×
محافظة الباحة

انتحار "ثلاثيني" شنقاً من أعلى منزل بـ"خالدية المخواة"

صورة الخبر

بعد موافقة المقام السامي على إعادة استخدام المدفع الصوتي في المدينة المنورة بدءا من شهر رمضان المبارك للعام الهجري الجاري 1436، أكد الأهالي أن المدفع يعد إرثا تاريخيا تناقلته الأجيال جيلا بعد جيل، فيما تأتي الموافقة الكريمة في ضوء ما رفعه صاحب السمو الملكي اﻷمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية بناء على ما رفعه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة بشأن رغبة أهالي المدينة المنورة بإعادة استخدام المدفع الصوتي في المدينة المنورة خلال شهر رمضان المبارك، أسوة باستخدامه في منطقة مكة المكرمة. وجاءت موافقة المقام السامي تحقيقا لتطلعات أهالي المدينة المنورة وحرص واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة بالتراث والموروث المديني الذي تحتضنه طيبة الطيبة، ودعما لاستمرار المكتسبات الدينية والتاريخية للمدينة المنورة. وأوضح المؤرخ المعروف والباحث في تاريخ المدينة المنورة الدكتور تنيضب الفايدي أن عودة المدفع للعمل ليكون وسيله لبدء الإفطار والإمساك في السحور بشهر رمضان بعد صمت دام لأكثر من عشرين عاما، تعيد للأذهان العديد من الذكريات الدينية الجميلة في الشهر المبارك، مضيفا أن لطيبة مدفعين، أحدهما على جبل سلع، والآخر على قلعة قباء التاريخية على ثلاث فترات في شهر رمضان المبارك، حيث يشعل مؤذن الحرم النبوي الشريف قنديلا أحمر في الجهات الأربع من المنارة الرئيسية المجاورة للقبة الخضراء، فيراها القائم على المدفع فيعلن وقت الإفطار، وهكذا بقية الأوقات. وأضاف الفايدي: اقترن الشهر الكريم بصوت المدفع، حيث يطلق من موقعين في المدينة المنورة، الموقع الأول: يغطي الحرم والحارات والأحوشة التي تحيط بالحرم، وكان مكانه على قمة جبل سلع، أما الموقع الثاني فهو قباء، حيث يغطي قباء وما حولها، إذ كانت تفصلها مسافة عن المدينة المنورة، كما يعلن صوت المدفع قدوم رمضان ووقت الإفطار والسحور، وقدوم العيد. وللمدفع ذكريات لدى أهالي المدينة - والحديث ما زال للفايدي - لاسيما الأطفال، حيث تشكل فرق منهم في الأحوشة (والحوش عبارة عن حارة صغيرة تتكون من عدة منازل لا تقل عن ثلاثة وقد تصل إلى عشرين منزلا) وكذا الحارات وتنشد هذه الفرق أناشيد محببة إلى النفس ترحب برمضان أو العيد، كما يرتبط صوت المدفع بذكريات النسيج الاجتماعي الموحد والعلاقات المترابطة بين الجيران وأبنائهم وبين أحياء المدينة، حيث يشكل سكان المدينة رابطة واحدة ولعل صوت المدفع يوثق هذه الرابطة، حيث الإفطار الجماعي والتآلف وتفقد الجيران ومن هم في حاجة إلى المساعدة، كما أن صوت المدفع إشارة إعلان الفرح وبدء الأناشيد من قبل الأطفال، لاسيما أوقات الأعياد، كما أنه إيذان بالبدء بأيام مباركة لتوثيق العلاقة بين الجيران، وتزداد المحبة والوداد بينهم ولاسيما بين أبنائهم وبناتهم، كما يزداد التعامل بينهم وثوقا من حيث التكاتف والتكافل والإخاء وتصبح كل حارة كأسرة واحدة. عدد من مواطني طيبة الطيبه أبدوا فرحتهم بعودة العبق التاريخي لهذا المدفع الشهير الذي قالوا إنه صديق أهل المدينة منذ أجيال عديدة، حيث قال خالد حبش «أشكر خادم الحرمين على هذه الموافقة التي أدخلت الفرحة على قلوبنا وجددت الذكريات مع واقع عايشناه بكل جمالياته ومعاني التآخي الحقيقية». وأضاف حبش «لمدفع رمضان ذكريات بالمدينة، حيث تعد الأمهات طعام الإفطار، فيما تعتمد هذه الوجبات على القلي بالزيت الحار، وخوفا من الأمهات على صغارهن يخرجونهم للحارة شريطة أن يعودوا عند سماع المدفع مباشرة، فيما تتعلق عيونهم على القنديل الأحمر بالمنارة الرئيسية للمسجد النبوي التي تعطي الإذن للمدفعي بإطلاقه إعلانا للإفطار أو الإمساك»، مضيفا أن الجميع كان ينتظر حلول عيد الفطر وأعينهم على اللمبة الحمراء فهي الشارة الوحيدة وقتذاك بدخول العيد، مثمنا موافقة المقام السامي التي أعادت للجميع ذكريات السنين الجميلة. ويؤكد المعلم رضا الزويتيني أن الموافقة من أسعد الأخبار إلى قلبه، متمنيا العمر المديد لخادم الحرمين الشريفين الذي أعاد ذكريات جميلة عاشها أهالي المدينة بكل تفاصيلها مع مدفع رمضان، فيما ثمن جميل القحطاني وتركي العوفي موافقة خادم الحرمين الشريفين، قائلين: إن مدفع رمضان له ذكريات جميلة، كنا نطرب لصوته لأنه كان يعلن عن رمضان والعيد وفي الإفطار وفي السحور وعودته أسعدت أهالي المدينة المنورة بشكل عام.