حتى وإن خسرنا أمام الصين بهدف لا يلام عليه أحد داخل الملعب وخارجه، إلا أن فريقنا الوطني أظهر إيجابيات كثيرة في مباراته الافتتاحية في "آسيا 2015". بدت ملامح شخصية الأخضر تتشكل في الشوط الأول. فيما يبدو لي, كان الأهم بالنسبة لكوزمين في الشوط الأول ألا يدخل مرماه هدف يشرخ المعنويات المنكسرة أساسا، تحقق المراد وظهرت الانضباطية عالية. .. في الشوط الثاني، كان وقت تنفيذ الجزء الثاني من الخطة التدريجية، تصاعدت الوتيرة، تحول فريقنا إلى مرمى الخصم، هاجم، بحث عن شباك الصين، اقترب منها كثيرا، لم يسمح لأكثر أهل الأرض عددا أن يفكروا في مرماه، ولم يبن الصينيون هجمة واحدة. أمام كل ذلك، لا يمكن أن نقول للجماهير: اصمتوا، المنتخب جيد وإن خسر، لأن الجماهير تريد الفوز، وإن حدثت الخسارة، فلا يعنيها أي إيجابيات ظهرت، بل إن الحديث عن أي إيجابيات في هذه الأثناء تتم السخرية منه والاستهزاء به. هذه السلوكيات من الجماهير, باعثها الأول هو الأخضر نفسه، لأنه طوال سنوات الخيبة، استنفذ كل رصيده في قلوب أنصاره، صعّب المهام على نفسه، حتى وإن فاز في المباراة المقبلة، ستستمر الثقة مهتزة، لا تستقيم إلا بعد مشوار طويل يجبر كسر النفوس. .. حول المنتخب تنقسم الجماهير إلى أقسام عدة، الأول: فئة تؤمن بإن الأخضر ليس في أحسن حالاته، وتستمر في دعمه دون أن تتخلى عن نقد مقبول، سليم الأدوات، وهؤلاء يمارسون سلوكا إيجابيا. قسم ثان لم يبق لديه أي أمل، ومع أي خسارة جديدة يفتح الملفات القديمة ويبدأ في البكاء على الاطلال، وهؤلاء "لا يرجمون ولا يجمعون حصى" كما يقول المثل الشعبي، قسم ثالث لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب، يجيد الحلطمة فقط, وكلماته المفضلة هي: "قايلكم من أول". آخر الفئات، أولئك الذين يهاجمون ويدافعون بناء على الأسماء، يعرفون الحق بالرجال ولا يعرفون الرجال بالحق. وهؤلاء داء مستعص لا فكاك منه إلا بمحاصرة جذورة قبل البتر. المشهد أعلاه، يضع المنتخب الأخضر ولاعبيه في موقف صعب جدا، لم يعد الخصم في الملعب فقط، أصبحوا في كل مكان، ولا أحد سيساعد الأخضر غير الأخضر نفسه, وعلى اللاعبين أن يعوا ذلك جيدا، ليس من الحكمة أن يظهر لاعب في الفريق الوطني ينتقد الجماهير وسلوك الجماهير، دون أن يجبرهم على الصمت بما يفعل داخل الملعب، ولن تسكت الجماهير ما لم يفز الأخضر، فالنصر هو الطريق الوحيد لإسكات كل الفئات في التقسيمات اعلاه. ما زلت أقول، أننا لعبنا جيدا أمام الصين، وكنا الأفضل ولا نستحق الخسارة، ومن الظلم أن تتم محاصرة المنتخب السعودي بهذا السيل المتحدر من المشاعر السلبية التي تطالبه بالعودة إلى ماضيه الجميل دفعة واحدة، ومن الحكمة قبول العودة مرحليا. هذا كله رأي شخصي لا يمكن أيضا أن أجبر الجماهير على القبول به ناهيك عن اتباعه، من يستطيع أن يجبرهم هو الأخضر فقط، عندما ينتصر سيحتفل المحبون والأصحاء ويبرأ من في نفسه شيء من حتى، ويسكت السوداويون والدهماء. نقلا عن الاقتصادية