×
محافظة المنطقة الشرقية

بالصور.. انقلاب حافلة طالبات يصيب 3 منهم أثناء ذهابهم للإختبار بالدمام

صورة الخبر

نسمع في هذه الأيام عن شتى المؤتمرات والندوات والمؤلفات عن حوار الأديان والتقائها. وهو مسعى مشكور، بيد أنه لا يخصنا كثيرا كما أرى؛ فكل هذه النشاطات محصورة في إطار الفكر والمفكرين، وتتعلق بالأديان السماوية الـ3. وهو ما لا أراه على هذه الدرجة من الأهمية، ويعني بالدرجة الأولى الغربيين الذين يسعون لمهادنة المتشددين من المسلمين واتقاء العمليات الإرهابية. فباستثناء ما حصل في العراق ومصر من أحداث مؤسفة، لا مشكلة لنا مع المسيحيين الذين تعايشوا معنا منذ قرون. وبعد نزوح اليهود من بلداننا لم تعد هناك مشكلة معهم. وإذا سمعنا عن حوادث ضد اليهود فهي تعود لأسباب سياسية تتعلق بفلسطين ولا علاقة لها بالدين. وحتى البغدادي زعيم «داعش» صرح قائلا: «إن الله لم يأمرنا بمقاتلة اليهود». إنه مشغول بقتل المسلمين! الموضوع الذي يعنينا حقا هو النزاع داخل الأمة الإسلامية الذي يأخذ شكل المنازعات الطائفية. خطورة هذه المنازعات أنها أصبحت العامل الفعال في ظهور العمليات الإرهابية والمؤامرات ضد بلداننا. وصلت هذه المنازعات إلى حدود بالغة تمخضت عنها هذه الأوضاع الرهيبة في سوريا والعراق واليمن، وبالأمس لبنان. أخذت تودي بحياة مئات الألوف وتشرد الملايين من ديارهم، وتدمر تراثنا واقتصادنا. وهي آخذة بالتصاعد، وإذا استمرت فقد تدمر تلك الدول. هذا هو الأمر الذي ينبغي إعطاؤه الأسبقية في كل تفكيرنا. كيف نضع حدا لهذه الخلافات المذهبية التي تحولت إلى منازعات دموية مسلحة وحروب أهلية؟ يمكننا أن نأخذ صفحة من التاريخ الأوروبي؛ فالأوروبيون أيضا خاضوا مثل هذه النزاعات الدموية، ولكنهم وضعوا حدا لها بتسليط العلم والعقلانية عليها، بما كشف للجمهور سخافة الأفكار التي أدت إليها. وبتربع العلمانية على عرش الفكر الغربي لم يعد لتلك المنازعات أي مكان. بيد أن هذا درب طويل استنفد من الأوروبيين نحو 3 قرون، وليس أمامنا متسع لذلك. هذا موضوع حرج وآني يتطلب تدخلا حاسما عاجلا. لا بد من عقد حوارات على أعلى مستوى المرجعيات من كافة الطوائف الرئيسية للاتفاق على أسس تلغي الحزازات القائمة وتوحد كلمة المسلمين. جرت مثل هذه المحاولات بالأمس، أهمها المؤتمر الذي عقده نادر شاه في النجف (القرن 18) واستعمل ثقله السياسي والعسكري لفرض الأسس المشتركة للطوائف، ومنها تحريم الإساءة للخلفاء. بيد أن محاولته مست مصالح الملالي فتآمروا عليه واغتالوه (نبيل الحيدري - «التشيع العربي والتشيع الفارسي»). وهذه التجربة تكشف عن هذه الحقيقة. هذا مشروع يتطلب لقاء على أعلى مستوى بين الحكومات الإسلامية للاتفاق على هذا المسعى؛ صيانة للدين الإسلامي ومستقبل المسلمين، ثم فرض خطوط الحوار المتفق عليها على المرجعيات الإسلامية نحو اتفاق ملزم يزيل الخلافات بين الأمة وينزع الفتيل من التنظيمات المتشددة، وينهي المشاحنات بين الأحزاب والفرق الدينية.