لم يدر في خلد سيدة سعودية كانت حاملا بتوأم أن سوء التشخيص ومتابعة الحمل، سيجعلانها تخسر مولوديها ورحمها كذلك. هذه المرة كانت الباحة هي الوجهة، إذ يواجه مستشفى الملك فهد هناك تحقيقا بسبب شكـوى تقـدم بها مواطـن يتهمه بارتكاب خطأ أدى إلى استئصال رحم زوجته، بحسب متحدث صحة الباحة أحمد الزهراني. القصة، كما جاءت على لسان المواطن دهري الغامدي، بدأت في الشهر الخامس من الحمل، حينما اكتشف الأطباء أن زوجته حبلى بتوأم، لافتا إلى أنه في الشهر السادس من الحمل أخبره الطبيب المعالج أن أحد الأجنة لا يظهر في الأشعة، مرجعين ذلك بعد إجراء المزيد من الفحوص إلى أنه "تحلل بعد وفاته"، وطمأنوه حينها أنه لا توجد مشكلات أو عواقب لذلك. ويستمر الغامدي في سرد تفاصيل ما حدث لـ"الوطن" بالقول: إنه في الشهر الثامن من الحمل وخلال مراجعة دورية، سارع الأطباء إلى إدخالها غرفة العمليات، وأجريت عملية استخرج خلالها الجنين الميت، والمولود الثاني في حالة سيئة، فيما جرى لاحقا إكراه الزوج على توقيع موافقة على استئصال رحم زوجته لوجود نزيف حاد، وهو ما استدعى مكوثها عشرة أيام في المستشفى، ثلاثة منها في العناية المركزة، إذ توفي في تلك الفترة المولود الآخر نتيجة تردي وضعه الصحي. لم تكد قصتا سولاف وميار اللتين تعرضتا لخطأين طبيين في نجران تجفان، حتى برزت قصة جديدة في الباحة، إذ تقدم مواطن بشكوى إلى وزارة الصحة متهما مستشفى الملك فهد بالباحة بارتكاب خطأ أدى إلى استئصال رحم زوجته. في الوقت نفسه وجه مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الباحة حسين الراوي الرويلي بدراسة الشكوى. يقول المواطن دهري الغامدي لـ"الوطن"، أمس "اكتشف الأطباء حمل زوجتي بتوأم في الشهر الخامس، وفي الشهر السادس أخبرني الطبيب المعالج أن أحد الأجنة لا يظهر في الأشعة، طلبت إجراء مزيد من الفحوصات لمعرفة السبب، إلا أنهم أرجعوا ذلك إلى تحلله، وطمأنوني أنه لا توجد مشاكل أو عواقب لذلك، وفي الشهر الثامن ذهبت بزوجتي إلى المستشفى في مراجعة دورية، فأدخلوها غرفة العمليات، وأجريت لها عملية استُخرج فيها جنين ميت، وولد طفل في حالة سيئة، ثم أودعت زوجتي ومولودها في العناية المركزة، بعد ساعات أكرهني المستشفى على التوقيع بموافقتي على استئصال رحم زوجتي، مبررين ذلك بوجود نزيف حاد فشلت جميع المحاولات لإيقافه". وأوضح الغامدي أن "عملية استئصال الرحم نتج عنها قطع بمثانة زوجتي استلزم مكوثها في العناية المركزة ثلاثة أيام، ثم أخرجت لتظل في التنويم لمدة أسبوع، في هذه الأثناء توفي مولودها، وجرى إخراجها دون تبرير ما حدث". وأكد الغامدي أنه رفع شكوى لصحة الباحة، إلا أنها تجاهلتها ـ حسب قوله ـ فتقدم بأخرى إلى وزير الصحة الدكتور محمد بن علي آل هيازع ، أشار فيها إلى أن المستشفى تجاهل استخراج الجنين الميت في الشهر السادس، وعند استخراجه في الشهر الثامن تسبب ذلك في إصابتها بالنزيف. من جهته، قال المتحدث الرسمي لصحة الباحة أحمد معيض الزهراني لـ"الوطن" إن "الزوجة راجعت عيادة الحوامل، وشخصت حالتها من قبل استشاريين بأنها حامل بتوأم أحدهما متوفى، وذلك أن المشيمة تسبق الجنين، وهذه من الحالات الصحية التي تتعرض فيها المرأة إلى نزيف شديد، وتنتهي عادة باستئصال الرحم نتيجة الالتصاق الشديد للمشيمة في جدار الرحم". وأضاف "بالنسبة للجنين الذي توفي ولم يظهر في الأشعة أفاد الطبيب المعالج أنه من الناحية الطبية إذا توفي أحد التوائم في الشهور الأولى يضمر، وإذا بدا في الأشعة يظهر ككتلة مجردة صغيرة لا تتناسب مع حجم الجنين العادي". وتابع الزهراني قائلا "في المراجعة الأخيرة كانت الزوجة من قبل الاستشارية كحالة طارئة، إذ كانت تشكو من نزيف، إضافة إلى ضعف في نمو الجنين، وأجريت لها عملية قيصرية، وبعد إزالة المشيمة كان هناك نزيف بسيط، وما لبث أن استمر وازداد، فتم تزويد المريضة بكميات من الدم ومكوناته، واتخذت كل الإجراءات اللازمة لإيقاف النزيف ولكنها فشلت، وكانت الوسيلة الوحيدة المتاحة لإنقاد حياة السيدة استئصال الرحم، فقمنا بذلك، بعد مشورة الزوج". وأكد المتحدث الرسمي لصحة الباحة أن مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الباحة حسين الراوي الرويلي وجه بدراسة شكوى المواطن.