×
محافظة المنطقة الشرقية

احتواء خلاف أجل إنجاز مشروع أدبي الأحساء

صورة الخبر

لولا أن هناك مواضيع مثل "المرأة" تستحوذ على كل العقول وتحتل هرم كل النقاشات. لكانت جدلية هل مجتمعنا يقرأ أم لا؟ هي القضية المتصدرة للمنابر الثقافية والإعلامية، ففي اعتقادي أنها لا تبعد كثيرا عن جدلية هل تقود المرأة السيارة أم لا تقود؟. ففي قضية القيادة لنا عقود ونحن نكرر السؤال ذاته والإجابة ذاتها.. وفي النهاية، نبقى في حلقة مفرغة بين من يطالب ومن يرفض. وكذلك هي قضية "القراءة"، فعندما تلتقط صورة لبائع يجلس وحيدا في جنبات جناح لمعرض كتاب محلي، أو مكتبة عامة أو خاصة، تنهمر الآراء المجانية من هنا وهناك، بأن هذا أقرب دليل على أننا أمة "جاهلة" لا تحب القراءة، ولذلك بقي هذا البائع وحده يحسب الدقائق والثواني. وفي الوقت نفسه عندما نشاهد جموعا من الناس تتزاحم بباب معرض آخر للكتاب، تتسابق عبارات التمجيد الإعلامي، وتبالغ الصور الصحفية في التقاط الزوايا المعبرة عن هذه الحشود، وتجرفنا مقالات الثناء والافتخار بهذه الجموع "المتعطشة للكتاب والثقافة". بل إن بعض الكتاب الذين هاجموا بالأمس ما يصفونه بـ"هجران الكتاب" والانفلات الاستهلالكي السطحي، هم ذاتهم من يرى في المناكب التي تتصارع على باب معرض مثل معرض الرياض الدولي للكتاب، دلالة كبيرة على أننا "شعب يقرأ" بل ويعشق الكتاب لدرجة الجنون، حتى أن بعضنا قد يدفع في جولة شراء واحدة بصحبة العائلة الكريمة ما يزيد على ألف ريال لشراء كتب، حسب ما يذكره هؤلاء. أنا هنا لا أناقش صواب أي من الرأيين، فقد يكون كل منهما في وقت كتابته صحيحا بالمفهوم العام. لكن ما أريده هنا هو الإشارة إلى أن معظم الجهات المنظمة لمعارض الكتب المحلية التي تفشل في جذب القارئ الجاد أو حتى "جمهور المتفرجين"، لا تعترف غالبا بالأسباب الحقيقية، التي تقف وراء الفشل، مع أنها تعرفها جدا. فقد تجد من يبرر الفشل بضعف الدعاية والإعلان، وآخرون بالوقت. ومع أنهما من الأسباب التي قد تفشل أي عمل. إلا أن لب المشكلة التي تسعى هذه الجهات سواء وزارة الثقافة والإعلام أو الجامعات السعودية في إخفائها في ما يعرض من كتب، فعندما تأتي بكتب يجدها أي شخص في أقرب قرطاسية لبيته، أو عندما تشغل مساحات المعرض بكتب تراثية تحوي آلاف الصفحات وهي في حقيقتها موجودة على شبكة الإنترنت، أو عندما تمنع كتابا إبداعيا جديدا لم يتم تداوله بشكل كبير، أو عندما تضع على رأس الهرم في تنظيم هذه المعارض من لا يعترف إلا بصوته ورأيه وتوجهه الفكري، فتوقع الفشل الذريع. والأكثر مرارة أن تجتمع كل هذه الأسباب في مكان واحد.. عندها اترك معارض الكتب لأهلها ولا تغامر في صرف الأموال وبذل الجهد، لأن الفشل هو المصير النهائي. alamer@alwatan.com.sa