خالد فردان إن من إرادة الله (الكونية) أن يكون البشر مختلفين وهذا الاختلاف طبيعي فاختلاف الألوان والأجناس وإن كانوا لأبٍ أمر طبيعي وتباين الناس في الأرزاق أمر مقدر سلفاً واختلافهم في السلوك والمواهب أمر ضروري لتسير الحياة وكل لما جبل عليه وهذا كله اختلاف ولكنه في مجموعه تكامل لوحدة الحياة واختلاف العقائد والأديان وكذلك المذاهب والاتجاهات الفكرية أمر طبيعي بل والصراع الحضاري- بينها نتيجة طبيعية لهذا الاختلاف الذي يصل في بعضها للتناقض وهذا الصراع ودفع الناس بعضهم ببعض هو ما يسمح لهذه الحياة بالاستمرار. ونحن كأمة أسلامية فنحن أمة واحدة وإن كان بيننا اختلاف مذهبي أو فكري أو قبلي ولكننا نتكامل جميعاً في وحدة هذه الأمة في النهاية. وأي مجتمع لا سيما مجتمعنا السعودي الكبير-لا يخلو من التعددية والإثنية والعرقية لكنهم مع ذلك يتعايشون مع بعضهم ويحترمون مخالفيهم ليتكامل المجتمع المدني في النهاية لأن الأهداف العليا واحدة والمصير واحد ومشترك. ينشأ الخلاف دائماً حتى داخل البيت الواحد ولكن هذا الخلاف لا يسقط أيَّاً من حقوق المختلفين كما قال عمر بن الخطاب لقاتل أخيه زيد: والله لا يحبك قلبي أبداً!! فقال له الرجل: وهل ينقص ذلك من حقي عليك شيئاً فقال عمر لا..ما دام الخلاف واقعاً فأين أدب الخلاف؟!! لك أن تصر على رأيك ولا تقبل غيره ولكن في المقابل عليك أن تحترم الآخر وتتأدب معه حتى وإن لم تحترم رأيه نفسه.دائماً ما تنشأ في مجتمعنا خلافات فكرية وفقهية ثم ينقسم المجتمع لقسمين مناصر ومناوئ ثم ندخل في حوار بيزنطي لا فائدة منه ومع طول الخلاف ننسى الأمور الخلافية نفسها ونتجه لأصحابها لتبدأ مرحلة المهاترات والتعدي بل وتصفية الحسابات ولو كان الشيطان منظوراً في هذه اللحظات لوجدته مستلقياً على ظهره من شدة الضحك!! وعتبي على أساطنة الإعلام الذين يجعلون من بعض الخلافات الفرعية قضية رأي عام أشغلتنا وأشغلت مجتمعنا. وأختم بقول الله تعالى: «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين».