تأمل فرق البحث عن الطائرة التابعة لشركة الطيران الماليزية "اير ايجا" التي تحطمت في بحر جاوا، في تحقيق "تقدم مهم" بمشاركة منتظرة لمحققين فرنسيين بينما تم انتشال 22 جثة حتى الآن وعثر على مزيد من قطع الحطام أهمها ذيل الطائرة الذي تم اكتسافه أمس. والمحققون الفرنسيون التابعون لمكتب التحقيقات والتحليلات لسلامة الطيران المدني مزودون خصوصا باجهزة لرصد الاصوات في الاعماق من اجل العثور على اشارات تسمح بالعثور على الصندوقين الاسودين للطائرة. وعثرت سفينة تابعة للبحرية الاندونيسية أمس على ذيل طائرة "إير آشيا"، وذكر قبطان السفينة يايان سوفيان في تصريحات لقناة "مترو" التليفزيونية "استطعنا رصد ذيل الطائرة باستخدام الموجات فوق الصوتية (السونار)". وأضاف أن ذيل الطائرة عثر عليه في قاع المحيط على عمق 29 مترا. وصرح مسؤول بوكالة البحث والانقاذ الاندونيسية أنه تم العثور على ثماني جثث أخرى من ضحايا حادث طائرة شركة "إير اشيا" التي سقطت قبالة السواحل الاندونيسية، لترتفع بذلك حصيلة الضحايا الذين تأكدت وفاتهم إلى 22 شخصا. وقال سويادي سوبريادي المسؤول بالوكالة الوطنية الاندونيسية للبحث والانقاذ خلال مؤتمر صحفي جرى بثه تلفزيونيا "العدد الاجمالي للجثث التي عثر عليها هو 22". وكانت طائرة الايرباص ايه320-200 تقل 162 شخصا عندما فقدت الاحد الماضي بعيد اقلاعها من مدينة سورابايا الاندونيسية متوجهة الى سنغافورة. وبعدما واجهت احوالا جوية سيئة تحطمت الطائرة في بحر جاوا قبالة سواحل جزيرة بورنيو حيث ادى الطقس السئ والامواج الى توقيف عمليات البحث عن الضحايا وجسم الطائرة وخصوا الصندوقين الاسودين الاساسيين للتحقيقات. وقال مكتب التحقيقات والتحليلات الفرنسي لسلامة الطيران المدني ان محققيه "مزودون وسائل رصد تشمل خصوصا اجهزة لكشف الاشارات الصادرة عن الصندوقين الاسودين". وصرح مدير عمليات البحث والانقاذ الاندونيسي بامبانغ سوليستيو في مؤتمر صحافي ان 29 سفينة و17 طائرة تشارك في عمليات البحث، مشددا على "مهمتين اساسيتين" حاليا. واضاف ان "المهمة الاولى تقضي بتحديد مكان الجزء الاكبر من الطائرة والثاني هي العثور على الصندوق الاسودين او اجهزة تسجيل الرحلة". واوضح ان هذه المهمة الثانية "ستقوم بها اللجنة الوطنية لسلامة النقل". وتابع سوليستيو ان "غطاسين على السفينة باندا اتشيه ينتظرون الامر للغوص في هذه المنطقة من اجل تحديد مكان جسم الطائرة وآمل ان نتمكن من تحقيق تقدم مهم". وتم انتشال الجثث والعثور على قطع الحطام في منطقة صغيرة نسبيا مما يشير الى ان حطام الطائرة ليس بعيدا، على حد قول مسؤول آخر عن عمليات البحث اس بي سوبريادي. وقال للقناة التلفزيونية الاندونيسية متروتيفي "عثرنا على اجزاء من الطائرة قد تكون لجناح او من داخل الطائرة". وعرض قطعة من الخشب طولها 1,5 متر وعرضها متر. لكنه اضاف ان قطعة معدنية عثر عليها في المنطقة تبين ان لا علاقة لها بالطائرة، موضحا انها عائدة لسفينة غرقت في بحر جاوا. وفي اعماق بحر جاوا حطام عشرات السفن الحديثة او التي تعود الى الحرب العالمية الثانية التي شهدت خلالها المنطقة معارك حملة المحيط الهادىء خلال الغزو البحري الياباني الذي انزل هزيمة ساحقة ببحرية القوات الحليفة مطلع اربعينيات القرن الماضي. ويرجح الخبراء الذين يحاولون تفسير هذه الكارثة الجوية ان يكون الطيار نجح في القيام بهبوط اضطراري على سطح المياه قبل ان تغرق الطائرة بسبب الامواج العالية. وكانت طائرة "اير ايجا" تحلق على ارتفاع 32 الف قدم (9800 متر) حين طلب الطيار من برج المراقبة تحويل مسار الرحلة لتجنب عواصف. وتم السماح له بذلك لكن لم يمنح الاذن بالارتفاع على الفور بسبب حركة ملاحة جوية كثيفة، لكن الطائرة كانت قد اختفت عن شاشات الرادار بعيد ذلك. من جهته، وزير النقل الاندونيسي السابق عثمان سيفي جمال انه مقتنع بان العثور على باب مخرج الطوارئ يشير الى ان "شخصا ما قد فتحه". واضاف ان الركاب قد يكونون انتظروا احد افراد الطاقم لكي يشغل قارب انقاذ مطاطي قبل ان تضرب موجة عالية الطائرة وتغرقها. وتابع "ان امواجا عالية قد تكون ضربت الطائرة ومقدمتها واغرقتها". وبحسب الاجراءات المرعية فانه يجب اجلاء كل الركاب من الطائرة في غضون 90 ثانية. ولا يمكن تحديد اسباب الحادث قبل العثور على الصندوقين الاسودين. ويفترض ان تتيح معرفة لماذا لم يكن المرشد اللاسلكي تحت المياه يعمل. واذا تم العثور على جهاز تسجيل المكالمات في قمرة القيادة، فسيمكن معرفة تفاصيل اخر اللحظات على متن تلك الطائرة. وكانت 2014 سنة سوداء للطيران المدني في ماليزيا اذ فقدت الخطوط الماليزية طائرتين غير طائرة شركة "اير ايجا".