نحن نعرف كذبة إبريل وتوقيتها وبأي يوم يتداولها الناس وهذا لا يعنينا ولكن ما نحن بصدده هو أكاذيبنا التي لا تتقيد بالزمان ولا المكان وهي شبه مفتوحة على مدار العام وبالتالي في الثمانينيات من القرن الماضي شاهدنا كذبة الملائكة تحارب إلى جانب ما يسمّى بالمجاهدين آنذاك وكيف انطلت على الملايين من الشباب والبسطاء وقتها وفقدنا الكثير من شبابنا حتى أصبحت سجون الغرباء هي موطنهم حتى الساعة. قبل 3 سنوات أراد بعضهم تكرار تجربة هذه الأكاذيب وخاصة في ثورة سوريا حيث بدأنا بنسج القصص الخيالية حول الملائكة الخضر الذين يحاربون إلى جانب الثوار محاولة منا بتكرار وتحريض الشباب كما فعلنا سابقاً ولكنها باءت بالفشل وعدم التصديق من قبل السواد الأعظم من شبابنا وهذا أمر طبيعي ومتوقع لأن جيل الألفية الثانية ليس هو جيل الثمانينيات. مع الأسف اليوم يأتينا نوع جديد من الأكاذيب والتي لم نتعود عليها من قبل وهي رؤيا سيدنا محمد صلَّى الله عليه وسلَّم في المنام ومحاولة بعضهم ترويجها في اليوتيوب وعلى صفحات التواصل الاجتماعي وبالتالي ربما تمتد هذه الرؤيا إلى الغد وتصبح مسلسلاً له بقية ولكن إذا صدقنا هذه الرؤيا من الحلقة الأولى وروجنا لها فمن المستبعد أن نرفض مشاهدة وتصديق آخر الحلقات التي أجزم أن نهايتها سوف تكون درامية غير محمودة العواقب، وتذكروا أن هذه الكذبة أو الرؤيا سمّها ما شئت ليست بعيدة المضمون والهدف عن كذبة رؤيا الرئيس المخلوع مرسي عندما كان يصلِّي مع سيد الخلق صلَّى الله عليه وسلَّم التي استهزأ بها أشقاؤنا المصريون واعتبروها افتراءً وطالبوا بمحاسبة من أطلقها ولكن لماذا لا نحاسب من يطلق هذه الأكاذيب والشائعات بيننا؟!.