×
محافظة مكة المكرمة

شقيق المعلمة "قتيلة تيماء" ينقل جثتها بسيارته للطائف

صورة الخبر

حاول أن تتملّك الكون وسترى أن هذا مستحيل. حاول أن تتملّك إنسانًا وستكون قد خسرت. العملة البشرية قيمتك. إنها أكبر مما تتخيل. يظن الكثير أن بإمكانهم امتلاكك، ولكنهم لا يستطيعون، التملّك، الحيازة، الأحقية، نحن لا نملك شيئًا سوى أنفسنا. لدينا الحق بأن نثري أنفسنا، نمنحها السلطة، نثقّفها، نزخرفها، نشكّلها، نتجاوزها، نحولها إلى ما نريد، أو نسيء معاملتها حتى. قد نتملّك سياراتٍ، شققًا، منازلَ، طائراتٍ، دراجات، ملابس، مجوهراتٍ، أو أثاثًا في المنزل؛ وقد يكون لدينا على الورق عقودُ زواجٍ ورهن، وصايا، شهادات جامعية، ولكن إن اختفت كل هذه الأشياء؟، ولن يتبقى لنا سوى ذاكرة باهتة تذكرنا بأننا امتلكناها ذات مرة. في الواقع، لا شيء ينتمي لنا فعلًا، قد نكون في زواجات أو علاقات حب ولكننا لا نملك شركاءنا، إنهم أحرار، لهم حرية الحب وحرية الرحيل، إنهم ليسوا بعض ممتلكاتنا، ونحن لسنا التزامًا عليهم الوفاء به. "لا توجد طريقة تمكنك من الحفاظ على شيء يريد المغادرة، هل تفهم؟ بإمكانك فقط أن تحب ما حولك بينما هو حولك". قد يكون لنا أبناء، الآن أو مستقبلًا، لكنهم هدايا، وليسوا أملاكًا؛ لهم حرية الرحيل أيضا في أي وقت، لا يمكنك استغلالهم، أو إساءة معاملتهم، أو إثقالهم بطبقات عقدك الاجتماعية والدينية التي لم تستطع حلها. "لا أحب سياسة البشر في تعاملهم مع ممتلكاتهم. الطبيعة أعطت كل شيء لكل الناس. كنا حفاةً عندما ولدنا، وسنكون كذلك عندما نموت". أريد أن أصبح حرًا، وبالنسبة لي، الحرية تعني التخلّي، التخلي عن كل شيء؛ لن أتمسك بأي شيء سوى ذلك الذي يبقيني حيًا. لا أريد أن أمتلك سوى جسدي، عقلي، وزوايا روحي. أريد أن أحشو ذاتي بالحب، بالأمل، بالمتعة، وبالحزن أيضًا، بالتعاطف، والرغبة، وأتوج هذا كله بقبلة. "عندما لا يملك المرء شيئًا ليخسره، يصبح شجاعًا. نحن مترددون فقط عندما نملك أملًا". ماذا عنك؟ هل بإمكانك فعلها الآن؟ افعلها، افعلها مع كل ما تملك، لا تستطيع حبس نجمة تنتمي للسماء، لا تستطيع حبسها، وإلا ستضمر وتموت. هل بإمكانك الآن ترك المسروق، المنسي، والقديم؟. هل بإمكانك الآن التوقف عن التفكير في حبيباتك السابقات، وأصدقائك الذين رحلوا؟. هل بإمكانك ترك كل شيء عدا الحياة في داخلك، وهل بإمكانك أن تطلقها حرةً برفق عندما تنفد رغبتها في التخفي؟. "الحب لا يطالب بالملكية، بل يهب الحرية!".