من ضمن وسائل الجذب السكني في الغرب عامة وإنجلترا خاصة، عند الإعلان عن شقة سكنية، أن يذكر الإعلان وجود بوّاب وبدوام كامل. فسكان العمارة يرتاحون لوجود رجل خلف منضدة يتفحص القادمين والسائلين، ويمد يد العون للساكن، ويُحييه صبح مساء. المتتبع للحياة الحضرية في الجزيرة العربية سيجد أن مهنة البواب مهنة طارئة. عرفناها لمرحلة قصيرة ثم اختفت. وهي - أي مهنة البواب - في مصر لها مقام كبير. وسمعت أنهم يتوارثونها، وربما أنها جاءتهم مع الإنجليز حيث لايزال البواب "البورتر" يمثل هيبة العمارة وأهلها. وتظهر في الإعلانات أن العمارة الفلانية فيها PORTERAGE. كذلك في فرنسا، ال .. "كونسيارج". ومن الأشخاص المحيطين بالبشر، الخباز الذي يعرف أهل الحارة ويحييهم بأسمائهم. وجاء في اللغة الإنجليزية مصطلح Baker’s Dozen أي درزن الخباز. وتعني الرقم 13لأن الخباز كان يجامل أهل الحارة ويحرص على أن يزود الدرزن خوفاً أنه أخطأ في الحساب. فيكون إلى جانب المتأكد من أن المشتري أخذ حقه. وكان البواب في إنجلترا وفرنسا، وكذلك الخباز هما إرشيف الحي. ولا يستغني عنهما أي قادم أو غريب. وفي فرانكفورت بألمانيا تحدث الناس عن امرأة اعتبروها أول بواب واسمها السيدة هايكه وينجنفيلد، ويذكر ان وينجنفيلد 45 عاماً تشغل هذه المهنة منذ 21 عاماً وتحتفظ بميزة أنها أول امرأة تعمل حارسة بوابات في فرانكفورت وعلى الرغم من أنها تتميز بطول القامة حيث يبلغ طولها أكثر من ستة أقدام إلا أنها تتمتع بأنوثة بادية فهي شقراء ورشيقة للغاية وكانت من قبل تعمل عارضة أزياء ذات أسلوب رائع. وكان من عادة البوابين والخبازين هواية مصادقة أهل الأدب الراقي، ويفاخر بمعرفتهم. بشرط أن لا تتأثر هذه المعرفة وتلك الصداقة بالاستحقاق والدخل وثمن الخدمة أو الرغيف. وورد في هذا الصدد شعر لبعض الشعراء النابهين: عرضتُ على الخباز نحو المبرّد وكتْباً حساناً للخليل ابن أحمد ورؤيا ابن سيرين وخط ابن مقلة وتوحيد جهمان وفقه محمد وأنشدته شعر الكميت وجرول بغُنة لحن للقريض ابن معبد فلم يُغنه في كل ما قد ذكرته سوى درهمٍ ناولته كان في يدي لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net