كل الوطن- متابعات: رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بن كيران، قال أمس الأحد: «لا أريد أن أقوم بشيء قد يسيء إلى العلاقات بين المغرب والإمارات». وفي ملتقى لحزبه «العدالة والتنمية» بالرباط، أمس، بحسب مراسل الأناضول الذي حضر الجلسة، قال بن كيران: «رفعت خرجات (تغريدات) (ضاحي) خلفان (نائب رئيس الشرطة بدبي) لجلالة الملك (العاهل المغربي السادس)». ضاحى خلفان كان قد نشر فى تغريدة له على موقع التواصل «تويتر»، السبت، قال فيها: إنه «خلال عام أو يزيد سيسقط إخوان المغرب سقوطًا مدويًّا»، قاصدًا حزب العدالة والتنمية المغربي (إسلامي)، الذي يقود الائتلاف الحكومي بالمغرب. وردًّا على هذه التغريدة، قال بن كيران: «المستقبل بيد الله، وهو من يعلم الغيب، وهذا الشخص (في إشارة لخلفان) يخرف، ويقوم بدور العرافات أو يحلم». مضيفا بن كيران مخاطبًا شباب حزبه خلال لقاء أمس: «لا أخفيكم أن الإمارات دولة صديقة، والعلاقات بين جلالة الملك وأمراء الإمارات تكاد تكون عائلية، والسياسة الخارجية للمغرب هي سياسة جلالة الملك، وهو يأخذ برأيي وأنا أقول له رأيي». ووفق ما أعلنه رئيس الحكومة المغربية، فقد رفع بن كيران، تعرض خلفان لحزبه وحكومته إلى العاهل المغربي؛ للتدخل لدى المسؤولين الإماراتيين. وذهب رئيس الحكومة المغربي إلى أنه «من غير المقبول أن يتهجم علينا هذا الشخص الذي جاء إلى المغرب واستقبلناه وأكرمناه»، مشددًا على أن «السياسة الدولية ليست لعبًا». وبحسب موقع السفارة الإماراتية بالرباط «تعرف العلاقات الإماراتية – المغربية تطورًا مهمًّا في كافة المجالات، الشيء الذي تترجمه اللقاءات المستمرة بين مسؤولي البلدين في مجالات الاقتصاد والتجارة والعدل والقضاء والإعلام وغيرها، وتتمثل متانة وقوة العلاقات بين البلدين في تطابق وجهات نظر قائدي البلدين الشقيقين، تجاه القضايا الثنائية والإقليمية والدولية». وتجيء هذه التصريحات المفاجئة بعد تراشق إعلامي بين المغرب ومصر، وتجاوز فيها نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي الحدود المتعارف عليها بين دولتين صديقتين، فقد وصف فيها الإخوان بأنهم «أجسام بغال وعقول عصافير»، كما أشار إلى الحزب الحاكم في المغرب بالقول: إنه «لا عدالة ولا تنمية لديه»، معتبرًا أنه لا فوارق بين تنظيماتهم في المشرق والمغرب لأن «كلهم زي بعض»، متابعًا: «الإخوان أصلًا عصابة في أي دولة»، بحسب قوله. واعتبرت مصادر مغربية أن هجوم ضابط الأمن الإماراتي ليس صدفة، وأنه يتوافق مع الحملة الإعلامية التي شنت على المغرب في وسائل الإعلام المصرية، وردَّت عليها وسائل إعلام مغربية، وربطت المصادر الأمر بالتقارب المتزايد بين مصر والجزائر وفرنسا في الموضوع الليبي، والذي انعكس في تغيّر مصري إيجابي في العلاقة مع جبــهة تحرير بوليساريو التي تشن منذ سنوات حربًا على المغرب، كما انعكس على التوتّر المتصاعد الذي يخص العلاقات الفرنسية المغربية فيما يتعلق بتدخل باريس في مالي والسنغال. ضاحي خلفان كان قد زار المغرب بداية الشهر الماضي والتقى، خلال حفل أقامته سفارة الإمارات في الرباط، برئيس الحكومة المغربي عبد الإله بن كيران، وقد تناقلت مواقع مغربية أن اللقاء بين الشخصين لم يكن ودّيًّا، وأن بن كيران مازح خلفان في موضوع وظيفته الأمنية قائلًا له: «الأخ من الشرطة… يا هلا يا هلا». المواقع اعتبرت تغريدات خلفان القوية ضد بن كيران وحكومته قد تكون على علاقة بهذه الحادثة، رأى محللون سياسيون أن الأمر يتعلّق بخلفيات سياسية أكبر من مجرد حادثة بروتوكولية عابرة.