-1- كثر ما عصيتني.. أحبك.. كثر ما صديتي.. أحبك.. كثر مواعيدك الكاذبة.. أحبك.. وكثر ما صبرت عليكِ.. أحبك.. أحبك.. قصيدة غردت بها عصافير الفجر لتوقظ من نام وليس في داخله حلم.. أحبك.. حكاية طويلة تصادم بها بحرك المالح مع نهري الجاري.. أحبك.. عنوان يميزني عن غيري، ويدل غيري على مكاني.. أحبك.. لوعة وألم انبسطا على بساط الحب والطمأنينة !.. -2- لم أكن ماهراً في صنع الحلم.. ولم أعد أجيد رسم ابتسامتي على وجهي.. ولم أعد أحفظ أسماء من حولي.. كل ما أعرفه هو حلم قديم لم يعد.. يسمح للأحلام أن تصنع في داخلي.. واسم أردده على نفسي وأنادي به.. وجوه الآخرين ولم يستحب به أحداً.. فبعدك نسيت صناعة الحلم.. كشبِع أمام مائدة الطعام.. وأصبحت أنادي الآخرين باسمك.. كأن الأسماء لم ترد غير اسمك !.. -3- لم أكتب اسمك من قبل بقلم رصاص.. كتبته من شدة عاطفتي بسنة قلم.. لا يمسح حبرها سوى توالي السنين.. ربما عوالم التعرية تفعل فيه شيئاً.. ولكن يقيني إنه سيظل شامخاً.. وإن اختفى جزء من رسم أحرفه!.. يوما قالت لي أختي :- = ألم تشتق لرؤية أبناء أختي.. شعرت بتأنيب الضمير وقلت :- = بلى مشتاق إليهم كثيراً.. = إذن تعال لزيارتي لرؤيتهم !.. كنت كل مساء أربعاء أجلس عند باب دارنا أنتظر أختي وأبناءها، بيدي كيس من حلوى، وفي قلبي شوق إليهم، وحين أسمع صوت ماكينة سيارة اختبأ خلف الباب لأفاجئهم عند دخولهم، وكم سيارة عبرت وأنا خلف الباب، حتى تفتح أختي الباب بمفتاحها، حينها تعلم أمي بوصولهم عندما تسمع صرخات أبناء أختي.. وذهبت إلى زيارة أختي، كبر أبناؤها عن آخر مرة رأيتهم فيها.. يا الله.. من بعدك يكبر كل شيء في الحياة ويصغر في عيني.. وحين أتت طفلتها صغيرة ضممتها بقوة على صدري، وأنا ألعب معها وأقفز بها عالياً ناديتها باسمك !.. كتبت سابقاً أن كل الوجوه لا تحمل ملامحك وتحمل في ندائي حروف اسمك !.. -4- في قلبي شيء لا أعرفه حين كنتِ معي !.. أرهقني وأتعبني حتى إنني أغادر داري دون أن أعرف إلى أين تسير خطاي، وأعود إلى داري بعد ساعات لا أعرف أين قضيتها وفي أي مكان كانت هي.. وفي قلبي شيء يحترق !.. لن أشكو، فلا أحد يجيد سمع شكوتي كما يجيد اقتناص فرحتي !.. شكوت لخالقي عن كل شيء، وبكيت له عن كل شيء.. واستودعتك في داخلي خوفاً أن يراكِ الآخرون في عيني أو حتى في بسمتي التي كثيراً ما أرسمها مجاملة لكل الوجوه التي تراني.. -5- بعدكِ رفضت كل شيء كنت أتقبله فيما مضى، حتى إني رفضت الحياة أمام الموت!.. ليس للسواد مكاناً في جسدي ولكن.. كل ما حولي يرسم السواد في نظراتي !.. رسمت الابتسامة في وجوه الآخرين، وحين انفردت بنفسي بكيت تلك الابتسامة!.. حتى إني إذا ضحكت من دعابة أحد أقراني أجد ضحكتي ناقصة بدونك !.. في حياتي أيتها الغائبة حققت كل ما أحلم به، وحين دبت خطواتك في حياتي وجدت نفسي لم أحقق شيئاً!.. فودعاً نفسي التي لم أحبها يوماً.. وداعاً لقلبي الذي تعبت أنضب جراحه !..