دعت الكاتبة الصحفية هالة القحطاني، إلي تبني مبادرة إنشاء متحف الشهداء التاريخي يعنى بتكريم وتوثيق ملاحم الشهداء، ورصد حجم تضحياتهم في سبيل الحفاظ على سلامتنا وسلامة أبنائنا وأمن هذا الوطن. وقالت القحطاني، في مقال لها بجريدة "الشرق"، الأربعاء (31 ديسمبر 2014): "لطالما راودتني أمنية تبلورت في ذهني كمبادرة وطنية ضخمة تبحث عمن يتبناها، أو على الأقل يتشارك في إخراجها إلى أرض الواقع، ولن يحدث هذا إلا بعد أن تكبر المسؤولية الاجتماعية المشتركة تجاه الشهداء". وأضافت: "على أن يتميز هذا المتحف بمميزات فنية وتقنية رفيعة، تصنع منه تحفة معمارية وتُضاف كواحدة من المعالم الجمالية في المملكة، ويتكون من عدة طوابق يضم في أحدها (مركزًا لخدمة أسرة الشهيد) يحوي تحت سقفه جميع الخدمات التي تحتاجها الأسرة، لتسهل وتخفف عناء مراجعة الدوائر الحكومية". وتابعت الكاتبة: "ويخصص أكثر من طابق بالمتحف ليمثل ميدان الشرف، تُعرض على جدرانه صور مضيئة للشهداء، وتحتها شاشة تعرض قصة كل شهيد بمجرد الضغط على زر أسفل كل صورة، لِتَسرد جزءًا من حياته، ومعاناته، وأحلامه، وطموحاته، وإنجازاته، وتنتهي بالمعركة التي استشهد فيها؛ إذ لا بد أن تأتي قصة كل شهيد كملحمة منفصلة من ملاحم النضال، التي ينبغي أن توثق في تاريخ المملكة، وتنقش على جدرانه لتملأ ذلك المتحف وتُسجل في الذاكرة لكي لا ننسى". وأكدت ضرورة توظيف المتحف بطريقة حديثة تعزز بإقناع معنى الوطنية، ويرتب لزيارته مثلاً رحلات مدرسية تستهدف فيها جميع المراحل، خاصةً الصفوف التي يدرس بها أبناء وبنات الشهداء، ليشعروا بالفخر وبحجم ما قام به آباؤهم. واستطردت أن المتحف سيبقى شاهدًا على العصر، ويوثق قصص خيرة الرجال ويوضح في الوقت نفسه أن الحفاظ على أمن هذه البلاد وحمايتها من الاختراق لم يكن بالمشوار الهين قط، بل كان الطريق لتحقيق ذلك محفوفًا بالمخاطر، التي تصدى لها رجال شرفاء أبوا إلا أن يكونوا جزءًا من سياجها المتين.