×
محافظة المنطقة الشرقية

مقتل 4 رسامين في الصحيفة الفرنسية .. والمهاجمون : “انتقمنا للرسول”

صورة الخبر

قال الفيلسوف العالمي كونفوشيوس: «إن أضعف حبر يكتب به القلم لهو أقوى من أقوى ذاكرة إنسانية». وجدير بالذكر أن فلسفة كونفوشيوس كانت قائمة على القيم محافظا في نظرته إلى الحياة الأخلاقية. ولكن الحكام على زمانه لم يكونوا من رأيه ولذلك لقي بعض المعارضة. وقد اشتدت هذه المعارضة بعد وفاته ببضع مئات من السنين أحرقوا كتبه وحرموا تعاليمه. ولكن ما لبثت تعاليم كونفوشيوس أن عادت أقوى مما كانت وانتشر تلاميذه في كل مكان. واستمرت فلسفة كونفوشيوس تتحكم في الحياة الصينية قرابة عشرين قرنا، أي من القرن الأول قبل الميلاد حتى نهاية القرن التاسع عشر بعد الميلاد. أما قبول أهل الصين بفلسفة كونفوشيوس فيعود إلى سببين: أولا أنه كان صادقا مخلصا. ثانيا أنه كان شخصا معقولا ومعتدلا وعمليا ومتواضعا. ومن أجمل وأهم فلسفة وحكم كونفوشيوس هي موضوع اليوم: «إن أضعف حبر يكتب به القلم لهو أقوى من أقوى ذاكرة إنسانية». سبحانه يدل هذا على قوة القلم وما جاء به في كتاب الله عن القلم. لابد أن نفرق بين القلم الذي كتب مقادير كل شيء بأمر الله، وبين القلم الذي يكتب به الناس. فالقلم الذي كتب المقادير شأنه عظيم بلا شك، وهو قلم حقيقي، كالذي يفهم الناس من معاني القلم، لكن لا يقدر قدره، ولا يعلم حقيقة أمره إلا الله؛ فقد روى الترمذي عن عبادة بن الصامت قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أول ما خلق الله القلم فقال أكتب فقال ما أكتب ؟ قال أكتب القدر ما كان وما هو كائن إلى الأبد)، صححه الألباني في صحيح الترمذي. أما القلم الذي نكتب به فأمره معروف، وحقيقته وأهميته لا تخفى على أحد، ولا حرج من القول بأنه من اختراع البشر وابتكاراتهم، ولا يتعارض ذلك مع إيماننا بأن أول ما خلق الله تعالى هو القلم؛ لأن هذا القلم الذي كتب الله به مقادير كل شيء غير تلك الأقلام التي يستعملها الناس ويصنعونها على أشكال مختلفة وبصور متعددة، وقلم القدر خلقه الله، أما هذه الأقلام فمن صنع البشر. مع أن هذه الأقلام التي يصنعها البشر، بل كل ما يصنعونه ويعملونه هو أيضا من خلق الله تعالى، ولا تعارض بين الأمرين. نصيحة بأن تحتفظ معك على الدوام بقلم وبدفتر صغير، لتترفه فيه مع مفرداتك، أو لتدون به سريعا الخواطر والأفكار العابرة التي سرعان ما تذوب في زحمة المشاوير وصخب الدنيا. سيكون هذا الدفتر هو بنك أفكارك ومغارة الكنوز الخاصة بك عندما تخلو إليه في الليل. لا تعتمد على الذاكرة لأن الأمر كما قال كونفوشيوس: «إن أضعف حبر يكتب به القلم على الورق لهو أقوى من أفضل ذاكرة إنسانية». إن المسلمين بعامة لفي حاجة ماسة إلى القلم الصادق، إلى القلم الأمين، إلى القلم الصافي من الدخن، إلى القلم الملهم الذي يأخذ بلب قارئه صدقا ونصحا وصفاء، ينشر الحق ويحيي السنة ويدل الناس إلى ما فيه خير دينهم ودنياهم قال الله تعالى: «ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب...».