لم يشفع موقع محافظة الخرمة الجغرافي واحتواؤها على مواقع أثرية يقصدها الزائر والسائح لدى هيئة السياحة والآثار لتمنحها بعضا مما تستحقه بحكم ذلك، بالإضافة إلى موقعها بين محافظات منطقة مكة المكرمة، وتوسطها محافظات تربة ورنية والمويه، وارتباطها بطرق سريعة تضفي عليها أهمية كبرى، ناهيك عن اعتمادها كمركز نمو إقليمي على مستوى المنطقة. وينتظر أهالي الخرمة والمحافظات المجاورة أن تحصل هذه المحافظة على بعض مما تستحقه من اهتمام سياحي بالآثار ما يؤثر إيجابا على عجلة النمو الاقتصادي بالمنطقة بشكل عام والخرمة بشكل خاص، إذ يقول المواطن مشعل رشدان السبيعي: إن الخرمة تعج بالآثار التاريخية والتي لم تر العناية اللازمة وفق طموحات المهتمين بالآثار مقارنة بمحافظات تقل آثارها قيمة وحجما. مضيفا أن السوق القديم والمساجد التاريخية وعددا من القلاع تشهد إهمالا كبيرا في وقت كان من الأولى على هيئة السياحة والآثار أن تفتتح مكتبا لها بالخرمة من أجل الحفاظ على تاريخ الآباء والأجداد وتخليدا لتاريخهم، ولما سطروه؛ كون القلة القليلة التي تهتم بتلك الآثار أصيبوا بالإحباط نتيجة عدم الاهتمام بتاريخ المحافظة. ويطالب ذعار نقاء السبيعي بتفعيل دور السياحة في محافظة الخرمة حيث ذكر أن هذا الدور مازال غائبا، بالرغم من أن موقع الخرمة وعدد سكانها يفوق 50 ألف نسمة، كما أنها اعتمدت كمركز نمو إقليمي، ما يعزز هذا في اعتماد مهرجانات سياحية كل عام؛ كون المحافظة تكتظ بالزوار والمسافرين إذ تقع على مفترق طرق، إلا أن غياب دور لجنة التنمية السياحية عن مواكبة هذا الجانب يحبط الأهالي بشكل كبير، مضيفا أن اجتماعاتهم الدورية ما هي إلا حبر على ورق ولم تأخذ طابع الجدية؛ كون الأهالي متشوقين إلى إقامة مهرجانات تعزز قدرات أبناء المحافظة على النجاح في إقامة مثل هذه المهرجانات. وتفتقد الخرمة - في رأي عبدالله منير الحداري- إلى وجود مكتب يهتم بالسياحة من جهة، وبالآثار من جهة أخرى، وعزا مسببات ذلك لعدم اهتمام الهيئة بالمحافظة، مطالبا مسؤولي الهيئة بالوقوف على المحافظة والعمل على اعتماد فتح مكتب لها بالمحافظة. إلى ذلك أوضح لـ «عكاظ» مصدر بلجنة التنمية السياحية بالمحافظة أنه تم حصر آثار محافظة الخرمة ومراكزها الخارجية من خلال لجنة وقفت على تلك الآثار، ومازال الأمر مرتبطا بقرارات تلك اللجنة التي وقفت على المحافظة قبل ثلاثة أشهر.