×
محافظة المنطقة الشرقية

السعودية تستضيف المؤتمر العالمي لسرطان الثدي

صورة الخبر

ماكينة المشروبات الساخنة في مكتبة الجامعة تخرج له كوباً من القهوة بالحليب بعد أن ألقمها النقود. الرشفة الأولى كانت تختلف عن سابقاتها. قهوة هذا الصباح كانت بلا سكّر.. وهو يفضلها حلوة. بدأ ينظر حوله.. راح يحدث نفسه: حين تطلق لناظريك حريتهما يستفزك كل شيء.. تتلفت تستكشفه. قال ذلك مبرراً ما يراه من بعيد وظل يصوب نظره إلى شعرها الذهبي المموج.. شده لرؤيتها من المقدمة. عاد يحدث نفسه من جديد: الوجه.. أجمل ما في المرأة.. لماذا أبحث عنه إذا لم يكن سر الفتنة ومكمن (الخطورة)؟ نعم.. كانت (خطيرة). هذه السقطات تحدث كثيراً خاصة في هذا المجتمع (المفلوت). ستقول لي غض بصرك. إنني أحاول (يا تقي).. أنجح أحياناً وأخفق كثيراً.. أشعر بسعادة كبيرة حين أنجح في كبح هذا الفضول المبرر.. ويغشاني كدر واضطراب حين أفشل. الذي يأتي إلى هذا البلد بلا زوجة كالذي يخرج إلى الشارع بلا (أنبريلة). النساء عندهم كـ (المطر).. و(الأنبريلة) يوم صالحة.. وأيام كثيرة ليست في الخدمة. خرج خالد في ذلك اليوم بمزاج مقلوب.. قابلته (أريكا).. هاي (كالد). تنهد.. خرج شيئاً من ذلك الحمأ الذي يشتعل في داخله.. أجابها بتلعثم: هاي. عبر الشارع العام ليجد مجموعة من الطالبات، من بينهن بدت (ماري) التي كانت معه في إحدى المحاضرات.. نظرت إليه بفرح وصاحت (كالد) وسطت ابتسامات رفيقاتها، ثم أردفت في بصوت أنثوي فاتن: (هاو آر يو). رد باستحياء عربي أصابته الأنواء: (فاين).. وواصل سيره إلى الجامعة. وأخذ المطر ينزل بكثافة.. درجة الحرارة كانت تحت الصفر.. ولكنه كان يحمل فيضاً من المشاعر الدافئة.. تحول يحدث نفسه بـ (الإنجليزية) منتعشاً بالمطر الذي يبلل رأسه وملابسه: الناس هنا (فري فرندلي).. ضحك وضحك القرين.. قال ساخراً: ربما أراد أن يعبر عن رضاه عني؛ ربما لأنني كنت متسامحاً كما يحب الغربيون أحاول أن أخرج من أجواء العربية التي أعيشها بإغراق كلما عدت إلى البيت واجتمعت بـ (المدام). هم اللغة، وهم الخلاف على أتفه الأسباب ما زال يسكن هذا البيت. (العربية) تعانده.. (لم تكن تخبز على التنور).. حالة الاضطراب التي يعيشها كلما اتسعت مسافة البعد بينه وبينها تزاد حدة كلما التقت عيناه بعيون (ماري) و(أريكا) ورفيقاتهما. راح يبحث عن حل يتقي به هذه الأمطار المحملة بالعناء.. عاد إلى البيت يحمل رغبة صادقة تنازل فيها عن كبريائه كي تعود المياه إلى مجاريها.. لن تعتذر المرأة.. حقيقة لا بد أن يدركها الرجال.. لم يكن أمامه سوى أن يبدي الولاء والسمع والطاعة لأميرة (القفص).. يسألها السماح.. بل وإيقاع أقصى عقوبة تحميه من ذلك المطر المتعب.