.. أو قرار العام الجديد، مفهوم منتشر بقوة في العالم الغربي. بدأ كثير من الحضارات في استنباط هذا المفهوم، ومن ضمن ذلك بعض العرب. الفرق بيننا وبينهم، أنهم يتخذون القرار بناء على معطيات معينة ويلتزمون إلى حد كبير بما قرروا. شدني الموضوع المنشور في "الاقتصادية" عن مؤسس شركة فيسبوك مارك زوكربيرج وقراره الذي اتخذه بناء على توصيات وصلته من 50 ألف متابع لصفحته في "فيسبوك". قرر زوكربيرج أن يقرأ كتاباً يختاره شخص آخر كل أسبوعين، وكوَّن ما يمكن تسميته "نادي كتاب زوكري" حيث يقترح الكتاب للقراءة، ويتم نقاش حول الكتاب في النادي. اختار زوكربيرج هذا الاقتراح لأنه "حسب تعبيره" حصل على 1900 إعجاب من بين كل المشاركات، يبرز هذا التحدي العشق الكبير لدى الشعوب الغربية للقراءة. حيث كانت أغلب المقترحات التي تحدث عنها زوكربيرج في نواحي القراءة، سواء من الكتب المقدسة أو عن الدول الأجنبية والحضارات الأخرى. عندما رجعت لصفحة مؤسس "فيسبوك"، وجدت أن كثيرا من الاقتراحات كانت على قدر جيد من الوجاهة. هناك من اقترح أن يقوم زوكربيرج بالتعرف على شخص جديد كل يوم، واقترح آخرون أن يجمع زوكربيرج بين شخصين لا يعرفان بعضهما كل شهر، آخرون اقترحوا أن يخوض تجربة التدريس. إلا أن أحد الردود تحدث عن سوء اختيار زوكربيرج عندما قرر أن يكوِّن ناديا للكتاب، وأهمل جزئيات أخرى، اقترح القارئ أن يبتعد زوكربيرج عن أعماله في "فيسبوك" ويركز على أولئك الذين لا يملكون ما يكفي لشراء الكتب، الطلبة الذي لا يستطيعون دفع أقساط دراستهم، الأشخاص الذين يقعون ضحايا لشركات التأمين، وغيرهم ممن يعتمدون على "فيسبوك" كوسيلة للقاء. انتقد القارئ قرارات زوكربيرج السابقة التي تمثلت في دعم الأعمال في مجال الحاسب الآلي، وتقديم الهبات والعطايا للفقراء في إفريقيا. إذ اعتبر أن الأولى هي جزء من خطة توسيع أعمال زوكربيرج، والثانية وسيلة مضمونة للحصول على الاستثناءات الضريبية. بعدما قرأت، فكرت في حال رجال أعمالنا وعلاقتهم بمثل هذه المبادرات التي تجعلهم يشعرون بنبض الناس، وأهمية التعامل الإنساني ودعم المحتاجين، ولنا في مؤسسات العمل المدني التي تبناها الأخيار مثال يحتذى.