تطالعنا الاخبار من حين لآخر بالعديد من القصص والحكايات عن تجاوزات وسلوك كثير من السائقين مع النساء والاطفال سواء كان بالتحرش بأنواعه أو سوء التعامل.. ثم حوادث السير القاتلة التي يروح ضحيتها ابرياء وضعتهم الصدف فقط في سيارات يقودها متهورون غير نظاميين. نظرة واحدة وتمعن في تلك القصص والحكايات التي لا تنتهي فصولها تشير إلى أن معظم الجناة هم ممن يعملون في المشاوير الخاصة لا سيما للطالبات والمعلمات والموظفات. بعلم الكفيل «أحمد» مقيم عربي يمتهن العمل في سيارته الخاصة لنقل المشاوير الخاصة حيث يركز نشاطه على الطالبات في الجامعات والمعاهد والكليات ويقول انه يعمل في هذا المجال بالاتفاق مع كفيله وبعلمه مقابل خدمته بالمجان ويعتمد على ريع المشاوير الخاصة كأجر شهري «في كثير من الاحيان استأجر سيارة جديدة بموافقة كفيلي تلبية لرغبة الزبائن، فهناك من يفضل السيارات الحديثة والجميلة خاصة ان كانت المشاوير لمناسبات اجتماعية او للجامعة وبالتالي فالسيارة الجديدة مطلوبة لإرضاء الزبون ووجاهته الاجتماعية المطلوبة وهو امر تحرض عليه الطالبات اكثر من غيرهن». يذكر احمد انه في كثير من الاحيان لا يستطيع تلبية كل طلبات الزبائن ومنها بالطبع مشاوير الكفيل فضلا عن ان المؤسسات العاملة في نقل الطالبات لا تجد الاقبال المناسب عكس ما هو الحال له. مشيرا الى أن عمله بهذه الطريقة تغني كفيله عن دفع راتبه وتوفير مسكن له مقابل الحصول على مشاوير مجانية. تعاهد وثقة «ميار» سائق مشاوير خاصة من شرق آسيا مقيم في المملكة منذ 35 عاما تجول خلالها على كثير من المدن ويعرف كل شيء عن طرق ودروب مدينتي جدة ومكة المكرمة، كما خبر خلالها الشوارع والاحياء الرئيسية ومواقع الدوائر الحكومية والخاصة. ويصف مجال عمله انه سهل ومريح ويتم بالتراضي مع الكفيل.. فالمشاوير الخاصة حسبما يقول توفر له الاجرة الشهرية وكلفة السيارة. ويضيف «هناك اجراءات تتم مع الكفيل تضمن له عدم تحمل تبعات المخالفات او الحوادث وكل هذه الاجراءات لا يمكن ان تتم الا بوجود «الثقة» بين الطرفين فالثقة عامل مهم في العمل بهذه الطريقة سواء مع الكفيل او مع الزبون». ميار يقول انه محظوظ للغاية اذ لم يقع في ايدي رجال المرور طوال عمله في المهنة فهو يتفادى نقاط التفتيش التي يعرفها جيدا كما انه لا يعمل الا في اوقات الذروة حيث الزحام وصعوبة التفرقة بين السائق الرسمي والمزيف. ويقول «لاتنسى ان رجال المرور يتجنبون لدواع اجتماعية ايقاف السيارات التي تحمل عوائل الا لضرورة امنية». في حالات الضرورة المواطن فايز الجبرتي يرى ان معظم -إن لم يكن جميع الاسر- التي تتخذ من الليموزين او السيارة الخاصة وسيلة للتنقل في أمس الحاجة لهذه الخدمة الا ان السيارة بحد ذاتها ليست وسيلة ترفيه. فهناك من الاسر من ليس لها عائل.. زوج او اخ او ابن كبير او أي محرم يلبي احتياجاتها اليومية ولربما ليس باستطاعة هذه الاسر شراء سيارة تكفيهم مشقة التنقل والوقوف في انتظار ليموزين او سائق يعمل لحسابه الخاص. فاذا كان الحال كذلك فما المانع في التنقل بالليموزين او السيارة الخاصة اذا كانت الاسرة معسرة وليس لها عائل؟ ويضيف الجبرتي: ومع ذلك يجب ألا تكون حاجتنا الملحة للتنقل سببا في خسارة القيم فهناك ضعيفو نفوس يستغلون احتياجات الناس خاصة النساء والقصر ويجب التمعن في اختيار السائق ومعرفته جيدا.. ولا يجب ايضا ان تستقل المرأة أي وسيلة نقل لاسيما الخاصة درءا للشبهة واحتياطا من الحوادث. تحرش وخلوة سعد حمادي يتحدث عن القصص والحكايات التي تروى عن حالات الخطف والتحرش والاعتداء والخلوة وكل ذلك يستدعي الانسان أن يقي نفسه واهله عن مواطن الشر والفتن. وقال: لماذا لا تؤخذ الاحتياطات اللازمة ان كان لابد من استقلال سيارة ليموزين او باصات وسيارات خاصة بشكل يومي كأن يعرف كفيل السائق وعنوانه ومعارفه ايضا.. انا اتحدث عمن لا عائل لها ومن ليس باستطاعته استقدام سائق على كفالته اما من لديها العائل.. ومن له المقدرة على استقدام سائق معروف وحسن السيرة فلماذا يوقع نفسه في هذا الإشكال؟ علاقات محرمة في فترة سابقة نقلت اكثر من وسيلة اعلامية اعلان هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في محافظة الاحساء ضبط سائقي مشاوير خاصة، استغلا عملهما في إنشاء علاقات محرمة مع نساء، وابتزازهن. وكشفت المصادر أن الهيئة تلقت بلاغاً من نساء عن تعرضهن للابتزاز من سائقي المشاوير الخاصة، وبعد رصد من الفرق الهيئة جرى ضبط الرجلين وتحويلهما الى الجهات المختصة تمهيداً لإحالتهما للقضاء. هذه القصة تشابهها العديد من القصص التي وقعت في كثير من المناطق، والتي تؤكد تفاقم ظاهرة التستر على السائقين المخالفين للأنظمة ومستوى الجرائم التي اقترفت بحق العديد من الاسر التي وضعت ثقتها وسلمت اعز ما تملك الى «سائق». خادمة مع السائق الدكتور حسن الازيبي استاذ الفقه المقارن في جامعة ام القرى علق بالقول: السائق اصبح مطلبا ملحا لدى كثير من الاسر وخاصة العاملة منها واذا اردنا النظر الى الحكم الشرعي في جواز ركوب المرأة مع سائق بمفردها فإنه يجب التفريق بين مسألتين: اولاهما.. هل يتم تنقل المرأة مع السائق داخل المدينة ام خارجها فاذا كان خارج المدينة فان ذلك لا يجوز بإجماع الادلة. اما داخل المدينة فإنه يجوز للمرأة التنقل مع سائق اذا اضطرت لذلك والافضل ان تكون معها خادمة. وأضاف: معظم الاسر التي تمتلك سائقا لديها خادمة وفي كثير من الاحيان تكون الخادمة زوجة للسائق وعلى أي حال يجب ان يكون خروج المرأة مع السائق مشروطا بقضاء حاجة كأن تكون موظفة او ليس لديها محرم يقوم بايصالها او قضاء احتياجها في التنقل. وأود ان اشير الى أن على الاسر التي لديها آباء وأبناء ان يستشعروا المسؤولية في توصيل امهاتهم وأخواتهم بدلا من الاعتماد في ذلك على السائق. شبهات وتهلكة الازيبي يواصل ويضيف: اما مسألة تنقل المرأة وحدها مع سائق مشاوير خاصة، فهذا امر لا يجوز وعلى المرأة ان تتقي الله في نفسها وألا تلقي بنفسها للتهلكة والشبهات، فرسول الله صلى الله عليه وسلم اشرف الخلق كان في مسجده ومع زوجته صفيه، وشاهده صحابيان من الأنصار، فلما رأيا النبي -صلى الله عليه وسلم- أسرعا، فقال عليه الصلاة والسلام: (على رسلكما انها صفية بنت حيي فقالا: سبحان الله يا رسول الله، فقال: ان الشيطان يجري من الانسان مجرى الدم، وإني خشيت ان يقذف في قلوبكا سوءا). فهذا الحديث الشريف سراج منير لكي نبتعد عن كل شبهة وحري بالمرأة المسلمة الحفاظ على نفسها واسرتها من الشبهات، وان تحتاط لدينها، كما أن على قرابتها وكل مسؤول عنها التيسير لها في مسألة التنقل وهي مسؤولية المجتمع ككل في الدفاع عن شرف المرأة المسلمة في كل مكان.