أظهرت بيانات رسمية، أن متوسط دخل الأسرة السعودية بلغ نحو 13.61 ألف ريال شهريا، فيما يبلغ الإنفاق 15.37 ألف ريال، بما يعني عجزا شهريا في ميزانية الأسرة بنحو 1757 ريالا، وذلك بحسب مسح صادر عن مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات، لإنفاق ودخل عينة من الأسر السعودية لعام 2013. ووفقاً لتحليل وحدة التقارير الاقتصادية في صحيفة "الاقتصادية"، فإنه في الوقت الذي ارتفع فيه أسعار السلع والخدمات (التضخم أو تكاليف المعيشة) بنسبة 28.4 في المائة خلال فترة المسح (ست سنوات)، تراجع دخل الأسرة السعودية بنسبة 3.4 في المائة خلال الفترة نفسها (من نهاية عام 2007 حتى آخر عام 2013). وكان معدل الرقم القياسي لتكاليف المعيشة 100 نقطة نهاية 2007، فيما ارتفع إلى 128.4 نقطة بنهاية عام 2013. وعلى النقيض، كان مسح المصلحة لعام 2007، قد أظهر فائضا في الميزانية الشهرية للأسرة السعودية بنحو 833 ريالا، حيث كان متوسط الدخل 14.1 ألف ريال، فيما بلغ الإنفاق 13.25 ألف ريال. وأوضح مسح عام 2013، أن متوسط الدخل الشهري للأسرة السعودية قد تراجع من نحو 14.08 ألف ريال في عام 2007، إلى نحو 13.61 ألف ريال في 2013، منخفضا بقيمة 474 ريالا، في الوقت الذي ارتفع متوسط إنفاق الأسرة من 13.25 ألف ريال في 2007، إلى 15.37 ألف ريال في عام 2013، بزيادة قيمتها 2.116 ريالا. ويعني ذلك أن دخل الأسرة السعودية تراجع بنسبة 3.4 في المائة خلال ست سنوات، بينما إنفاقها ارتفع بنحو 16 في المائة، أي أن الفارق بين الإنفاق والدخل يقارب 20 في المائة، لمصلحة الإنفاق. وبحسب البيانات، تراجع متوسط دخل المواطن السعودي من 2.273 ريالا شهريا في عام 2007، إلى 2.262 ريالا في 2013، بانخفاض 11 ريالا شهريا في ست سنوات، بنسبة تراجع 0.5 في المائة، فيما ارتفع متوسط الإنفاق الشهري للفرد من 2.138 ريالا في 2007، ليبلغ 2.554 ريالا في عام 2013، بزيادة 416 ريالا شهريا، بنسبة زيادة 19 في المائة. ووفقاً للبيانات، فقد بلغت نسبة الإنفاق الشهري للأسرة على الأغذية والمشروبات، 16.6 في المائة من دخلها في 2007، فيما ارتفعت إلى 16.9 في المائة في عام 2013، بما يعني تراجع مستوى معيشة الأسرة السعودية، إلا أنه يبقى "مثاليا" وفقا لما يسمى قانون أنجلز لتحديد مستوى فقر الأسرة ومستوى المعيشة، بناء على ما يلي: (إذا كانت الأسرة تنفق شهريا على الأغذية والمشروبات أقل من 20 في المائة من دخلها يعني أن مستوى المعيشة "مثالي"، وإذا كانت تنفق من 20 إلى 30 في المائة يعني أن مستوى المعيشة "جيد"، و31 - 40 يعني مستوى معيشة "متوسط"، وإذا أنفقت أكبر من 44 في المائة من دخلها على الأغذية والمشروبات يعني أن مستوى المعيشة "ضعيف"). كما أظهرت الإحصاءات، بلوغ متوسط عدد أفراد الأسرة السعودية 6.7 فرد في مسح 2013، فيما كان 6.2 فرد في 2007. ومن بين 12 مجموعة رئيسة للإنفاق، استحوذ الإنفاق على مجموعة "السلع والخدمات الشخصية المتنوعة" على أكبر حصة من إنفاق الأسرة السعودية بنسبة 21.2 في المائة (3.251 ريالا شهريا). تلاها الإنفاق على مجموعة "السكن والمياه والكهرباء والغاز ووقود وأخرى" بنسبة 20.7 في المائة، بقيمة 3.183 ريالا شهريا، ثم الإنفاق على مجموعة "الأغذية والمشروبات" بنسبة 16.9 في المائة، بما يعادل 2.594 ريالا شهريا. وبحسب ما أوضحته مصلحة الإحصاءات، فإن الإنفاق الشهري يتضمن الإنفاق على السلع والخدمات ذات الطابع الشهري، ويتكون من 12 مجموعة رئيسة، وكل مجموعة مقسمة إلى مجموعات فرعية تشتمل على عدة بنود للسلع والخدمات يتم تسجيلها يوميا من قبل الباحث أو الأسرة، أما الإنفاق اليومي فيتضمن مجموعة الأغذية والمشروبات والتبغ والخدمات الأخرى ذات الطابع الاستهلاكي اليومي، ويضاف إلى الإنفاقين اليومي والشهري، نوع ثالث وهو الإنفاق على السلع المعمرة. أما الدخل فيشمل "الرواتب والأجور النقدية والعينية والأجر الإضافي والبدلات والمكافآت"، إلى جانب "صافي الدخل من المشاريع التجارية والصناعية والزراعية والخدمية والمهن الحرة وأرباح المضاربة بالأسهم والممتلكات العقارية"، علاوة على "دخول الملكية وتشمل الأرباح الموزعة للأسهم والحصص وأرباح التورق المالية وشهادات الاستثمار والعوائد الموزعة والسحب من أشباه الشركات وإيجار الأراضي الزراعية، والفوائد على الودائع والسندات المستحقة"، فضلاً عن "دخول من مصادر أخرى مثل إنتاج الأسر والتورق والقروض والسلف ومبيعات السلع المستعملة (المعمرة) والمنح والهدايا، إلى آخره". يذكر أن مصلحة الإحصاءات تتوصل إلى هذه البيانات وفقا لمسح تقوم به، يرصد إنفاق الأسرة ودخلها، كل خمس سنوات، ويتم إجراؤه على عينة من الأسر السعودية بمستويات دخل مختلفة بهدف الوقوف على رفاهية المجتمع ومستويات المعيشة به، فيما يستمر جمع البيانات في كل مسح لمدة 12 شهرا كاملا. وامتد مسح إنفاق ودخل الأسرة لعام 2013، من 15 أيلول (سبتمبر) 2012 إلى 5 تشرين الأول (أكتوبر) 2013.