يتحجج الموظفون على الدوام بأن رواتبهم لا تكفي لنهاية الشهر، وهي نغمة لا يزال مفهومها مدوياً. وحينما نبحث عن الأسباب نجدها تختلف من موظف لآخر تبعاً لقيمة الدخل والمصروف من فواتير وأقساط وإيجار ومصاريف مدرسية وأسرية مختلفة؛ وبالتالي فإن أي حلول لوقف هذا النزيف المستمر غير مجدية بالتأكيد ما لم تكن ثمة خطط لتجزئة الراتب إلى أربع مراحل، خاصة لمن صافي دخلهم ما بين أربعة إلى سبعة آلاف ريال، بمعدل الربع منه مع بداية كل أسبوع، بمعنى من يكون راتبه ستة آلاف يُمنح في الأسبوع الأول 1500 ريال، وفي الأسبوع الثاني المبلغ نفسه، وهكذا حتى الأسبوع الرابع والأخير..!! أما أصحاب الرواتب التي تزيد على سبعة آلاف ريال وما فوق فيتم تجزئته إلى أثلاث، بمعدل مرة كل عشرة أيام في الشهر، بمعنى من يكون راتبه مثلاً ثمانية آلاف ومائة ريال، يُعطى مع نهاية كل عشرة أيام ألفان وسبعمائة ريال، وعلى هذا النحو يتم الصرف..!! مثل هذه الفكرة قد تقلل من طريقة استنزاف الرواتب من قِبل الموظفين، وتلاشيها سريعاً؛ لأنها في السابق تأتي دفعة واحدة وطويلة الأجل، بعكس فيما لو تم تقسيطها عليهم؛ ليكون الصرف حسب المتاح من الدخل الموجود، بشرط أن يكون مسير الرواتب يرفع سريعاً دون تأخير؛ حتى أن بعض الموظفين لن يغامر بالدخول في خيارات معقدة من الديون حتى نهاية الشهر كما هو المتبع حالياً؛ لأنه هنا سيتعامل مع احتياجاته حسب أهميتها وسرعتها..!! الطريقة الأسبوعية أو الثلوثية في التعامل مع الظروف المادية، والتفكير المنطقي الواقعي، سيجعلان من هذا الموظف أو ذاك يعيد ترتيب أموره بشكل جاد، فمثلاً في المرحلة الأولى سيكون الصرف على احتياجات البيت من مواد غذائية ومستلزمات المطبخ، وفي المرحلة الثانية سيتفرغ لسداد الفواتير، وما تبقى منه ربما يدفعه لشراء قطع غيار للسيارة أو تسديد مخالفات مرورية.. ومع نهاية الأسبوع الثالث سيخصصه لأي التزامات اجتماعية طارئة أو (قطات) عائلية، وفي نهاية الشهر من الأسبوع الأخير سيسدد به الديانة وعمال السباكة أو مواد البناء، كل حسب ظروفه..!! إن طريقة تجزئة الراتب إلى ثلاث مراحل كل 10 أيام أو أربعة أجزاء بالتساوي أسبوعياً ربما تكون الحل الوحيد والأنسب في ظل الصرف الحالي العشوائي للراتب؛ ما يستنزف معه الراتب في أيام معدودات.. وإن لم تكن هناك نية للعمل بمثل هذه الحلول والمقترحات أو مناقشتها على الأقل فليس أمامنا من خيار آخر سوى صرف مكافأة للسيدات المتزوجات بنحو ألفي ريال شهرياً، خاصة للأسر التي يتجاوز تعدادها ستة أفراد في الشهر، عفواً أقصد في كـارت العائلة..!!