خلق الله الإنسان وخلق له مجموعة من الغرائز بالإضافة إلى العقل الذي ميزه به عن الحيوانات وجرى تكليفه من قبل العلي القدير فيما خيره من أمور وسوف يحاسبه عليها، والغرائز وسيلة وليست غاية فمنها ما هو ضروري لبقاء الإنسان حيًا بأمر الله مثل غريزة الشرب والأكل ويجب إشباع الغريزتين بالحلال الطيب }كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى {81 طه، ولا يجب التمادي في الإشباع إلى حد الإسراف }يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين{31 الأعراف، ولا أحد يستطيع تحريم ما أخرج الله من طيبات الرزق لعباده }قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون {32 الأعراف. ومن أقوى الغرائز غريزة الجنس وهي ضرورية لبقاء الجنس البشري إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها }إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون {40 مريم، ويرزق الله من يشاء بما يشاء } لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور, أو يزوجهم ذكرانًا وإناثًا ويجعل من يشاء عقيمًا إنه عليم قدير {49، 50 الشورى.. وهذه الغريزة يجب تهذيبها وقصرها على ما أحل الله "الزوجات والإماء" }والذين هم لفروجهم حافظون، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين {5، 6 المؤمنون، وهذا هو الإشباع الفطري السليم للغريزة وذلك حفاظًا على الأنساب ولمعرفة الأرحام }يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالًا كثيرًا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبًا) {1 النساء.. من الخطورة والبلاء التفنن في إشباع الغرائز كما نرى اليوم في بلدان عدة أصبح الوضع شحذًا للغرائز وجريًا وراء إشباع الشهوات فتفنن الإنسان وأشبع رغبة الشرب والأكل بما لذ وطاب إلى حد الإسراف حتى الشبعان أتخم جهازه الهضمي وأكل فوق المستطاع ولهذا تفشت الأمراض، ونقصت الموارد وقل الغذاء بسبب امتلاكنا لأكثر مما نستهلك ونهايته الإتلاف مع القاذورات في سلال المهملات. وأما السعي وراء إثارة الغريزة فحدث ولا حرج حتى أصبح استهلاك أدوية الإثارة مثل الفياجرا "والمعامل تلهث وراء اختراع الجديد من هذه الأدوية والتي لا يجب استخدامها إلا لمن بهم علة"، هي الأولى في الاستهلاك بين الأدوية على مستوى العالم واستهلك منها الشباب الكثير وهم في غير حاجة لها، فبعد أن كانت الغريزة تحرك مشاعر الإنسان لإشباعها أصبح الإنسان يحركها وبعد أن كانت وسيلة أصبحت هدفًا وغاية وعلى حساب الأخلاق والقيم. وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجرًا من أحدٍ سواه. oalhazmi@Gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (22) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :