أنهت أسواق المعادن الأساسية عام 2014 على تباين، ففي الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار النيكل والزنك والألمنيوم، تراجعت أسعار الرصاص والنحاس والقصدير. فعلى الرغم من تباطؤ الاقتصاد الصيني الأكثر استهلاكها للمعادن الأساسية إلا أن قرار إندونيسيا، أكبر مصدر للنيكل في العالم والمزود الأساسي للصين، بحظر صادرات النيكل الخام قاد المعدن لتحقيق أعلى الارتفاعات بنسبة 11 في المائة، فيما فقدت أسعار الرصاص 16 في المائة والنحاس 14 في المائة. ووسط توقعات باستمرار تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني تستقبل أسواق المعادن الأساسية عام 2015 بمخاوف قد تعصف بأسعارها إلى مستويات متدنية، فأسعار النيكل التي حققت نحو 36 في المائة ارتفاعا خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري بتسجيلها مستوى 18425 دولارا للطن فقدت خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام نحو 25 في المائة من مكاسبها بتسجيلها بنهاية العام مستوى 13560 دولارا للطن بارتفاع 1515 دولارا للطن عن مستوياتها بداية العام وبارتفاع 11 في المائة. وكانت أسعار النيكل العالمية قد بدأت سلسلة من الارتفاعات خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام تفاعلا مع إعلان إندونيسيا فرض حظر على صادرات مكثفات النيكل والبوكسيت ما لبثت أن تلقت السوق دعما آخر إثر توقعات بإدراج "نوريلسك نيكل" الروسية أهم منتج للنيكل في العالم ضمن قائمة العقوبات الأمريكية الأوروبية ضد روسيا بسبب الأزمة في أوكرانيا وهو ما استغله المضاربون في السوق، إلا أن التراجعات القوية التي شهدتها أسعار المعادن في الربع الأخير من العام على خلفية توقعات تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي وتراجع أسعار البترول أدخل المعدن ضمن موجة التراجعات ليفقد 25 في المائة من مكاسبه خلال عام 2014. ويبلغ الإنتاج العالمي من النيكل المكرر 1.9 مليون طن ونحو 1.12 مليون طن نيكل مصهور و1.86 مليون طن خام مستخرج، وتستحوذ الصين على نحو 33 في المائة من إنتاج النيكل المكرر بإجمالي 630 ألف طن. وتأتي روسيا في مقدمة الدول المنتجة للخام بإجمالي 300 ألف طن تمثل 16 في المائة من الإنتاج العالمي، تليها كندا وأستراليا والبرازيل وتأتي إندونيسيا في المركز الخامس عالميا بإنتاج 116.5 ألف طن تمثل 6.2 في المائة من الإنتاج العالمي، وتأتي إندونيسيا في مقدمة الدول المصدرة وأكبر مورد للصين وهو ما يفسر تأثر السوق بالحظر الإندونيسي والعقوبات على أكبر منتج روسي قبل موجة التراجع الأخيرة. وعلى النقيض أنهى النحاس عام 2014 على تراجع بلغ نحو 14 في المائة متأثرا بتوقعات تراجع معدلات نمو الاقتصاد الصيني إلى 6.6 في المائة إضافة إلى أسعار البترول العالمية التي فقدت أكثر من 50 في المائة، لتنهي عام 2014 عند مستوى 6325 دولارا للطن مفتقدة نحو 1000 دولار مقارنة بمستوياتها بداية العام عند 7325 دولارا للطن. ومن المتوقع أن تعاني الأسواق العالمية للنحاس هذا العام من ارتفاع الإنتاج الصيني، حيث بلغ الإنتاج الصيني من النحاس 6.4 مليون طن خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2014، أي بارتفاع 11 في المائة قياسا إلى السنة السابقة" وسط توقعات بأن تنتقل السوق الصينية من عجز يقدر بـ300 ألف طن في 2014 إلى فائض مقداره 390 ألف طن في 2015. لكن انقطاع الإنتاج بسبب إضرابات في تشيلي والبيرو أو في إندونيسيا قد تدعم الأسعار التي قد تتجاوز 7200 دولار للطن بنهاية عام 2015. ووفقا لبيانات "روريترز" يبلغ الإنتاج العالمي من النحاس المصهور نحو 17.28 مليون طن، فيما يبلغ حجم الإنتاج المكرر 18.1 مليون طن، ويبلغ حجم الخام المستخرج من المحاجر 15.27 مليون طن. وتأتي شيلي في مقدمة الدول المنتجة لخام النحاس بإجمالي 3.58 مليون طن تمثل 23.4 في المائة من الإنتاج العالمي. وتأتي الصين في مقدمة الدول المنتجة للنحاس المكرر بإجمالي 6.3 مليون طن تمثل 34.8 في المائة من الإنتاج العالمي وتتصدر أيضا الإنتاج العالمي من النحاس المصهور بإجمالي 4.34 مليون طن أي بنسبة 25 في المائة من الإنتاج العالمي. وتتصدر والولايات المتحدة دول العالم من حيث استهلاك النحاس تليها الصين. وأنهت الأسعار العالمية للألمنيوم عام 2014 على ارتفاع 4 في المائة، حيث قلصت أسعاره مكاسبها في الثمانية أشهر الأولى من 2014 التي بلغت نحو 17 في المائة حينما سجلت 2119.5 دولار للطن، ومع سلسلة الانخفاضات التي شهدها المعدن في الربع الأخير من عام 2014 أنهى العام عند مستوى 1783 دولارا للطن أي بارتفاع 74 دولارا بنسبة 4 في المائة فقط. وتشير آخر التقديرات إلى أن إنتاج الألمنيوم زاد بنسبة 3.4 في المائة في تشرين الأول (أكتوبر) 2014 مقارنة بالعام السابق مدعوما بالإنتاج الصيني لكن المحللين يعتبرون أن ازدهار إنتاج الألمنيوم يسجل تباطؤا فيما يتوقع أن يزداد الطلب بفضل قطاع السيارات. تبقى معرفة ما إذا كان ذلك سيكون له وقع على الأسعار لأن أسعار الألمنيوم في السنوات الأخيرة ارتفعت خصوصا بسبب علاوات الانتظار في مستودعات سوق لندن المدفوعة من قبل مستهلكي المعدن. وتأتي الصين في مقدمة الدول إنتاجا واستهلاكا للألمنيوم، حيث يبلغ إنتاجها من الألمنيوم المصهور نحو 24 مليون طن تمثل 48 في المائة من الإنتاج العالمي. ويبلغ إنتاجها من الألمنيوم المكرر نحو 52 مليون طن تمثل 43 في المائة من الإنتاج العالمي، أما إنتاجها من خام البوكسيت فيبلغ 14 مليون طن وهو ما يمثل 6 في المائة. ويشكل استهلاك الصين من الألمنيوم نحو 20 في المائة من الاستهلاك العالمي. وتأتي أستراليا في المركز الثاني عالميا بإنتاج 19.55 مليون طن ألمنيوم مكرر تمثل 16 في المائة من الإنتاج العالمي وتليها البرازيل في المركز الثالث عالميا بإنتاج 11.25 مليون طن ألمنيوم مكرر بنسبة 9.1 في المائة من الإنتاج العالمي وتنتج 33.8 مليون طن من خام البوكسيت بنسبة 14.8 في المائة من الإنتاج العالمي. وتأتي أمريكا في المركز الرابع بإنتاج 5.3 مليون طن، تليها روسيا بإنتاج 2.9 مليون طن مكرر و 3.57 مليون طن من الألمنيوم المصهور و7.9 مليون طن من خام البوكسيت. وأنهت أسعار الرصاص العالمية عام 2014 على انخفاض نسبته 16 في المائة وذلك بعد تسارع وتيرة الانخفاض في الربع الأخير من عام 2014 حيث سجل المعدن 2.2 في المائة تراجعا فقط خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2014. وأنهت أسعار القصدير العام على انخفاض11 في المائة عند مستوى 19370 دولارا للطن، فيما ارتفعت أسعار الزنك 7 في المائة عند مستوى 2186 دولارا للطن.