان التي لم تساعد على تبادل سلس للكرة بين اللاعبين، كما نوه بأن دخول إسحاق بلفوضيل وتبديل مركز براهيمي غيّر معطيات المباراة، منوها بالقوة الذهنية للمنتخب الجزائري الذي لم يستسلم رغم تأخره في النتيجة. من جهته، أشاد محمد روراوة رئيس اتحاد الكرة الجزائري بالفوز الأول من نوعه منذ دورة 1990، مؤكدا أن المهم هو انتزاع النقاط الثلاث، وقال: «أضعنا فرصا في بداية المواجهة، ثم سيطر منتخب جنوب أفريقيا الذي ثبت أنه يفتقر إلى الخبرة». ورفض روراوة الكشف عما قاله في غرف تبديل الملابس بعد نهاية المباراة. من جانبها وصفت الصحف الجزائرية أمس فوز منتخب بلادها على جنوب أفريقيا بالمعجزة والسيناريو المستحيل بالنظر لمجريات المباراة التي كانت في صالح المنافس. وكتبت صحيفة «النهار»: «معجزة في ربع الساعة الأخير»، بينما اختارت «الوطن» عنوان: «السيناريو المستحيل». أما صحيفة «كومبتيسيون» اليومية فكتبت: «الخضر مذهلون». ووصفت «ليبرتيه» الفوز بـ«الرائع»، بينما اعتبرته «لوسوار دالجيريه» أنه «جاء على الطريقة الجزائرية». وحذرت صحيفة «الشروق اليومي» منتخب بلادها مما هو قادم وكتبت: «أيها المحاربون احفظوا الدرس». وأشارت «الهداف» إلى أن هذا الفوز هو الأول الذي يحققه الخضر في المباراة الافتتاحية بنهائيات كأس أفريقيا بعد 25 عاما من الانتظار. وأشادت «لوبيتور» بأداء الحارس مبولحي وقالت إنه «أوقف كل شيء». وكانت المباراة الأخرى بالمجموعة قد شهدت فوز السنغال على غانا 2 / 1 بفضل هدف البديل موسى سو في الثواني الأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع. وتقدم أندريه أيو بهدف لغانا من ركلة جزاء بعد مرور 14 دقيقة، بينما أدرك مامي ضيوف التعادل للسنغال قبل مرور ربع ساعة من انطلاق الشوط الثاني. وبدا أن كل منتخب سيخرج بنقطة واحدة قبل أن يكلل سو جهود زملائه بعد مشاركته بدقائق ويسدد كرة أرضية من داخل المنطقة في المرمى. وكانت هذه بداية مؤلمة لمدرب تشيلسي السابق أفرام غرانت في أول مباراة لغانا تحت قيادته، حيث بات الفريق الفائز باللقب 4 مرات سابقة تحت ضغط هائل للتقدم عن المجموعة الصعبة. وقال غرانت: «واجهنا فريقا عنيدا يتمتع لاعبوه بالجاهزية البدنية. كنا مستعدين جيدا للمباراة لكن هذا هو حال كرة القدم». وكان غرانت اضطر إلى استبعاد مهاجم الفريق أسامواه جيان بعد تغيبه عن التدريبات لمدة يومين بسبب شكوى من إصابته بالملاريا، وحول ذلك قال اللاعب مبارك واكاسو: «غياب جيان أثر علينا بالإضافة إلى تغيير طريقة اللعب». من جانبه عبر الفرنسي آلان جيريس مدرب السنغال عن فرحته بعدما قلب فريقه تأخره إلى انتصار ثمين على منافس أكثر بأسا وقوة، وقال: «قد نكون تأخرنا في الشوط الأول، لكننا كنا نثق دائما في قدرتنا على الفوز بالمباراة». وعلق موسى سو صاحب هدف الفوز قائلا: «لم أقلق بسبب عدم الدفع بي منذ بداية المباراة. نحن نثق بالمدرب وكان عند حسن ظننا به.. الآن مقتنعون بأننا نستطيع أن نقدم أمورا جيدة». وتستهل غينيا الاستوائية المضيفة الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى اليوم بمواجهة بوركينا فاسو بينما تلتقي الغابون مع الكونغو. وعلى ملعب «استاديو باتا» في باتا تسعى غينيا الاستوائية إلى تجاوز عقبة بوركينا فاسو الصعبة متسلحة بالأرض والجمهور. وكان المنتخب المضيف فرط بالفوز على الكونغو في الجولة الأولى بعد أن تقدم عليها بهدف إيميليو نسوي منذ الدقيقة 16 قبل أن تستقبل شباكه هدف التعادل في الدقيقة 87 عبر تييفي بيفوما. ورغم إجماع المتابعين على أن الكونغو أفلتت من مفاجأة أصحاب الأرض، فإن غينيا الاستوائية أثبتت أفضليتها وكانت قريبة من تكرار إنجازها عام 2012 في المباراة الافتتاحية للبطولة التي استضافتها مع الغابون، عندما تغلبت على ليبيا 1 - صفر، ثم بلغت الدور ربع النهائي. ويدرك المدرب الأرجنتيني استيبان بيكر الذي خلف الإسباني اندوني غويكوتشيا المقال في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي بأن انتزاع النقاط الثلاث اليوم ضروري من أجل التقدم نحو ربع النهائي، آخذا في الاعتبار رغبة بوركينا فاسو بالتعويض بعد خسارتها أمام الغابون صفر - 2 في الجولة الأولى. يذكر أن بيكر قاد منتخب سيدات غينيا لإحراز كأس أفريقيا عام 2012. وستسعى بوركينا فاسو إلى تفادي الخسارة التي ستضعها خارج المنافسات، علما بأنها دخلت البطولة بقوة وأمل بتكرار إنجاز النسخة الأخيرة عندما بهرت المتتبعين وبلغت المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخها وكانت قاب قوسين أو أدنى من معانقة الكأس حيث خسرت بصعوبة أمام نيجيريا صفر - 1. وعلى الملعب ذاته، تلتقي اليوم أيضا الغابون مع الكونغو برازافيل. وتأمل الغابون في حسم تأهلها من خلال الفوز على الكونغو متسلحة بمعنويات مرتفعة على خلفية فوزها في الجولة الأولى على بوركينا فاسو 2 - صفر وتصدر المجموعة. وستكون الغابون التي تشارك في البطولة للمرة السادسة مؤازرة بجماهير كبيرة وكأنها تلعب على أرضها بحكم مشاركتها الحدود مع غينيا الاستوائية، وهي تنوي استغلال هذا العامل لتخطي حاجز الدور ربع النهائي الذي يبقى أفضل نتيجة لها حتى الآن وحققته في مناسبتين عامي 1996 و2012. وجددت الغابون بقيادة مدربها البرتغالي جورج كوستا تفوقها على بوركينا فاسو بعدما كانت تغلبت عليها بالنتيجة ذاتها ذهابا في التصفيات في ليبرفيل (تعادلا إيابا في واغادوغو)، ووجهت إليها صفعة قوية في بداية البطولة التي يسعى من خلالها رجال المدرب البلجيكي بول بوت إلى تكرار إنجاز النسخة الأخيرة عندما بلغوا المباراة النهائية. وتتسلح الغابون بموهبة مهاجمها بيار - إيميريك أوباميانغ لاعب بوروسيا دوتموند الألماني صاحب الهدف الأول أمام بوركينا فاسو. من جهتها، تسعى الكونغو إلى استعادة أمجادها الغابرة عندما توجت باللقب عام 1972 وترك بصمة في البطولة الذي غابت عنها 15 عاما وتحديدا منذ عام 2000 في نيجيريا وغانا عندما خرجت من الدور الأول. وعادت الكونغو إلى النهائيات من الباب الكبير كونها حجزت بطاقتها في مجموعة ضمت نيجيريا حاملة اللقب وأحد الممثلين الخمسة للقارة السمراء في المونديال البرازيلي الصيف الماضي. وحلت الكونغو برازافيل ثانية في مجموعة قوية ضمت أيضا جنوب أفريقيا المتصدرة والسودان، فجمعت 10 نقاط من 3 انتصارات وتعادل واحد وهزيمتين. وتدين الكونغو بتأهلها إلى «الساحر الأبيض» الفرنسي كلود لوروا (64 عاما) الذي يعرف جيدا كرة القدم الأفريقية من خلال قيادته لمنتخبات كثيرة، أبرزها الكاميرون التي ظفر معها باللقب عام 1988 في المغرب، وغانا التي أوصلها إلى الدور نصف النهائي عام 2008، والجارة الكونغو الديمقراطية إلى ربع النهائي عام 2006. يذكر أن الكونغو عائدة إلى العرس القاري للمرة الأولى منذ 15 عاما وتحديدا منذ عام 2000 في غانا ونيجيريا. ويأمل لوروا في البناء على التعادل في الافتتاح لتحقيق الفوز اليوم لتعزيز حظوظ فريقه بالتأهل.