يدعي CS Lewis في كتاباته أن هناك قانونًا طبيعيًا في الذات البشرية يمكن أن يثبت به وجود ما يعلو الإنسان. وهذا القانون هو المحدد الذي يعود إليه المتنازعون لحل خصامهم، هو الضمير الذي يميز الإنسان به بين الخير والشر. فمن الغريب المستغرب أن هذا الضمير البشري قد وجد منذ البداية، وأن النزاعات لا تكون عن محتوى الضمير ولكن عن تطبيقاته. يفترض كل المتنازعون أن عند الطرف الآخر الفهم الصحيح للصواب والخطأ ولو انحرف تصرفه عنه. وهذا القانون الطبيعي الداخلي مختلف كل الاختلاف عن قوانين الطبيعة، إذ أنه يمكن على الإنسان كسره بخلاف القوانين الأخرى القهرية كالجاذبية. فإذا قورنت القواعد الأخلاقية بين جميع الحضارات الفانية لوجد اتفاق كبير بينها في الأسس. وأنا أتفق مع الكاتب، وأزيد أن المرجع الأول لا ينبغي أن يؤخذ من رأي أحد إلا الضمير الجماعي، فلا تتفق أمة محمد كما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام على خطأ، وأعود لقوله عليه أتم الصلوات والتسليم "استفت قلبك ولو أفتوك"، إذ أن الضمير خاطته أصابع الخلاق العليم.