اقترح عدد من المواطنين تطبيق النقل العام في المدن الكبرى بطريقة مطورة، بعيدا عن الآلية التقليدية القديمة، من خلال الاستعانة بحافلات مكيفة وآمنة تغطى أجزاء المدينة كافة، عبر شبكة مدروسة، مشيرين إلى أن هذه الآلية من شأنها إنهاء الاختناقات المرورية التي تعاني منها المدن الكبرى، إضافة إلى توفير الوقود والتقليل من الضجيج والتلوث البيئي. وطالبوا بأن يخصص أجزاء من الحافلة للنساء والأطفال، وألا يزيد عمرها على سبع سنوات ومن ثم يجري الاستغناء عنها، حتى تقدم خدمة راقية، وبأجر في متناول الجميع. ودعا أحمد جمال الجهات المختصة مثل وزارة النقل إلى التعاقد مع شركات وطنية توفر حافلات مكيفة وآمنة تتسع لأربعين راكبا، تنقلهم إلى المواقع الحيوية في المحافظة، عبر شبكة مدروسة غير مزدحمة، وتخصيص أجزاء منها للنساء والأطفال، متوقعا أن تسهم هذه الآلية في إنهاء الاختناقات المرورية. وذكر أن دفع مبالغ رمزية كأجرة لتلك الحافلات من شأنه إغراء الركاب بالاستغناء عن مركباتهم مؤقتا، والاستعانة بتلك الحافلات التي يشترط أن تكون بحالة جيدة، ولا يزيد عمرها عن سبع سنوات، إضافة إلى تغطيتها مناطق العروس كافة. وقال: «لماذا لا تطبق هذه الآلية في جدة ومدن المملكة الكبرى، مثل الرياض وغيرها، خصوصا أن النقل العام معمول به في العديد من الدول المتقدمة»، متمنيا أن يدرس هذا الاقتراح باهتمام، مشيرا إلى أن الحافلات المستخدمة حاليا متهالكة ولا يلجأ لها إلا العمالة لرخص قيمتها، فضلا عن أنها لا تخصص مواقع للنساء ولا تتحرك إلا في مواقع محدودة. إلى ذلك، طالب حمزة الراشدي الجهات المعنية بإلزام الشركات بتخصيص حافلات للعائلات وأخرى للشباب حفاظا على الخصوصية، مشيرا أن ذلك سيسهم بشكل كبير في تخفيف الزحام ولن يتعارض مع الخدمات التي ستقدمها القطارات في المستقبل، لاسيما أن تلك الباصات تتوقف في أماكن محددة داخل الأحياء والكورنيش والأسواق المعروفة، عكس القطارات التي تسير وفق جداول معينة للرحلات وتقف في محطات بعيدة عن الأحياء. ورأى الراشدي بأن فكرة التعاقد مع شركات لها سمعتها في النقل سيوفر فرصا للعمل ويقلل من الزحام، فضلا عن دورها الإيجابي في تخفيف الضوضاء والتلوث الناتج عن عشرات الآلاف من المركبات التي تجوب الشوارع بالمدن من أجل الوصول لمقرات العمل أو الملاعب الرياضية والكورنيش والمنتزهات وحتى المناسبات الاجتماعية. وأيد علي عبيد وفضل مبارك الفكرة، موضحين أن مالك المركبة سيوقفها أمام منزله ولن يحتاجها ليذهب لحضور مباراة أو الوصول لعمله أو مراجعة مستشفى طالما أن هناك وسائل نقل آمنة ومريحة وتتوفر في مواقع عديدة بالأحياء وتعمل على مدار اليوم دون توقف وهو أمر نشاهده في كثير من الدول المتقدمة. وذكرا أن تطبيق هذه الآلية سيوفر المحروقات والوقت ويقلل من الزحام والضوضاء وسيحل مشكلة النساء اللاتي يضطررن للتوجه لأعمالهن مع السائق، فكل موظفة لا تجد من يوصلها ستستقدم سائقا وستتحرك مركبة من المنزل أو الحي الذي تقطن فيه لمقر العمل وهو أمر أوجد الزحام وأحدث اختناقات مرورية في عدد كبير من الشوارع الحيوية. من جهته، أفاد علي الزيلعي أن فكرة توفير حافلات متوسطة الحجم أو ما تعرف بـ «الأنيسة»، المشابهة لنقل طالبات الجامعات والمعلمات سيوفر كثيرا من الوقت ويخفف الزحام. وقال الزيلعي: «الازدحام الذي تشهده جدة، نتيجة خروج عشرات الآلاف من الموظفين والموظفات والطلاب والطالبات إلى أعمالهم وجامعاتهم ومدارسهم في وقت واحد ما يسبب اختناقات مرورية وقت الذروة»، مشيرا إلى أن تطبيق النقل العام سيسهم في حل المشكلة التي تعاني منها المدن الكبرى خصوصا جدة والرياض، إضافة إلى أنها توفر وظائف للشباب السعودي.