اعتبر صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة مهرجان «كنا كدا» في المنطقة التاريخية متعة لا تقارن باموال أو أي شيء آخر، وقال سموه في تصريح عقب زيارته للمهرجان أمس، «بمجرد ما تمشي في شوارع جدة القديمة تجد الأب والابن والحفيد كلهم يمشون مع بعض كعائلة واحدة مبتسمين سعيدين، وأظن أي واحد في الدنيا بيكون أسعد واحد لأنه قد يعطي جزء بسيط من السعادة للناس، هذا من ناحية والناحية الثانية جدة التاريخية تحتاج إلى التفاتة كاملة من كل الناس ليس من المسؤولين فقط والى التفاتة من المسؤول والمواطن والتاجر والمقيم لأن هذا التراث تراث إنساني عظيم فلا بد أن نحافظ عليه كلنا». وأضاف الأمير مشعل «أتمنى أن يستمع كل زوارنا معنا ويستفيدوا، والحمد لله رب العالمين السنة هذه لدينا ناس جادين ويرممون وإن شاء الله نشوف جدة التاريخية غير جدة اليوم، وبالنسبة لجدة التاريخية لن تهمل، فترة الإهمال انتهت ونحن الآن في فترة الجذب وإعادة الترميم، وأي مسؤول يقول جدة راح تتوقف في هذا الحد أنا أقول هو غلطان، وجدة لا بد أن تكمل ولا بد أن تنتعش وتشتعل على مدار العام وليس في المهرجانات». وقدم سموه شكره لجميع العاملين والرعاة ومختلف وسائل الإعلام على تغطيتهم للفعاليات أولا بأول ونقل صورة واقعية لمنطقة الفعاليات والمنطقة التاريخية، كما وجه شكره لجميع المشاركين ورجال الأمن والدفاع المدني والمنظمين. ولامس الأمير مشعل بن ماجد في زيارته للمهرجان نبض الشارع في تاريخية جدة، ووقف عند أكثر من محطة يتحدث مع الزوار ويجيب عن اسئلتهم ويعرف آمالهم وأحلامهم ومتطلباتهم، وأنصت إلى صوت الباعة والمتجولين والسقا وبائع اللبن وحاملي الأتاريك والقناديل التي كانت تضاء بها ازقتها في حارات اليمن والشام والمظلوم والبحر، وعرج على العديد من حارات جدة التاريخية والمحلات المرتصة على جانب المسارات التي تعرض الحرف اليدوية والمشغولات، والأركان المشاركة في المهرجان وحيا البائعين والزوار وتبادل معهم الأحاديث الودية وانطباعهم عن الفعاليات. وشارك سموه الأطفال في مشاهدة أحد العروض التي يقدمها مسرح الطفل، وتناول القهوة العربية مع المواطنين في الركن المخصص لها في شارع قابل، وشاهد مسيرة استقبال الحجاج بعد أدائهم فريضة الحج والأهازيج التي يصدح بها أهالي المنطقة في هذه المناسبة. وتوقف عند عدد من الشباب الرسامين المشاركين في المهرجان واستمع إلى شرح عن الصور المعروضة لديهم وطرق رسمها، مبديا إعجابه بما شاهده من أعمال فنية جميلة تعكس أفكار الشباب السعودي وكفاءتهم في كافة المجالات. كما تجول سموه داخل جناح جامعة الملك عبدالعزيز، حيث استقبل بالأهازيج الحجازية القديمة واستمع إلى شرح عن الجناح، الذي اشتمل على نسخ من بعض المطبوعات والوثائق القديمة في التاريخ الإسلامي وبعض الأجهزة القديمة التي كانت تستخدمها بعض الكليات في الجامعة وقت إنشائها. وحرص العديد من الزائرين، خاصة الأطفال بلباسهم التقليدي الذي يحاكي ماضي جدة التاريخية وذوي الاحتياجات الخاصة، على التقاط صور تذكارية مع سموه. وشملت زيارة سموه للمنطقة التاريخية بيت المتبولي، وشاهد أركان المنزل والمجالس المخصصة لاستقبال الضيوف والغرف الأخرى، إلى جانب المعرض الذي خصصه ملاك المنزل لتاريخ الصحف السعودية وإصداراتها القديمة.