أكدت مجموعة من المترجمات السعوديات أن تأهيل المترجمة السعودية يقضي على تسرب العمالة الأجنبية ويسد احتياجات مؤسسات الطوافة من هذه الكوادر. وقالت كل من الشقيقات الثلاث صباح وفوزية وفاطمة أحمد واللاتي يعملن في الترجمة بلغات جنوب آسيا إن الضرورة تقتضي تأهيل مترجمات سعوديات للعمل في خدمة ضيفات الرحمن. وأوضحت صباح بقولها «تعلمت اللغة الأردية بسبب الاحتكاك مع الحجاج الذين يتحدثون نفس اللغة ومن ثم اكتسبتها بالمعايشة معهم والاختلاط بهم أثناء عمل والدها كمطوف مع الحجاج وترى بأنه لابد من معرفة لغتهم للتواصل معهم وتقديم الخدمات لهم وتيسير أمورهم»، و أنها تجد أهمية في ذلك من خلال زياراتها للمستشفيات وذلك بمتابعة الحاجات المريضات والتواصل معهن ومواساتهن بتهدئتهن نفسياً حتى تعود إلى مجموعتها. وأضافت بأن «هناك احتياجا شديدا لمترجمات يقمن بدورهن في خدمة الحاجات والترجمة لأن الكوادر الموجودة من المترجمات يعتبر عددا لا يذكر بجانب عدد الحاجات واحتياجهن لذلك». وذكرت المطوفة شادية غزالي والتي تجيد التحدث بخمس لغات وهي اللغة الإنجليزية والإندونيسية والماليزية والتايلندية والفبلينية بأنها وبخبرتها الطويلة في عالم الطوافة وبالاحتكاك الدائم بحجاج بيت الله الحرام لمست الاحتياج الشديد لتواصل الحجاج مع فئات الشعب عامة في أثناء تأدية الشعائر أو الأسواق وفي بيت الله الحرام فكثير من الأمور هم بحاجة إلى من يقوم بشرحها وتوضيحها على الوجه الصحيح والأكمل ولا يتم ذلك إلا بتواجد أو مرافقة مرشدين ومترجمين لهم، ومن هنا ومن هذا المنطلق ترى الغزالي ضرورة إقامة دورات لتعلم اللغات بأنواعها والأفضل أن يخصص فيها معظم المطوفات والمطوفين حتى لا يكون هناك تباعد بينهم وبين الحجاج وبالتالي يقومون بتأدية مهمتهم في الطوافة على أكمل وجه. من جهتها أوضحت المطوفة العريقة آمنة زواوي بأن اتقانها للعديد من اللغات الآسيوية جعل التواصل سهلا بينها وبين الحاجات في شرح النسك ومتابعة أمورهن في المستشفيات بل وجعل التواصل أعمق بحيث يعود بالرضا على نفسية الحاجات فلابد من أن يكون هناك عدد كبير من المترجمات المتمكنات من التحدث بلغات الحجاج لإيصال المعلومة الصحيحة ومخاطبتهم بالمعاني الصحيحة التي توصل المعنى بكل دقة خاصة في الأمور الفقهية. وترى الدكتورة سميرة بناني رئيسة اللجنة النسائية بمؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية بأن قضية الترجمة تعتبر حاجة ماسة وضرورية جداً بالنسبة للمرافقين للدعاة حتى تتم ترجمة محاضراتهم ترجمة فورية صحيحة وتنقل إجاباتهم على استفسارات الحجاج الفقهية بالمعنى الكامل والفقهي الصحيح وغير ذلك من أحكام الشريعة الإسلامية. وطالبت بناني بضرورة وجود مترجمات سعوديات يعين مفردات اللغة بصورتها الصحيحة حتى تتم خدمة ضيوف الرحمن على الوجه الصحيح. من جانبها قالت الداعية مريم آدم أبو هريرة التابعة لمكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بأن اتقانها للغة الهوساوية كان داعما لها في دعوتها وإلقاء الكثير من الدروس والمحاضرات على حاجات بيت الله الحرام، وترى بأنها كداعية تحتاج لمن يرافقها ممن يتقن بقية اللغات حتى تعم الفائدة ساعة إلقاء المحاضرات على الجميع.