تعاني الكثير من السيدات خلال الفترة الأولى من الزواج من أنهن لا يستطعن الحمل، وفي الغالب تقوم الزوجة بعمل الفحوصات وأخذ الأدوية ظناً منها أنها السبب، متناسية أن من الممكن أن يكون زوجها هو الذي يحتاج لمثل هذه الفحوصات أيضاً، ولحل هذه المشكلة قامت الباحثة هدى موسى عمران بنشر ورقة بحثية في كتاب حديث يناقش العوامل الجزيئية المؤثرة على العقم عند الرجال في مملكة البحرين، وذلك لتعفي المرأة من إجراء تحاليل وفحوصات وربما عمليات لا تحتاجها. ويحتوي الكتاب الذي نشرته مؤسسة "لامبرت" الأكاديمية الألمانية على مجموعة من الأوراق البحثية المنشورة في مجلات طبية أوروبية، وقد استحقت ورقة هدى عمران النشر؛ لأنها تضع مجموعة من الحلول والطرق الجديدة لتشخيص مشكلة العقم عند الرجال عبر دراسة العوامل الجزيئية المؤثرة على ذلك، الأمر الذي يعفي المرأة من إجراء تحاليل لا تحتاجها؛ لأنها ليست المسؤولة عن مشكلة العقم أحياناً. كما يتحدث الكتاب الذي حمل عنوان "أسرار عقم الرجال" عن طبيعة الفحوصات الجزيئية التي تم تطويرها، وكيفية اختصار سلسلة الفحوصات والتحاليل التي يخضع لها الزوجان اللذان يعانيان من العقم لأي سبب كان من حيث الوقت الذي تستغرقه تلك الفحوصات والنتائج، وبالتالي اختصار مدة العلاج. وأشارت عمران إلى أن الدراسة المنشورة في الكتاب تعتبر أول دراسة في مملكة البحرين تعتمد الفحص الجزيئي في دراسة العقم عند الرجال، حيث وفرت الدراسة معلومات دقيقة عن أهم العوامل المؤثرة في خصوبة الرجال باستخدام تقنية الفحوصات الجزيئية، بالإضافة إلى تحديد العلاقة بين عقم الرجال والعوامل الاجتماعية والصحية والعادات عند الرجال، وذلك وفقاً لصحيفة "الوسط" البحرينية. وقالت عمران: "العقم مشكلة صحية شائعة يصاب بها نحو 15% من الأزواج في العالم، ويمثل عقم الرجال السبب الرئيسي لتأخر الإنجاب في 30% من حالات العقم، في حين يعتبر العامل الوراثي هو السبب في 20% من الحالات". يشار إلى أن الباحثة عمران هي طبيبة بشرية متخصصة في الأمراض النسائية والتوليد، وفازت ورقتها البحثية التي نشرها الكتاب بجائزة البحوث الطبية في دورتها السابعة في أكتوبر الماضي. الجدير بالذكر، تشير الدراسات إلى أن العقم هو عدم القدرة على الإنجاب بعد سنة على الأقل من ممارسة الحياة الجنسية الطبيعية دون استعمال أي موانع للحمل