×
محافظة المنطقة الشرقية

«البلدية والقروية» تبرم عقوداً لـ «مشاريع » في الأحساء والمدينة

صورة الخبر

سافرت للبحرين في نهاية الشهر الماضي لإنهاء بعض الأمور. ولذا صادف وجودي في المنامة مع احتفالات رأس السنة الميلادية ذات الطقوس المميزة. ومن حسن الحظ أني وصلت الى هناك قبل نهاية السنة بأيام. وإلا فإن طابور القادمين إلى البحرين، الذين سدوا الطريق على طول الجسر وحتى الجفير لكثرة عددهم، كان من الممكن أن يجعل الانتظار على الجسر ساعات ليست قليلة. وفي الحقيقة فإنه لم يكن يدور بخلدي أن شبابنا يحتفلون بهذه المناسبة على هذا النطاق الواسع. ولذلك فإن عيد رأس السنة يعتبر، دون شك، فرصة لجارتنا التي سوف تزدحم فنادقها بالقادمين من المملكة. فهذه الكتلة البشرية الضخمة الهائمة سوف تنفق الأموال ليس فقط في الفنادق والمطاعم وإنما أيضا على التسوق والتسلية وغيرها. وأعتقد أن الهيئة العامة للسياحة والآثار إذا كانت تخطط وفقاً لمربع سوات (SWOT Analysis) فإنها لابد وأن تشعر أن الأمور لديها لا تسير على ما يرام. فهي في هذه الحالة في موقف داخلي ضعيف يفترض أن تعمل على تقويته. كما أنها على الصعيد الخارجي تفوت على نفسها فرص ثمينة تقدمها بسهولة على طبق من فضة لغيرها. فهنيئا مريئا للجارة العزيزة البحرين وبقية بلدان الجوار الذين يستفيدون من الفرص التي نخسرها. أنه لمن الخطأ الاعتقاد أن السياحة مهنة تخص بلدان الماء والخضرة و.. مثل فرنسا، اسبانيا، إيطاليا وحدها. فنحن قد لا نحتاج إلى الالتفات صوب تلك البلدان التي تفصل بينا وبينها ليس فقط المسافات البعيدة وإنما الطباع والثقافة. أقول إنه يكفينا فقط أن نرمق صوب بلدان الجوار المتقدمة سياحياً والتي تجمعنا معها كافة التقاليد والعادات. فهذه البلدان القريبة منا، مثلها مثل البلدان البعيدة، نجحت عندما أدركت أن السياحة صناعة متكاملة لا يمكن أن يؤخذ منها جزء ويترك الباقي. وإذا تركنا وسائل الترفيه المختلفة -التي تعاني من الوصاية الزائدة- وانتقلنا إلى العديد من المرافق كالمواصلات فسوف نلاحظ أن وسائلنا في هذا المجال طاردة وليست جاذبة للسياح. فخدمة سيارات الأجرة والمواصلات الجماعية مستواها، حتى الآن، نتمنى لها الأفضل. أو خذ مثلاً الواي- فاي المعممة خدمته مجاناً في مجمعات أسواق بلدان الجوار هو في حالة يرثى لها حتى في مطاراتنا الرئيسية. أما المرور فإنه يعيش حياته الخاصة في شوارعنا بعيداً عن كل القواعد إلى درجة تشعر معها أننا نسوق عرباتنا بطريقة مختلفة عن بقية العالم. وبدون مبالغة فإننا من هذه الناحية نعتبر عبئا على البلدان التي نزورها بسياراتنا. فنحن بكل سهولة ليس فقط نستخف بإجراءات المرور وإنما نستمتع بارتكاب كافة المخالفات والحماقات على الطرق. إن السياحة من الصعب تطويرها بالاعتماد فقط على توفر المعالم السياحية. فهذه المعالم بالتأكيد مهمة. ولكن بدون وجود بيئة اجتماعية وثقافية مناسبة وبدون بنية تحتية قانونية متطورة فإنه من غير الممكن أن تزدهر السياحة حتى في أجمل المناطق. أن هذه المقومات يفترض أن نعمل على وضعها مبتدئين من المدرسة. فالتلاميذ يفترض أن يعلموا منذ الصغر أهمية الانضباط والالتزام بالقوانين واحترام الغير حتى وإن اختلفوا معنا في التقاليد والثقافة.