×
محافظة الرياض

مشروعات تصريف السيول.. «متأخرة»!

صورة الخبر

Follow الوَصيّة وَثيقَة مُهمّة، يَكتبها الأموَات للأحيَاء قَبل مَوتهم، وهي مُخيفة في سطُورها، مُهابَة في مَضمونها، مِن هُنَا دَعوني أُخصّص هَذه اليَوميّات لأغرَب الوَصيّات: (الأحد) عُرف رَجُل في مُقاطعة ويلز الإنجليزيّة بالثرَاء، وعِندَما تَرَكَ وَصيّة كَتَب فِيها مَا يَلي: (إنَّني أترُك 80 سروالاً في حَالة جيّدة؛ لتُوزّع عَلى الفُقرَاء مِن أبنَاء قَريتي).. وكَانت المُفَاجأة سَارّة حِين وَجَدَ كُلّ فَقير 5000 جنيه في كُلِّ سروَال، وُضعت دَاخله بطَريقة مُتْقَنَة، والغَريب أنَّ السَّراويل -أو السَّراويلَات بإصحَاح اللِّسَان العَربي- لَم تَكُن في حَالَة جيّدة -كَما زَعم صَاحب الوَصيّة- بَل لَاحظ الجَميع -عَلى الفَور- أنَّها بَالية، ممَّا دَفَع أكثَر الفُقرَاء للزُّهد فِيها، وتَرْكِها لمَن هُم أشَد مِنهم فَقرًا، وهَكَذا نَجحت الكذبَة البيضَاء؛ التي استَخدمها صَاحب الوصيّة، كوَسيلة لإيصَال المَال إلَى أكثَر أبنَاء قَريته عوزًا وفَاقةً..! (الاثنين) أوصَى المَارشَال بلسودسكى مُحيي بُولندا -قَبل مَوته عَام 1935- بأنْ (يُفتح مُخُّه ويُمنح لجَامعة وَارسو، لإجرَاء البحُوث العِلْميّة عَليه)..! (الثلاثاء) أَوصَى أحدُهم -وهو عَلى فرَاش المَوت- صَديقًا لَه؛ بأنْ يَكتُب عَلى قَبره: (الحيَاة مَهزلة، وكُلّ مَا فِيها يَدلُّ عَلى ذَلك، لقَد فَكَّرتُ في ذَلك مَرَّة، وحَسبتني مُخطئًا، ولَكنَّني تَحقَّقتُ الآن مِن صِحّة كَلَامي)..! (الأربعاء) كَتَبَ رَجُل إنجليزِي مِن ويلز -أيضًا- في وَصيّته مُطالِبًا بـ(مُعَاقبة أي شَخص يَستَورد الجَرجير الألمَاني، والبَصَل الإسبَاني، لأنَّه كَان يَكرههما في حيَاته)..! (الخميس) مِن أغرَب الوصَايَا التي قَرأتُها اليَوم، أنَّ أحدَهم كَتَب وَصيّة تَنصُّ عَلَى: (استردَاد مِيرِاثه مِن ابنَته، إذَا لَبِسَت ثِيَابًا غَير مُحتَشمة)..! (الجمعة) يُقال إنَّ أقصَر وَصيّة في التَّاريخ؛ مُكوّنة مِن كَلِمَتين فَقط، وهي: (الكُلّ لزَوجتي)..! (السبت) مِن الوصَايَا المَرِحَة؛ أنَّ الفيلسُوف فرَانسوَا رَابيليه كَتَب في وَصيّته قَائلاً: (أنَا لَا أَملُك شَيئًا، ومُستغرِق في الدّيون، أمَّا البَاقي فأُوصِي بِهِ للفُقَرَاء والمَسَاكين)..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أنْ أُوصِيكم -ونَفسي- بتَقْوَى الله -عَزّ وجَلّ- في السِّرِّ والعَلَن، كَمَا أُوصيكم بقِرَاءة مَقَالات اليَتيم أحمد العرفج، وسيُسجّل التَّاريخ -يَومًا مَا- أنَّني صَاحب المَركز الثَّاني في قَائمة أقصَر الوصَايَا، بَعد أنْ اختَزَلْتُ وَصيّتي في ثَلاث كَلِمَات فَقط، وهي: يَا أحبّائي اقرَؤوا كِتَابَاتِي..!! المدينة