قتل 33 شخصا وأصيب عشرات آخرون بجروح في وقت مبكر من صباح أمس، في انفجار سيارة مفخخة أمام كلية الشرطة في صنعاء، بينما كان العشرات من الطلاب يتقدمون للانتساب إلى الأكاديمية، بحسبما أفادت مصادر أمنية. ووصف شهود عيان الحادث بالمجزرة، فيما أظهرت الصور مشاهد من الدماء والأشلاء المتناثرة والجثث المتفحمة أمام الكلية الواقعة في قلب صنعاء، كما هرعت سيارات الإسعاف وقوات الأمن إلى المكان لإغاثة المصابين ونقل الجثث التي تكدست بالقرب من جدار الكلية. وكان المئات من الشبان، لاسيما الجامعيين، وصلوا من ساعات الفجر الأولى إلى المكان للوقوف في طابور بانتظار التسجيل للدخول إلى كلية الشرطة. وأكد نائب مدير شرطة العاصمة العميد الدكتور عبدالعزيز القدسي في بيان مقتضب نشرته وكالة الأنباء الرسمية "سبأ"، أن الهجوم أسفر عن 33 قتيلا و62 جريحا. وفي وقت سابق، قال أمين العاصمة عبدالقادر هلال لوكالة الأنباء اليمنية: إن الهجوم "عملية إرهابية بتفجير سيارة مفخخة بالقرب من بوابة كلية الشرطة بصنعاء فجر أمس، وبحسب هلال، فإن التفجير استهدف الطلاب الذي كانوا متجمعين أمام الكلية للتقدم للتسجيل فيها. وذكرت مصادر أمنية وشهود عيان، أن حافلة صغيرة مفخخة كانت مركونة أمام بوابة الكلية وتم تفجيرها عن بعد، وأن الدماء والأشلاء اختلطت بالمحروقات المتسربة من السيارات، فيما أدى الانفجار إلى احتراق العديد من السيارات التي كانت مركونة في محيط الكلية. وأعلنت وزارة الداخلية تعليق عمليات التسجيل في كلية الشرطة لمدة أسبوع، بينما لم يتضح ما إذا كان بين القتلى نسبة مرتفعة من المناصرين للمسلحين لجماعة الحوثي المتمردة الذين سيطروا على العاصمة اليمنية في سبتمبر الماضي، والذين يسعون بحسب مصادر محلية إلى تعزيز حضور أنصارهم في القوات الأمنية والجيش. وقال أحد قياديي اللجان الشعبية، وهو الاسم الذي يتخذه المسلحون المناصرون للحوثيين، إن من يقف خلف الهجوم هم "عناصر استخباراتية تكفيرية تابعة لتنظيم القاعدة". من ناحية ثانية، لقي زعيم قبلي و4 من مرافقيه مصرعهم وأصيب آخر في هجوم نفذه مسلحون مجهولون بمحافظة البيضاء بوسط اليمن. وأوضح مصدر أمني في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية، أن الهجوم استهدف محمد عبدالقادر السيد، و4 من مرافقيه وأصيب آخر، مساء أمس. وأضاف أن مسلحين مجهولين نصبوا كمينا لهم في منطقة قريبة من الناصفة بمديرية الزاهر في محافظة البيضاء، وأطلقوا عليهم الرصاص ما أدى إلى مقتلهم على الفور وإصابة شخص آخر. من جهة أخرى، ضبطت وحدة خاصة من الجيش اليمني خمسة أشخاص تابعين لتنظيم القاعدة في عملية مداهمة لأحد المساكن في مديرية شبام التابعة لمحافظة حضرموت جنوب شرق اليمن. وأوضح مصدر عسكري في قيادة المنطقة العسكرية الأولى ومقرها حضرموت في تصريح أمس ، أن وحدة خاصة من قيادة المنطقة داهمت مسكنا كان يتحصن فيه عناصر يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة في المديرية. وأشار إلى نشوب اشتباكات كثيفة بين وحدة الجيش وعناصر القاعدة، أسفرت عن إلقاء القبض على خمسة من المشتبه بهم، مبينا أن أفراد وحدة الجيش دمرت سيارة مفخخة كانت معدة للتفجير بجوار المسكن الذي كان يتحصن فيه عناصر القاعدة والعثور على سيارة تحمل على متنها حوالي طنا من المتفجرات. إلى ذلك، دعا الرئيس عبد ربه منصور هادي، الأطراف السياسية في بلاده إلى تقديم التنازلات بهدف سلامة واستقرار اليمن وإصلاح مساره السياسي. وأكد لدى لقائه في صنعاء أمس هيئة مستشاريه، أنه "من أجل سلامة واستقرار اليمن لا بد من بذل الجهود وتقديم التنازلات التي تهدف إلى إصلاح المسار السياسي". وتم خلال اللقاء مناقشة دور الجيش والأمن في محاربة آفة الإرهاب وملاحقة عناصره وتشكيل لجنة مشتركة لحل كافة القضايا العالقة بمسؤولية القوى السياسية بدعم من الأمم المتحدة كما نصت عليه وثيقة السلم والشراكة في البند 16.