(إفي): انتهى الدور الأول لموسم 2014-2015 من الليجا الإسبانية بصدارة مستحقة لريال مدريد، الذي قدم ثلاثة اشهر فوق العادة اقترب فيها من الكمال، وحقق خلالها 12 انتصارا متتاليا، رغم منافسة شرسة من قبل خصميه برشلونة وأتلتيكو مدريد، إضافة لما يمكن اعتباره فرق الحصان الأسود بالبطولة، الممثلة هذا الموسم في سيفيليا وفالنسيا وفياريال ومالاجا، الذين يرغبون في تقمص دور البطولة. ولم يكمل الريال بعد الدور الأول حتى ينتهي من خوض المباراة المؤجلة أمام سيفيليا والتي ستقام في الرابع من فبراير المقبل، والتي تأجلت لانشغال فريق المدرب الإيطالي كارلو انشيلوتي بخوض مونديال الأندية الشهر الماضي. لكن ورغم المباراة التي تنقصه، إلا أن ريال مدريد، يتصدر الليجا حاليا برصيد 45 نقطة، بفارق نقطة عن برشلونة وبأربعة عن حامل اللقب أتلتيكو. واستهل الفريق الملكي البطولة بشكل ضعيف للغاية، بخسارتين متتاليتين في أنويتا امام ريال سوسييداد وفي سانتياجو برنابيو أمام الروخيبلانكوس، لكنه عاد بسرعة البرق إلى القمة بفضل تألق هدافه الأول، البرتغالي كريستيانو رونالدو والدفاع المحكم في الخلف، حيث تصدر الجدول منذ الجولة العاشرة. ويعد ريال مدريد الفريق الاكثر تسجيلا للأهداف، بواقع 62 هدفا، وبزيادة 12 هدفا عن برشلونة، المتفوق عليه بستة أهداف أقل دخلت مرماه، حيث يعد التشيلي كلاوديو برافو أفضل حراس الليجا. وسجل الدون حتى الآن 28 هدفا، ليتساوى مع الرقم القياسي الذي يستحوذ عليه الأرجنتيني ليونيل ميسي كأفضل هداف في الدور الأول، لكنه لاتزال تنقصه مباراة سيفيليا. بينما يجيء ميسي في الترتيب الثاني بهدافي الليجا، برصيد 19 هدفا، بعد الهاتريك الذي سجله أمس في مرمى ديبورتيفو لاكورونيا. ويشكل البرازيلي نيمار (12 هدفا) والأوروجوائي لويس سواريز (هدفين) الذي يتأقلم حتى الآن على الليجا حيث تأخر ظهوره الأول نظرا لعقوبة الفيفا، ثلاثي البرسا الخطير مع البرغوث، في المقابل يكمل ثلاثي (بي بي سي) المدريدي كل من الويلزي جاريث بيل (9 أهداف) والفرنسي كريم بنزيمة (8 أهداف). وحصد فريق أنشيلوتي، قبل خوض مباراته المؤجلة، نقطتين أقل مقارنة بالموسم الماضي، لكن في المقابل فقد كل من برشلونة وأتلتيكو 6 و9 نقاط على الترتيب. ويظهر هذا الأمر جليا نظرا لخسارة أتلتيكو لأربع مباريات حتى الآن (نفس إجمالي الهزائم الموسم الماضي)، إلا أن فريق المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني، لايزال يتنافس بجدية إلى الآن، ويصارع على اللقب، وكذلك برشلونة، رغم الانتقادات الموجهة لمدربه لويس إنريكي والمشاكل الأخيرة التي وقعت داخل الفريق وصدامه مع بعض نجومه. بينما ترفض فرق أخرى مثل إشبيلية وفالنسيا وفياريال أن تكون المنافسة على قمة الليجا بين ثلاثة فرق فقط، حيث تتقارب مستوياتهم لحد كبير. ويحتل إشبيلية، الفريق الوحيد في الليجا الذي لم يهزم في ملعبه إلى الآن، المركز الرابع، بفارق نقطتين عن أتلتيكو، وقد يقتنص منه المركز الثالث حال فوزه باللقاء المؤجل على ملعب سانتياجو برنابيو، وليبتعد في هذا الحال بفارق ثلاث نقاط عن المتصدر الملكي. وحتى الوقت الحالي قدم الفريق الأندلسي بقيادة أوناي إيمري دور أول تاريخي، رغم أنه بحاجة لتجديد فريقه. ويأتي خلفه فالنسيا بقيادة البرتغالي نونو سانتو، الذي يقود المشروع الجديد لرجل الاعمال ومالك النادي، السنغافوري بيتر ليم، والذي حقق أفضل دور أول للفريق منذ 2010 رغم بعض النكسات، ليستمر في مستوى أداء جيد، ويكفي وقوفه أمام الكبار، حيث تصدر الليجا في الجولة الخامسة ولم يهبط عن المركز الخامس الذي يحتله حاليا بفارق نقطة عن سيفيليا. بدوره يعيش فياريال أحد أفضل أوقاته في الموسم، ويأتي سادسا بثلاث نقاط عن فريق الخفافيش، مع مدربه مارسيلينو جارسيا. أما مالاجا، فهو المرشح الآخر لحجز مقعد أوروبي الموسم المقبل، بقيادة المدرب خافي جارسيا، والذي استسلم للهزيمة والتعادل فقط في الجولات الماضية، لكنه لايزال يتمسك بأمل كبير في الصعود لاحدى بطولتي اوروبا، ويحل سابعا. فيما كسب إيبار دون شك حق أن يكون فريق الموسم، حيث يقدم أداء راقيا في أول مواسمه بدوري الأضواء، ويتمتع أيضا بحظوظ وافرة للصعود لدوري اوروبا الموسم القادم، ويأتي ثامنا في ترتيب جدول فرق الليجا. أما بالنظر للجانب السلبي يظهر انخفاض مستوى فرق لها ثقل مثل أثلتيك بلباو وريال سوسييداد، اللذان يبعدان فقط بثلاث نقاط عن منطقة الخطر، التي يتواجد فيها الآن غرناطة، الذي خاض 15 مباراة متتالية دون فوز، وليفانتي وألميريا. فيما تتواجد فرق خيتافي وإلتشي وديبورتيفو على بعد نقطة واحدة من الهبوط، وقرطبة بفارق نقطتين، ويبدو جليا أن الفوارق ليست بالكبيرة لذا يتوقع دور ثاني ملتهب بين فرق النصف الأسفل من الجدول والتي تتنافس على البقاء. وشهد الدور الأول الإطاحة بستة مدربين من مناصبهم، بدأت من الجولة الثامنة برحيل ألبرت فيرير وخوسيه لويس مينديليبار من قرطبة وليفانتي، ليصل إلى إدارتهما الفنية كل من الصربي ميروسلاف ديوكيتش ولوكاس ألكاراز على الترتيب. وانتظر جاكوبا أراساتي عشر جولات على رأس ريال سوسييداد قبل رحيله وتبديله بالاسكتلندي ديفيد مويس، مدرب إيفرتون ومان يونايتد السابق. وعاد خوان إجناسيو مارتينيز لليجا بتولي قيادة ألميريا كخليفة لفرانسيسكو رودريجيز، وفي 2015 رحل كوسمين كونترا لكرة القدم الصينية وتعاقد خيتافي بدلا منه بكيكي سانشيز فلوريس. وكان خواكين كاباروس آخر الراحلين بنهاية الدور الأول حيث لم يحتمل سوء النتائج رغم البداية الجيدة للموسم مع الفريق، ليرحل ويأتي بدلا منه أبيل ريسينا. وكان أكبر فوز وأكبر نتيجة خارج الأرض من نصيب ريال مدريد بعدما سحق ديبورتيفو لاكورونيا في الجولة الرابعة 8-2 ، وكان له وقع السحر على فريق أنشيلوتي، كما أن الملكي يعد الفريق الوحيد الذي لم يتعادل في أي لقاء. أما أكبر فوز كصاحب أرض فيذهب لبرشلونة الذي سحق غرناطة 6-0 في الجولة السادسة، كما أنه لم يدخل مرماه أي هدف في أول ثماني جولات. وكان أول هدف يتلقاه أمام ريال مدريد بالمباراة التي خسرها (1-3)، سجله رونالدو من ركلة جزاء.