اليوم تنطلق نهائيات بطولة كأس أمم آسيا التي تقام منافساتها في أستراليا وبطبيعة الحال كل قلوب وعيون السعوديين تتجه نحو الأخضر ودعوات من الأعماق لنجومه بالتوفيق وتشريف الكرة السعودية في هذا المحفل القاري من خلال تقديم مستويات فنية تعيد هيبتها ومكانتها وصور مازالت عالقة في الذاكرة لأسماء لاعبين ومدربين وإداريين إلى يومنا نفتخر ونعتز بهم. ـ لن نثقل على كابتن منتخبنا الوطني سعود كريري وزملاءه ومدربهم كوزمين بتحقيق اللقب فنحن نقدر الظروف الصعبة التي مروا بها على صعيد الإعداد والتجهيز والفترة الزمنية القصيرة لمعسكر ندرك أنه لم يكن كافياً للمدرب ولهم لكي نطالبهم بالبطولة ولكن من حقنا وحق الوطن عليهم مطالبتهم بتقدير حجم (المسؤولية) الملقاة على عاتقهم بالظهور (المشرف) الذي يليق بنجوم كرة لها وزنها الثقيل في أنديتها فنياً ومادياً وبالدوري السعودي، ولعل تحديد الاختيار بالاسم يفرض عليهم جميعا أن يكونوا بالفعل عند حسن الظن بهم نستمتع بدءا من مواجهة الغد أمام الصين وبقية المواجهات بأداء قتالي وعطاء يفرحنا ويدخل البهجة والسعادة في قلوبنا. ـ الفوز والخسارة لها بدون أدنى شك وقعها النفسي المؤثر فرحا وحزنا والجمهور وجميع المهتمين بهذه المجنونة ينقادون إعجابا واحتفاءاً خلف الفريق المنتصر إلا أنهم في ذات الوقت (يتعاطفون) مع الفريق الخاسر هذا إن كان ندا قوياً أمام الفريق المنافس ولم يظهر بروح (الإنهزامية) واحسب أن الجماهير السعودية وأعلامنا الرياضي لن يذهبوا بعيدا في طموحاتهم بقدر ما أنهم سيكونون منطقيا في (تفاؤل) يتوافق تماما مع أمنيات تأمل مشاهدة منتخب (ممتع) يزخر في صفوفه بأبرز نجوم الكرة السعودية أن فاز فهذا هو عنوان (الأبطال) وأن خسر بشرف فهذا هو حال الكرة الغدارة وعالمها الغريب. ـ لايوجد في عالم هذه المجنونة شيء اسمه (المستحيل) فإن كانت كل التوقعات والترشيحات والمراهنات وضعت منتخبنا خارج حسابات حصد لقب هذه البطولة إلا أن مجرد تفكير كل لاعب من لاعبي الأخضر تنحصر في إرادة قوية بإحساس وطني أنه بمقدورهم (قهر) المستحيل والقبول بالتحدي ثم الانعكاسات المترتبة على بطولة تمكنوا من تحقيقها. ـ لهم أن يتصورو لحظة استلام الكأس وساعة استقبالهم بالورود كـ (أبطال) في مطار العاصمة الرياض وعناوين الفرح تحتفي بالإنجاز في كل مكان إلى جانب ما سوف يحظون به من شرف كبير باهتمام وتهاني من ولاة الأمر مباركة ومقدمة لهم هدايا ثمينة بستحقونها لأنهم رفعوا اسم وطنهم عاليا في محفل كروي دولي. ـ أما أن كان هذا المنتخب فاقد الروح متعالي غير مبالي بسمعة وطن ولم يقدر لاعبوه المسؤولية ومشاعر أبناءه صغارا وكبارا فلهم جديا في المقابل أن يتصوروا أيضا في كيف ستكون ردة فعل الجماهير الغاضبة لو إرتأت استقالهم بـ (الطماطم) يلوحون بها كتعبير رمزي عن حجم (خيبة) أمالهم نحو جيل مستهتر لا يستحق الاحترام. ـ طبعا هناك فرق شاسع بين الحالتين شكلاً وموضوعاً وبأي حال من الأحوال لن تمنى الحالة الثانية للاعبي الأخضر بقدرما أن استرجاع خيالهم في مقارنة بين استقبال يسوده الفرح قد يحفزهم ويشجعهم على بلوغ الحالة الأولى واستقبال بـ (الورود) نحتفي بهم وبإنجاز تاربخي يحققوه بإذن الله وتوفيقه ثم بعزيمة الرجال.