×
محافظة الحدود الشمالية

طفل يشعل النار في نفسه بالبنزين بعرعر

صورة الخبر

كل الفنادق وكل الشقق المفروشة مشغولة بالكامل في جازان هذا الأسبوع. طفت كل زواياها لأجد غرفة آوي إليها فلم أجد، تضايقت لكن في أعماقي كنت أشعر بغبطة، جازان نجمة الشتاء في بلادنا، يقصدونها من امتداد الشمال، نعم من الشمال؛ تلك الجهة التي طالما نزعت الريش من عصافير جازان في زمن مضى. جازان مشغولة بالكامل ولديها ما فعلته وما تفعله وما ستفعله. افتتحت لياليها بسهرة على "شجر الكلام" الذي كتبته شاعرتها شقراء المدخلية، ونفذته جامعة جازان بمحمد حبيبي ورفاقه وبلابله، فكان أجمل عرض فني قدمته جازان حتى اليوم. وعلى شجرة جازان حطت عصافير الشعر في احتفالية جائزة السنوسي. ليلتان من الغناء الساحر احتفاء بالفائز العُماني "حسن المطروشي" الذي لا أعرفه من قبل لكني في نهاية الحفل، ويا للصدفة، وجدته معي في سيارتي وحدنا صامتين منطلقين في الليل جنوبا، لا نملك أي رصيد سابق من المعرفة لنتبادل الحديث، فاندفع المطروشي يغني "با شلّ حبك معي" فلم أجد بدّا من مشاركته الغناء طوال الطريق إلى عريشة لي في خبت المسارحة يلفها الظلام، وجدنا فيها رجلا لا نكاد نراه اسمه عبدالرحمن موكلي، وعما قليل سيلحق بنا محمد زايد الألمعي وأحمد التيهاني، وستفرقنا الشمس صباحا. في الليلة التالية ستأتي كل محافظة بفنونها، وسيتبارى الجازانيون في استعراضاتهم، وأعتقد أن "صبيا" تفوقت على سواها هذه المرة حين اختارت مجسم "الثور" لتدخل به المسيرة، ولتثير كثيرا من الكلام المؤيد والمعارض. الثور كان الضلع الرابع في حكاية جازان إلى جانب الأرض والماء والإنسان. يتقاسم جازان نزوعها الدائم للفن والعلم، جناحان مكتملان، وستحلق بهما دائما عبر الأهالي والجامعة. على مدى شهرين قادمين تكون جازان في مهرجان حقيقي بعقول وسواعد أبنائها "سهر القناديل التي تهدي الطريق، وبناتها الأمل الجميل لوصل ماضينا العريق". لا تفوتكم جازان... قولوا بسم الله