×
محافظة المنطقة الشرقية

«القنفذة» أول قاطرة بحرية مصنعة محليًا بميناء جدة

صورة الخبر

سميت ناحية الضلوعية، 80 كلم إلى الشمال من بغداد والتابعة لقضاء بلد في محافظة صلاح الدين، بهذا الاسم، لتشابه جغرافية أرضها مع الأضلاع التي تحيط القلب، إذ يحيط الضلوعية نهر دجلة من 3 جهات (الجنوب والشرق والغرب)، أما الأرض التي هي في جهة الشمال، فهي تُعتبر قلب مدينة الضلوعية التي يبلغ تعداد سكانها 70 ألف نسمة، غالبيتهم من عشائر الجبور. وقبل 6 أشهر، وتحديدا في منتصف يونيو (حزيران) الماضي، دخل مسلحو تنظيم داعش هذه المدينة، وسيطروا عليها بالكامل، وتفاجأ أهلها بدخول المسلحين في صباح أحد الأيام من دون مقاومة تُذكر، ومن غير سابق إنذار. ونفذ المسلحون عمليات قتل بحق بعض شباب الضلوعية، حال دخولهم إليها، كما فرضوا على السكان أحكاما وقوانين نبذها الناس وضجروا منها، وبعد أسبوعين فقط، انتفض أهالي المنطقة الجنوبية لناحية الضلوعية ضد المسلحين، وتمكنوا من طردهم إلى المنطقة الشمالية من المدينة، بعد معارك دامية قدمت المدينة فيها أكثر من 850 من أبنائها بين قتيل وجريح. ويقول شعلان العود الجبوري (40 سنة)، وهو أحد سكان المنطقة الجنوبية في ناحية الضلوعية، إنه «بعد أن قررت العشائر مقاتلة مسلحي تنظيم داعش وطردهم من الجزء الجنوبي للمدينة، أصبحت منطقتنا في تماسّ مباشر مع نيران المسلحين، ونزح نحو 30 ألفا من سكان المدينة، في حين أصرت بعض العائلات على البقاء بداعي البقاء مع المقاتلين والرفع من معنوياتهم، مع العلم أنهم يبعدون عن مرمى نيران المسلحين قرابة 150 مترا فقط». مشاهد مروعة نقلها أهالي المدينة لـ«الشرق الأوسط» التي دخلت إلى المدينة بعد تحريرها نهاية الشهر الماضي. ويقول أبو إبراهيم (65 سنة) إنه «بعد دخول مسلحي تنظيم داعش لمدننا وقرانا، قام المسلحون بممارسات بشعة. أحد المسلحين، وهو معروف لدى أهالي المنطقة بسوء أخلاقه، ويحمل الآن صفة (أمير) في التنظيم، صفع رجلا يبلغ من العمر 70 عاما، بسبب عدم انصياعه لتعاليم الصبي المسلح. كما قام المسلحون بحرق جثة امرأة مسنّة تُوفيت في بيتها بمنطقة البوعيفان في الحويجة البحرية، بعد أن هرب ذووها من نيران (داعش) التي أحرقت كل شيء في المدينة.. جثة المرأة أحرقها مسلحو تنظيم داعش الذين يدعون زيفا انتماءهم للإسلام وتعاليمه الحنيفة». أحمد (24 سنة) أحد المقاتلين المساهمين في معركة تحرير الضلوعية، يقول: «على مدى 6 أشهر ونحن نتصدى لهجمات مسلحي تنظيم داعش، بعد طردهم من الجهة الجنوبية للمدينة، واستقرارهم في الجانب الشمالي. كانت هناك معارك يقودها أبو بكر البغدادي بنفسه مع أحد كبار مساعديه، لكننا كنا نتصدى لهجماتهم. المسلحون كانوا يرومون السيطرة على الجزء الجنوبي من المدينة بكل ما استطاعوا من قوة، لكون الضلوعية منطقة حيوية، فالسيطرة عليها تُعد تهديدا مباشرا لأطراف بغداد. تصدينا لهجماتهم لما يقرب من الشهرين، منذ الشهر السادس حتى الشهر الثامن، إلى أن تم إرسال سريتين من قوات الجيش العراقي. وفي صبيحة يوم 30 ديسمبر (كانون الأول) 2014، تم الهجوم على مسلحي تنظيم داعش وطردهم من الضلوعية وتحرير المدينة بالكامل». الشيخ عبد الله جبارة رئيس اللجنة الأمنية في محافظة صلاح الدين، أوضح أن نسبة الدمار الذي لحق بالبنى التحتية لمدينة الضلوعية، بلغت نحو 60 في المائة، وهناك أكثر من 30 ألفا من المواطنين النازحين من ناحية الضلوعية لم يتمكن غالبيتهم من العودة إلى منازلهم بسبب تدميرها، وهناك عدد كبير من المنازل قد تم تفخيخها من قبل مسلحي «داعش»، قبل طردهم من الجانب الشمالي للمدينة، كما أن هناك كثيرا من المباني الحكومية تضررت بفعل المواجهات المسلحة، إضافة إلى تحطم الجسرين الرابطين للناحية مع قضاء بلد، مما سبب حصارا تاما للمدينة، وحال دون وصول الإمدادات الغذائية والطبية والزوارق النهرية هي السبيل الوحيدة لإغاثة الأهالي».