اجتمعت أجهزة مكافحة الإرهاب الإيطالية والإسبانية والبلجيكية أمس لبحث التهديدات بعد الهجوم الذي أوقع 12 قتيلا في مقر صحيفة شارلي إيبدو في باريس، بينما اجتمع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بمدراء الاستخبارات قبل اجتماعه بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وفي روما، اجتمع وزير الداخلية الإيطالي أنجيلينو الفانو مع لجنة التحليل الاستراتيجي لمكافحة الإرهاب التي تضم خبراء الأمن والاستخبارات «لدراسة التهديد الإرهابي بعناية بعد الهجوم الخطير»، وفق بيان للوزارة. وفي لندن، تلقى كاميرون تقريرا ملخصا من أجهزة الاستخبارات لكن السلطات لا تعتزم في الوقت الحالي رفع مستوى التأهب الذي يحذر حاليا من هجوم إرهابي يعتبر «مرجحا بدرجة عالية». وفي مدريد، دعا وزير الداخلية فرنانديز دياز كبار مسؤولي مكافحة الإرهاب للاجتماع «لتحليل الهجوم الإرهابي في باريس» وفق بيان للوزارة. وبعد اجتماع مماثل في بروكسل قررت السلطات الإبقاء على مستوى التأهب عند الدرجة الثانية في سلم من 4 درجات. وقال مصدر مقرب من الحكومة إنه تم تعزيز حماية «بعض الأهداف» التي لم يحددها. وقال: «لا ينبغي الاستسلام للهلع ولكن تم تعزيز إجراءات الحيطة وتعبئة كل أجهزة الأمن». في الدنمارك، عززت حماية مجلة يولندس بوستن التي نشرت الرسوم التي اعتبرت مسيئة للإسلام. وكانت الصحيفة الدنماركية قد نشرت رسوما تسخر من الإسلام عام 2005 مما أشعل فتيل موجة من الاحتجاجات في أنحاء العالم الإسلامي مما أودى بحياة 50 شخصا على الأقل. وقال ستيج كيرك أورسكوف الرئيس التنفيذي لمجموعة «جي بي بوليتكينز هوس» الإعلامية الدنماركية التي تملك صحيفة «يولاندس بوسطن» كتب في رسالة بعثها بالبريد الإلكتروني لموظفيه واطلعت عليها وكالة «رويترز»: «عززنا مستويات الأمن نتيجة الهجوم على شارلي إيبدو». وقال أورسكوف إن المجموعة على اتصال وثيق بالسلطات الدنماركية. وكتب في الرسالة: «لا توجد تغييرات في مستوى التهديد ضد (جي بي بوليتكينز هوس) ولكن هناك مع ذلك اهتمام مكثف من السلطات العامة». وفي مدريد، أعلن متحدث باسم المجموعة الصحافية التابعة لصحيفة «إل باييس» في مدريد، أنه تم أمس إخلاء مقر المجموعة إثر الاشتباه بطرد، مشيرا إلى حالة «القلق» المسيطرة بعد الاعتداء الدامي على أسبوعية شارلي إيبدو الساخرة في فرنسا. وقال مدير الاتصالات في «إل باييس بدرو زوازوا إنه في الساعة 13.45، أي بعد نحو 3 ساعات على الاعتداء على شارلي إيبدو في باريس وصل رجل حاملا طردا وجدت أسلاكا في داخله، فاعتبر مشبوها. وأضاف أن «الشرطة أخلت المكان» حيث يعمل أكثر من 300 شخص. وأعلن رئيس تحرير «إل باييس» أنطونيو كانو في وقت لاحق أن «الإنذار كان خاطئا» وأن الموظفين عادوا إلى مكاتبهم عند الساعة الرابعة عصرا. وأعلنت الحكومة الإسبانية في بيان أنها «دعت إلى اجتماع لأجهزة مكافحة الإرهاب والشرطة الوطنية والحرس المدني وأجهزة الاستخبارات لتحليل الاعتداء الإرهابي الذي وقع في فرنسا». ومن جهة أخرى، تأهبت العواصم الأوروبية من أية حوادث قد تستهدف المسلمين مع تصاعد أصوات يمينية متطرفة ضد المسلمين. وبينما بات شعار «اقتلوا كل المسلمين» من أكثر الشعارات ترويجا على «تويتر» في بريطانيا مساء أمس، اعتبر نائب رئيس حزب البديل من أجل ألمانيا (حزب يميني متطرف في ألمانيا)، ألكسندر جاولاند، الهجوم الذي استهدف مقر المجلة الفرنسية الساخرة مبررا لوجود حركة بيجيدا «أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب». وقال جاولاند معلقا على الهجوم اليوم في برلين: «سيعاقب كل الذين تجاهلوا أو سخروا حتى الآن من قلق الناس إزاء الخطر المحدق الذي يمثله الإسلام السياسي من خلال هذا العمل الدموي.».. ودعا جاولاند الأحزاب العريقة في ألمانيا للتفكير بشأن «ما إذا كانت مصرة على موقفها الداعي للتشهير بحركة بيجيدا».