انخفاض أسعار النفط منشط اقتصادي لتنويع القاعدة الاقتصادية وليس معطلاً لها، بل يحفز على إيجاد البدائل الاقتصادية الأخرى ومزيد من تنويعها على المدى الطويل لخلق محفظة اقتصادية، إذا ما انخفض أحد قطاعاتها فلا يؤثر على القطاعات الأخرى. إن انخفاض الأسعار يحددها الفائض في المعروض وضعف الطلب العالمي وارتفاع قيمة الدولار وليس بتقليص حصة السعودية من أجل رفع الاسعار موقتا، ثم البحث عن أدوات أخرى لخلق إيرادات جديدة قد يدفع المواطن تكلفتها كما يريده اصحاب نظرية تقليص انتاج النفط للأجيال القادمة بدون ان يختبروا نظريتهم ليكتشفوا عدم صحتها بمقارنة قيمتها الحالية بالمتوقعة بعد 40 عاما من الآن، لكن هؤلاء لا يعرفون حتى الفرق بين تنويع مصادر ايرادات الدولة وتنويع مصادر الاقتصاد. ايها النقاد وليس المنتقدون مضى عام وجاء عام وحان التغيير نحو ذكرى فضائل هذا الوطن علينا، ماذا يزعج البعض، كلما زاد اقتصادنا نموا واستدامت تنميته الاقتصادية والاجتماعية في مدن وقرى وأطراف المملكه المعمورة، ألا يدركون انها انجازات نفتخر بها بقيادة خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله- الذي دعا الى الإصلاحات الاقتصادية من ردع الفساد والتنمية المتوازنة وزيادة رفاهية المواطن السعودي. لم نسمع من هؤلاء النقاد إلا مصطلحات الفساد ومناظرات وميزانية لا تخدم المواطن وهدرا للثروة النفطية وبطالة وعدم تنويع الاقتصاد واكبر من ذلك لا ثقة في المسؤولين الذين يخدموننا ويقدمون كل ما يستطيعون تقديمه بدلا من ان يتحول هؤلاء النقاد الى منتجين وبقيمة مضافة لاقتصادنا يحفزون ايجابياته ويضعون الحلول لسلبياته من اجل تذليلها نحو مستقبل افضل. ألا يعلمون ان ذكر الايجابيات يحفز على المزيد من الانجازات ألم يدرسوا نظرية التحفيز النفسي (ماسلو) للموظفين التي تدعو الى التحفيز النفسي وإشباع الحاجات من اجل زيادة الإنتاجية، ان تذكير هؤلاء الذين يخدمون هذا الوطن من وزراء ومديرين وموظفين بسلبياتهم ونسيان ايجابياتهم لأكبر شتيمة وظلم لا يرضى به الله ولا أي انسان صادق يتمنى المزيد من التقدم لهذا البلد. وأذكركم بان سعر غرب تكساس انخفض الى 62 دولارا في 2009 من 99.7 دولارا في 2008 أي بنسبة 38% ونتج عنه عجز في ميزانية 2009 بمقدار 87 مليار ريال ولم يتسبب ذلك في انهيار الاقتصاد السعودي ولا خفض الرواتب ولا توقف الانفاق على البنية التحتية، كما نما الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة الى 4.8% في عام 2010 ليكون متوسط معدل النمو الحقيقي 5.3% بأسعار 2010 خلال الفترة 2010-2014، أما بالأسعار الجارية فقد ارتفع اجمالي الناتج المحلي خلال نفس الفترة بنسبة 43%، حيث بلغ نمو القطاع النفطي ما نسبته 36% والقطاع غير النفطي 48% في 2014. اذاً ماذا تقولون عن ذلك؟ ولماذا لم يفلس اقتصادنا؟ ولماذا استمر الانفاق الحكومي؟ أين الخلل الذي تتحدثون عنه؟. لستم أعلم ولا احرص من رجال يعملون كفريق وبمنهجية واقعية وتتوفر لهم ادق المعلومات الممكنة عن قدرة اقتصادنا النفطية وغير النفطية وكذلك أدق المعلومات عن الاقتصاد العالمي بشكل عام وأسواق النفط بشكل خاص، هل تجاهلتم شركة ارامكو العملاقه التي يتم الاستنجاد فيها للقيام ببناء بعض المشروعات التي فشل الغير في بنائها؟ وهل تجاهلتم الجهات الحكومة المتخصصة التي تعمل مع بعضها من اجل تحسين وسلامة الاقتصاد السعودي؟