عندما نريد ان ننجز اي معاملة، المنطق يقول، ابحث عن المتطلبات ومن ثم قم بتوفيرها واتجه للجهة التي تريد ان تخدمك، بديهي ان يكون لدينا مطالب أو مشاريع تحتاج منا أن نوفر المتطلبات اللازمة للحصول على الخدمة، سواء كانت هذه الخدمات من الدوائر الحكومية أو من غيرها من القطاعات الخاصة، الامر غير البديهي واللا منطقي ان عددا لا بأس به من المراجعين ولن اقول الكل او الاغلبية، لانني احب ان اكون متفائلا، لا يسألون عن النظام ومتطلباته، بل يبادرون بالسؤال الآتي (تعرف أحد) واقولها بمرارة: والله ما دمر بعض القطاعات سوى هذه الثقافة القاتلة، المهم السؤال يتبعه عشرات الاسئلة باسم الدائرة أو القطاع الذي تراد منه الخدمة، مثال لو أردت استخراج تأشيرة، سوف يكون سؤالك، تعرف أحداً في مكتب الاستقدام؟ أو أردت استخراج رخصة لك أو لولدك، سؤالك: هل تعرف أحداً في المرور؟ هنا يكون وقع الألم والأسى أكبر وأقسى، لأن مثل هذه النوعية من الآباء لم يع تبعات الواسطة إن حدثت في استخراج رخصة لسائق لا يجيد فنون القيادة ولا آدابها او لابنه المراهق!. ربما تكون التبعات مميتة، لا ننسى مكاتب التوظيف، الله يعين من يعمل فيها بالذات مكاتب التوظيف في الشركات الكبيرة وخاصة مع كل موسم. الحلو في عبارة (تعرف احد) انها موسمية ومع مواسم الاجازات يقوم سوق موظفي الخطوط السعودية، الكل يبحث عنهم وعمن يعرفهم أو يعرف أحداً من قرابتهم او حتى من جيران جيرانهم!!. الامثلة تطول ولكن أختم بمثالين عن قطاعين حيويين، الدفاع المدني والبلدية من القطاعات التي تعاني، فمعاناة البلدية تبدأ مع الخارطة وتنتهي مع المخالفات، لو كل مراجع تقيد بالخارطة ولم يخالف لن يقول (تعرف احد) كذلك متطلبات الدفاع المدني الهامة، إذا كان عندك محل تجاري ووجدت أن طلبات الدفاع المدني تتزايد، وللمعلومية عزيزي القارئ طلبات الدفاع المدني ضرورية لصاحب المحل ومرتاديه بل للكل، نقول لمن يتأفف من هذه الطلبات،: لو وقفت وقفة محايد، ثم تتبع الوقفة بسؤال: لماذا هذه المتطلبات من قبل الدفاع المدني؟ الجواب المنطقي والعقلاني، أنها متطلبات لحمايتك انت يا صاحب المتجر او المصنع او المستودع الخ .. انها لحماية الانسان والممتلكات، ولكن لأننا نبحث عن مخارج حتى لو على حساب أرواح العملاء تتجه البوصلة إلى (تعرف أحد في الدفاع المدني؟). ما ذكرته من أمثلة، نعيشه وربما ما زال هناك من يفرض على المراجعين البحث عن واسطة حتى في أبسط الأمور، وبهذه الثقافة العقيمة لن نتقدم ولن نتطور، الحل بسيط جدا وقابل للتطبيق، لماذا نبحث عن واسطة من اجل مقعد؟ لاننا قد فشلنا في التخطيط المبكر للسفر. نتيجة طبيعية أن نصارع من أجل مقعد في المواسم، يا سادة يا كرام وفروا متطلبات مشاريعكم، لا تخالفوا ما في (خوارطكم) اعرفوا النظام افضل لكم من البحث عمن يعرف كيف يتم اختراقه. اجعلوا هذه الحكمة في منازلكم ومكاتبكم وفي عقولكم (إذا فشلت في التخطيط، فأنت تخطط للفشل). مستشار تدريب وتطوير