كشف الروماني أولاريو كوزمين المدير الفني للمنتخب السعودي لـ«الشرق الأوسط» أنه لو عاد به الزمن مرة أخرى فسيقبل مهمة تدريب الأخضر في ظل الظروف الحالية، موضحا أن القرار بالنسبة له لم يكن مهنيا أو فنيا وإنما عاطفيا وتقديرا لرجالات يحترمها. وقال كوزمين إن المرحلة الحالية التي تعيشها الكرة السعودية يجب أن لا تكون نهاية مطاف، بل يجب أن يتم تغيير المسار باستراتيجيات ترسم بعمق وبهدوء وصبر ومسؤولية حتى تكون النتاج إيجابية في المرحلة المقبلة، مؤكدا أن ما يحدث في الكرة السعودية حاليا هو تراكمات لأخطاء سابقة تعاظمت حتى أصبحت كما هي الآن. وأشار إلى أن هناك أخطاء كبرى وقعت فيها الكرة السعودية ومن الصعب إصلاحها في لحظات قبل كأس أمم آسيا أو أثنائها مع اللاعبين لكنه في الوقت ذاته كان يشعر بتحسن بعض الأشياء التي تخص اللاعبين في المعسكر بعد المباراة الافتتاحية وهذا يعطي انطباعا على أن الكرة السعودية قابلة للتصحيح متى ما كان هناك عمل جاد ومسؤول. وأضاف: «بصراحة لا بد من الجدية والمسؤولية وعدم التسرع في تقييم الوضع الحالي لأن الجدية والمسؤولية ستقودان الكرة السعودية إلى النجاحات الدائمة لا الوقتية فيما التسرع قد يصلحها فترة ثم تعود كما كانت». وشدد على أنه سيقبل أي مهمة مستقبلية كما هي التي عاشها مع المنتخب السعودي لأن القصص هذه تحدث فجأة، ولا يمكن قياسها بالعقل أو بالمهنية بل أمور كثيرة لا بد أن يكون للقلب دور فيها وهو ما حدث. وأضاف: «لم أخسر ولم أربح.. لكنني راض عن نفسي.. حينما أستيقظ صباحا أقوم بالوقوف أمام (المرايا) وحينها أعرف أنني سعيد أم لا.. إنني أسير في الطريق الصحيح أم لا.. أما ما يخص أنني ربحت فلا أستطيع أن أقول ذلك ولا أستطيع أيضا في الوقت ذاته أقول إنني خسرت». وشدد على أن المسؤولين في الاتحاد السعودي لكرة القدم يعرفون جيدا حجم المعاناة التي تنتظرهم.. حجم العمل الكبير الذي ينتظرهم.. تحدثت مع أحمد عيد وأبلغته وطلب مني تقريرا.. وسأفعل. ورفض كوزمين أن يعطي رقما بعدد اللاعبين الذين كان يريد تغييرهم في حال كان معه الوقت مشددا على أنه لا يريد أن يفعل ذلك، لكنه كان بحاجة لتغيير بعض المراكز.. لتقويتها.. كان صعبا جدا أن أقوم بالتغيير في لحظات قبل البطولة أو أثنائها.. لم ألتق باللاعبين إلا في الطائرة ونحن نتجه إلى أستراليا!. وشدد على أن التغيير دائما يحتاج إلى صبر وروية وتأنٍ ولا يحتاج إلى سرعة واستعجال.. كنا بحاجة إلى تجهيز اللاعبين وكنت حقيقة أشعر بخيبة أمل في البداية لكن الحقيقة كانت تقول إننا نسير بوتيرة تصاعدية مع الأيام، وخصوصا بعد اليوم الأول من افتتاح البطولة وكنت بصراحة بحاجة إلى لاعبين مثل ناصر الشمراني وياسر القحطاني ومختار فلاتة وتيسير الجاسم لكن «النحس» كان يلازمنا حتى في الإصابات. وطالب كوزمين بضرورة أن تتساير الكرة السعودية مع الوضع العالمي للعبة وأن العامل الفني الذي يملكه اللاعبون لا يكفي، بل يجب بناء اللاعب جيدا على صعيد البنية الجسمانية. وأضاف: «كرة القدم ليست مجرد لعبة كما تظنون.. إنها معركة.. بل حرب حينما كنا نلعب ضد أوزبكستان كنا الخاسر دائما في الارتقاءات.. في الالتحامات.. في الصراعات..كانوا أثقل من اللاعبين السعوديين لكنهم أكثر انضباطا.. أكثر حرصا على تأدية المنوط بهم..كانوا يلعبون بعنف وخشونة كما يفعل الأوروبيون.. واللاعب السعودي لم يتعود على ذلك ولا يستطيع.. قليل جدا من يفعل ذلك». وتابع: «الحقيقة تقول إن اللاعب السعودي يجب أن يؤسس من الصغر.. لا يمكن أن تؤسسه وهو في سن العشرين أو نهاية العشرين.. أنتم لا تهتمون بالفئات السنية». وشدد على أن اللاعب السعودي يملك الإمكانات التي يمكن من خلالها صناعة وخلق لاعب قوي فنيا وبدنيا لكن ذلك يحتاج إلى عمل من الصغر.. يحتاج إلى تأسيس قوي.. وتجهيز. وركز المدير الفني الروماني على قضايا التوعية الكروية والرؤى الاحترافية وبناء جسم اللاعبين جيدا. وأشار مدرب المنتخب السعودي في كأس آسيا الذي انتهت مهمته وعاد فجر اليوم إلى دبي لمواصلة عمله في نادي أهلي دبي الإماراتي، إلا أنه حاول عمل الكثير ونجح في تحسين بعضها لكن الكثير كان صعبا بالنسبة له لأن الكرة السعودية بحاجة إلى استراتيجيات واضحة وخطط مرسومة تقودها إلى مصاف الدول الكروية الأولى. وقال: «الأندية السعودية يجب أن يكون لها حضورها في هذه الاستراتيجية والجيل الجديد يجب أن يتعايش مع هذه الاستراتيجية لأنه هو الأساس وهو الاستثمار في اللعبة كلها». وأوضح أنه كان يتجنب التغيير الكامل أو الجزائي كون ذلك سيفقد التوازن للمنتخب السعودي. بقيت الإشارة إلى أن المنتخب السعودي سيصل فجر اليوم إلى العاصمة الرياض بعد أن غادر ملبورن الأسترالية ظهر أمس وسيلتحق اللاعبون فور وصولهم بتدريبات أنديتهم بعد أن يحصلوا على راحة ليومين.