طالب ملاك المباني في المنطقة التاريخية بمدينة جدة، والتي تم تسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي خلال العام الماضي، بضرورة اعتماد إنشاء صندوق خاص يعمل على دعمهم وكذلك دعم المستثمرين من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للحفاظ على عملها وازدهارها في المنطقة. وأوضح أحد ملاك المباني التاريخية الموجودة بحارة اليمن عبدالعزيز غراب أن على الجهات المختصة الالتفات إلى ملاك بيوت المنطقة التاريخية، وأن تعمل على إيجاد صندوق خاص لدعم الملاك والمستثمرين من المؤسسات المتوسطة والصغيرة للاستثمار في المنطقة التاريخية. وأشار غراب إلى أن الجهات المعنية نفذت العديد من المشاريع التطويرية والمبادرات الهادفة في المنطقة، مبيناً أن الملاك والأهالي يحملون على عاتقهم العمل الكثير للمشاركة في إنجاز مشروع التطوير وفق الخطط المرسومة وبالمستوى الذي يلبي طموحات المواطنين والملاك. وحمّل غراب رجال الأعمال والقطاعات الحكومية والخاصة دوراً مهماً للإسهام في دعم مشاريع تأهيل التراث العمراني بالمنطقة التاريخية، وذلك بجانب الجهود والمشاريع التي تنفذها محافظة جدة والهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع أمانة جدة. وبحسب المصادر المعرفية فقد بلغ عدد الأسر التي قطنت في المنطقة التاريخية أكثر من 536 أسرة، إذ يعتبر طــارق باجــوه، وهو يمتـلك مبــنى في المنطقة التاريخية، أن هذه الأسر تشــكل شريان الاقتصاد في مدينة جدة، وهم الآن أرباب الأموال والاقتصاد والحـياة المجتمعية. وأضاف باجوه « إن عمر الأسر التي سكنت جدة وما زال لهم أحفاد موجودون في المنطقة التاريخية تتراوح ما بين 200 و 300 عام وهو تاريخ طويل شهدت فيه المنطقة التاريخية العديد من التغييرات الاجتماعية والسياسية» وبينما تستعد المنطقة التاريخية لإطلاق مهرجانها «شمسك أشرقت» خلال الأسابيع المقبلة، يرى عبدالقادر باشا، أحد ملاك المباني في تاريخية جدة، أن المهرجان له الأثر الأكبر في عودة الروح إلى المنطقة وإعادة التاريخ من جديد، لاسيما وأن المنطقة تحتوي على العديد من الآثار والمعالم القديمة التي يقدر عمرها بآلاف السنين. وحول عودة «مركاز الحارة» الذي يجتمع فيه ملاك المباني وأهالي الحي في أرجاء المنطقة، قال إن تفعيله جاء نتيجة إلى اهتمام الجهات المعنية بالمنطقة وتنفيذ جملة من المشاريع التطويرية. ... و«الأمانة» تواصل استكشاف عين « فرج يسر» الأثرية < يواصل فريق مشكل من أمانة محافظة جدة عمله في استكشاف عين « فرج يسر» الأثرية والتي توجد في سوق العلوي بالمنطقة التاريخية، إذ بدأت مسارات العين تظهر من خلال وجود الحجر المنقبي، وتم تحديد مكان العين، وكذلك العثور على قطع أثرية ونقدية مدفونة داخل الأرض. وأوضح رئيس بلدية جدة التاريخية المهندس سامي نوار أن عمر العين الأثرية يقدر بنحو 500 عام، مبيناً أن العين لها أسماء شهيرة وبنيت لتوفير المياه الصـــالحة للشرب لسكان المنطقة التاريخية. وأفاد نوار بأن الأمير ماجد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-، وجه إبان توليه إمارة منطقة مكة المكرمة بتنفيذ عملية البحث والاستقصاء عن العين، وذلك على نفقة صندوق الأمير ماجد الخيري، بعد أن دل على مكانها أحد أبناء المنطقة لتكون واحدة من الآثار والكنوز التي تزخر بها تاريخية جدة. وأضاف نوار أنه تم تكوين فريق عمل من ستة معلمين من أبناء ومقاولي المنطقة التاريخية، ونفذوا أربعة اختبارات للكشف على العين، إذ ظهرت في المرحلة الخامسة التي تحتوي على الحفر وإزالة التراب قاعدة العين وكان ذلك خلال عام 1414 هـ، منوهاً بأنها لم تكن دليلاً كافياً على وجود عين أثرية حتى ظهرت عقود دائرية أكدت لفريق العمل وجودها.