ضمن فعاليات مهرجان الفيلم العربي بدورته الثانية الذي تنظمه الهيئة الملكية للأفلام بالأردن عرض مساء الاثنين الفيلم الجزائري "التائب" لأول مرة في الشرق الأوسط بعد أن حاز جائزة "أوروبا سينما" بتظاهرة أسبوعي المخرجين في مهرجان كان السينمائي الدولي 2012. والفيلم الذي أخرجه مرزاق علواش باللهجةالجزائرية الدارجة مع ترجمة للإنجليزية يروي ببراعة قصة شاب مسلح يترك الجبال ويعود لقريته لتسليم نفسه وسلاحه للشرطة وفقا لقانون الوئام الوطني التي أقرته الحكومة الجزائرية في التسعينيات بعد سنوات عسيرة من الحرب. مشاكل اجتماعية وعلى مدى 87 دقيقة يحاول الشابرشيد "القاتل المجرم" كما جاء في الفيلم الانخراط في المجتمع غير أن فرحة عائلته بعودته جاءت ممزوجة بالملامة والريبة والتخوف بسبب ما ارتكبته الجماعات المسلحة التي كان ينتمي إليها وما عانته القرية وأهلها جراء ذلك. جانب من الحضور أثناء عرضالتائب (الجزيرة نت) ووفق تسلسل الأحداث فإن الشاب "التائب" يبقى خائفا من الشرطة التي تسجل حركاته وسكناته وتخضعه للمراقبة هو وأخواته وحتى جيرانه فيؤدي ذلك به لطريق مليء بالعنف والخداع، في تجسيد حقيقي لحقبة أليمة من تاريخ الجزائر المعاصر. وتشير فصول الفيلم إلى ما يواجهه العائدون من المسلحين من نبذ اجتماعي وملاحقة وشروط تفرض عليهممثل عدم التسبب بمشاكل وعدم الانخراط في السياسة وحلق اللحية و"تبقى نظراتهم للآخرين غريبة ومريبة". ويبرز الفيلم حادثة خطف طفلة وقتلها وطلب فدية عشرة ملايين دينار جزائري، وما تحدثه عمليات الخطف والقتل من مشاكل اجتماعية بين الأسر المكلومة تصل حد الانفصال والقطيعة لأن الزوج لم يستطع أن يفعل شيئا لمنع الخطف أو القتل. قصة حقيقية وفي حديثها الخاص للجزيرة نت قالت بطلة الفيلم عديلة بن ديمراد إن القصة حقيقية لشاب عاد من الجبال للاستفادة من قانون الوئام الوطني. وأضافت أن الفيلم مثل فرصة "لفهم ما جرى لنا في الجزائر فالأمهات الثكالى لم يتحركن ولم نسمع صوتهن ولو مرة واحدة يقلن للمسلحين "ما الذي تفعلونه بأولادنا وما هو الذنب الذي اقترفوه؟، وهذا ما حاولت إيصاله أثناء مهاجمة "التائب" الذي اختطف وقتل طفلتي "سلمى". وفي معرض ردها على سؤال قالت "لا أعرف إذا كان الفيلم يخدم وجهة نظر حكومية أم لا؟ وما يهمني كامرأة وأم أن ألفت النظر للأمهات والأطفال الذين خطفوا وقتلوا ففي كل بيت جزائري هناك مأساة وخوف من المستقبل". لغة بسيطة ومن وجهة نظر الناقد السينمائي ناجح حسن فإن الفيلم يعتبر من أحدث أفلام المخرج الجزائري مرزاق علواش الذي يعد صاحب بصمة في السينما العربية الجديدة التي بدأت منتصف السبعينيات بفيلم "عمر قتلته الراجلة". عديلة بن ديمراد أدت دور امرأة تعرضت بنتها للخطف والقتل(الجزيرة نت) وقال أن "التائب" يحاكي السنوات الصعبة التي مرت بالجزائر بلغة سينمائية بسيطة وغير متكلفة ناقش فيها عملية عودة مسلحين شاركوا في الأحداث، مبينا الجدل الذي أثاره قانون الوئام في أوساط المجتمع الجزائري وهو ما عالجه الفيلمبحذق ودون التوغل في بداياتها أو طرح بدائل لها. ولفت حسن إلى أن علواش ركز على شخصية الفرد العائد "التائب" من خلال البحث عن إحدى ضحايا أحداث مؤلمة وهي طفلة دون تقديم مبررات كافية للمتلقي وترك الأمر لمخيلتهبأن ترى الوقائع حسب تفسيرها وفهمها الخاص. فيلم أردني وعلى صعيد متصل عرض في افتتاح مهرجان الفيلم العربي مساء الأحد الفيلم الأردني "لما ضحكت موناليزا" الذي يروي تفاصيل الحياة اليومية للمجتمع الأردني من خلال قصة أسرة في أكثر من فترة تاريخية، تناول فيها دور المرأة وحالات الزواج المتأخر والعنوسة والعمالة الوافدة وتعدد الثقافات داخل مكونات النسيج الاجتماعي الأردني في قالب من الكوميديا الرومانسية الممتعة. أدلت البطولة في القيلمالفنانة نادرة عمران في دورجديديختلف عن أدوارها السابقة حيث اتجهت لللتعبير عن هموم المرأة الموظفة أو العاملة. والفيلم وهو روائي طويل مترجم للإنجليزية (95دقيقة) من إخراج فادي حداد ويحكي حكاية شابة أردنية "تهاني عبد الرحمن" لم تبتسم طوال أعوامها الـ37، تحصل على وظيفة حكومية بعد انتظار طويل مما يثير غيرة شقيقتها الكبرى غير المتزوجة التي تعاني من فوبيا الخروج من المنزل، وتتعرف تهاني في الدائرة الحكومية على شاب مصري يعمل مراسلا وتصادف نماذج من شخصيات فضولية في مجتمع عمّاني غارق بالصور النمطية. ويذكر أن الفيلم هو الروائي الطويل الأول للمخرج حداد الذي سبق وقدم أعمالا قصيرة لفتت الأنظار أبرزها "سوليتير" و"كعب عالي".