بعد اجتماع الوزير الجديد للتعليم العالي الدكتور خالد السبتي مع مدراء الجامعات، الأسبوع الماضي، لابد أن يحقق للجامعات المزيد من الاستقلالية، حتى تحقق رسالتها، فهناك أمور أخرى غير الأنظمة، والتعليمات تحتاج إليها الجامعات لتنضج، وتساهم في التنمية الاقتصادية بشكل خارق، وفي جولة بسيطة على الجامعات الأمريكية سندرك الفرق. تستطيع الجامعات، بمناهجها التنافسية، الفريدة أن تشحذ همة الشباب، والمبتكرين، وتستطيع تخريج شخصيات اقتصادية، وتقنية، وقيادية فذّة، حتى لو لم يكملوا الدرجة، وتساعد في ولادتهم علمياً واقتصادياً، بمحاضن هذه الجامعات، لتنطلق البذرة الأولى لشرارة الإبداع، وتؤسس شركات تغير وجه العالم، مثل بيل جيتس الذي ولدت فكرته في هارفارد، وأسس شركته العملاقة مايكروسوفت قبل تخرجه، ومارك زكربيرج ولدت فكرته في هارفارد، وأسس الفيسبوك قبل تخرجه، وجان كويم، ولدت فكرته في جامعة سان جوس وأسس الواتساب قبل تخرجه، وإيفان شبيغال أسس شركته سنابشوت قبل تخرجه من جامعة ستانفورد، ولاري بيج أسس جوجل قبل تخرجه من نفس الجامعة، ستانفورد، إذن هي ظاهرة تستحق الدراسة، والتأمل. إذا كنّا لازلنا مولعين بالتصنيفات، لننظر في دراسة قامت بها مجلة، الإنتربنور الأمريكية، للثلاث السنوات الأخيرة، تشمل أعلى الجامعات العشر التي تخرج منها، رواد أعمال، أسسوا شركات تقنية عالية، وفيها أفكار جديدة، ونجحت شركاتهم بكفاءة، والنتيجة مذهلة، تصدرت فيها جامعة ستانفورد بعدد 190 شركة، علماً بأن هذه الجامعات تساهم في تمويل بداية المشاريع. الثانية في الترتيب بيريكلي بعدد 160 شركة، ثم بنسلفانيا بعدد 131 شركة، ثم هافارد بعدد 124 شركة، ثم أم أي تي، بعدد 115، ثم كورنيل بعدد 110، ثم ميتشجان بعدد 93، ثم تكساس بعدد 80، ثم كارينج ميلون بعدد 79، يعني الإجمالي ألف شركة تقنية فاعلة في ثلاث سنوات. #القيادة_نتائج_لا_أقوال قد يتساءل البعض هنا أين جامعة برنستون، الشهيرة على مستوى العالم في برامج الأعمال وتخريج رواد الأعمال، وقد خرجت من العشرة الكبار، لحظها العاثر في عدم تخريج عدد منافس من الشركات الناجحة، على الرغم أنها قدمت تمويلاً لهم أعلى بكثير مما قدمته ستانفورد لأفكار المشاريع الرائدة، حيث أنفقت 12 مليون دولار في العام الواحد.