استطاع المؤتمر العالمي لبيئة المدن خلال يومه الثاني، أن يحقق إنجازا خاصا بعقد جلسة نسائية من أربع سيدات وبرئاسة سيدة لإبراز أهمية إشراك السيدات في عمارة البيئة وعمارة المدن, من بين 20 خبيرا عالميا وعربيا شارك في فعاليات المؤتمر. وقالت لـ "الاقتصادية" المهندسة ندين البيطار المدير الإداري لشركة أمكنة وممثل بلدية دبي في مؤتمر بيئة المدن, إن المدن العربية مطالبة بتأسيس حاضنات لتشجيع المرأة على دخول مجال هندسة البيئة وعمارة المدن وإعطائها الثقة, فالبيئة والمرأة أساس المجتمعات, والمدن بحاجة إلى مشاركتها في الإعمار والتخطيط نحو إقامة مدن مستدامة. من جهته، حدد خالد علي بن زايد مساعد مدير عام بلدية دبي لقطاع الشؤون الدولية والشراكة ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، أن السر في نجاح دبي كمدينة هو متابعة كل الخطط والبرامج من قبل القيادة وتحديد أوقات معينة للإنجاز, إلى جانب الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجال إعمار المدن وتهيئتها نحو التنمية المستدامة. وبين أن حل مشكلة الازدحام في المدن من أهم المشكلات التي تواجه التخطيط لعمارتها وبنائها, حيث استطاعت دبي أن تتغلب على المشكلة بإنشاء شبكة نقل غير السيارات كالمترو، وبدأت الآن في تنفيذ خطة لبناء "ترام", وهو ما يعتقد أن الرياض بدأت في تحقيقه بتنفيذ مشروع المترو. وأشار إلى أنه لا توجد مبالغ معينة ترصد لإعمار المدن، فالمبالغ تحدد وفق الخطط الموضوعة لكل مدينة, لكن المهم أن تبدأ المدن من هذا المؤتمر بالعمل على تنفيذ التوصيات التي تنجح بتنميتها وأنسنتها بجعلها صديقة للإنسان, وأن نستطيع تجاوز العقبات والمشكلات التي نواجهها في المدن العربية لتعزيز تنميتها المستدامة. وتعود بيطار لتؤكد أن المؤتمر يستهدف نقل الخبرات العالمية من أستراليا وكندا وأمريكا وغيرها, للمساهمة في تطوير دول الخليج, وتأسيس مفهوم أعمق لعمارة البيئة وأنسنة المكان, قائلة إن هذا المؤتمر هو أولى الخطوات نحو تعزيز التنمية المستدامة للمدن العربية وأنسنتها. واعتبرت أن التعاون بين القطاعين العام والخاص هو العامل الأساسي في نجاح دبي كمدينة عربية, حيث أسهمت بلدية دبي في مشاريع البنية التحتية، بينما قام مطورو العقار بالتعاون مع البلدية بتقديم حلول مبتكرة لعمارة المدينة وأنسنتها، كما حصل في مشاريع نخلة جميرا وبرج خليفة وقناة دبي, منوهة إلى أن إقناع المطورين بتأثير عمارة البيئة في مشاريعهم يعد دافعا ليقوموا بالتطوير, فعمارة البيئة ترفع أسعار العقار وتجذب السكان، ما يشغل الأنشطة الاقتصادية في المكان، ويدعم الاستدامة الاجتماعية, ليصبح المكان مرتبطا بالإنسان. ونوهت إلى أن أمانة منطقة الرياض تحقق نقلة نوعية في مشاريع إعمار المدن المتمثلة في مشروع البسطات ومهرجان الزهور والبرحات البلدية والمماشي, فهذه المشاريع تعتبر عمارة البيئة عنصرا في أنسنة المدينة، وربط المكان باحتياجات السكان, خاصة أن الرياض تنمو بشكل مطرد، ما يستوجب العمل على زيادة وعي السكان بجعل مدنهم صالحة للعيش. من جهته، حذر الدكتور خالد العدلي، مساعد عميد كلية التصميم الحضري وتصميم المواقع في جامعة القاهرة, من تواصل الزحف العمراني العشوائي والتنمية غير المستدامة للمدن بمعدل يُنذر بالخطر في كل أرجاء العالم. وبين خلال ورقة عمل عن "المتنزهات الحضرية كنهج لتخطيط المدن المستدامة"، أهمية سيادة التنمية المستدامة للمدن من أجل بيئة مدن عصرية تلبي تطلعات المستقبل وتلائم حاجيات الأجيال المقبلة من أجل تنمية مستدامة، وأشاد العدلي بدور وزارة الشؤون البلدية والقروية في السعودية من أجل توفير المتطلبات العالمية الملبية لحاجة المدن وتوفير معايير الأمن والسلامة، والإرشادات والتوجيهات اللازمة فيما يتعلق بأعمال المرافق الخدمية والمشاريع التطويرية الجديدة في المدن السعودية. وتناول المختص الدكتور ديني روجيري، الأستاذ المساعد في كلية العمارة البيئية في النرويج، الأبعاد الاجتماعية للتصميم الحضري والبيئي وما يتعلق بها في سباق المجتمعات المختلطة وما تقدمه التصميمات الحضرية من حيث توافر مساحات المشي وسهولة الوصول والترابط والتميز والحيوية. وتحدث الدكتور بيتر سكوت مهندس عمارة البيئة في المعهد الأسترالي عن مبادئ التخطيط والتصميم ذات الصلة بالأمن والسلامة، إضافة إلى أدوات التخطيط التي تساعد المخططين على اتخاذ القرارات المناسبة التي تتعلق بالأمن والسلامة، وهو ما يدعم المسؤولين في تطوير أماكن ومجتمعات آمنة ومستقرة، ويكسبهم بعداً حضارياً يتناسب مع تطور المدن ونهضتها.