×
محافظة المنطقة الشرقية

"واس".. قصة تحول من "التلكس" إلى إعلام "الديجتال"

صورة الخبر

لكل جالية من جاليات العمالة الآسيوية التي تعمل في دول الخليج لغة مكسرة خاصة بها تتواصل بها مع المواطنين، لغة سهلة لا نحو فيها ولا قواعد.. شيء من العربية وشيء من لغة البلد الأم وشيء من الإنجليزية وهكذا تكون هناك لغة مكسرة تخص الهنود تختلف عن تلك التي يستخدمها الباكستانيون أو تلك التي يستخدمها الفلبينيون، وحدهم العمال الصينيون الذي لا يستخدمون لغة مكسرة للتواصل مع أهل البلد بل يتبادلون معهم مجموعة من الأصوات والإيماءات التي تعني الموافقة أو الرفض، وهذا يعود لأسباب كثيرة أهمها أن شباب الصين الشعبية حديثو عهد بدول الخليج وخصوصا في السعودية، كما أنهم في الغالب لا يعملون في الأسواق بل غالبا ما يكونون ضمن طواقم شركات صينية كبرى شبه مغلقة فلا يتصلون كثيرا بالسكان، ولذلك تنمو لغتهم المكسرة ببطء وتنشأ الكلمات فيها على قدر الحاجة. وزارة التربية والتعليم في يوم ما وفي لحظة ما رأت أن الحل يكمن في الصين، فتعاقدت مع إحدى هذه الشركات لبناء 200 مدرسة في مختلف أنحاء البلاد خلال 14 شهرا، جاء الصينيون على الرافعات الشوكية والسقالات يحملون الأسمنت والطابوق والرمل والحديد، وفجأة وكأن أحدا ما (صكهم عين) أصيبوا بداء التراخي بينما هم في منتصف البناء، تعثر المشروع الكبير وتعطلت لغة الكلام مع الشركة الصينية، تم تبادل الإنذارات والإيماءات والأصوات غير المفهومة : (ها، هو، ها) دون أن يصل الطرفان المتعاقدان إلى نتيجة واضحة.. وتحيل الوزارة الأمر إلى لجنة فنية ! . بقيت المباني (نصف المشيدة) في منتصف الأحياء السكنية، موحشة محاطة بالحفر، تتحول في بعض الأحيان إلى سكن للعمالة المخالفة في قلب الأحياء السكنية، وتستقطب حفرها مياه الصرف الصحي فتلوث الشارع التي هي فيه، وهكذا تحولت فرحة الجيران بمدرسة الحي القريبة من بيوتهم وأصبحت عبئا عليهم فتقدم بعضهم بشكاوى رسمية بسبب تضررهم من وجود المباني المدرسية الصينية المتعثرة إلى جوار مساكنهم، وهنا تجد وزارة التربية والتعليم الحل في الشركة الصينية نفسها التي تعثرت بالمشروع، حيث يؤكد المسؤولون في الوزارة أنها ملزمة بتسوير أرض المشروع كما تنص بنود العقد. التسوير يعني أن هذه المدارس ستبقى أسمنتا على رمل وحبرا على ورق ريثما ينتهي حوار الطرشان بين الوزارة والشركة الصينية، لا أحد يمكنه الجزم بالوقت الذي تحتاجه اللجنة الفنية لتحديد سبب تعثر المشروع أو الوقت الذي سوف تستهلكه الوزارة في إقناع الصينيين بـ (تشبيك) مواقع مشروعهم المتعثر أو الوقت الذي سوف تستهلكه عملية التقاضي أو التسويات القانونية، المسألة مفتوحة.. قد يستمر الأمر لسنتين أو خمس سنوات أو ربما أكثر، وخلال هذه الفترة الزمنية غير المعلومة سوف يخسر آلاف الأطفال في مختلف المناطق فرصة الذهاب إلى مدرسة قريبة من البيت، ومع كل طفل من هؤلاء نخسر قصة نجاح وفرصة جديدة للسير إلى الأمام !. الصينيون عرفوا في ديارهم بسرعة الإنجاز، ولكن يبدو أنهم أصيبوا بالعين المحلية كما قلنا، والتسوية القانونية معهم سوف تطول وتقصر وتتمدد وتنكمش على حساب 200 مدرسة منتظرة، وهكذا 200 شعلة تضيء بين البيوت الهادئة تحولت إلى 200 بقعة مظلمة موحشة تجلب الإزعاج والبعوض والقلق ريثما ينتهي الحديث باللغة الصينية المكسرة: (ها، هي، ها) !. klfhrbe@gmail.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة